المسيحيون السوريون يطالبون بحماية هويتهم وحقوقهم في الدستور الجديد

Photo of author

By العربية الآن


## بداية جديدة لسوريا بعد حكم الأسد الممتد لعقود

نيقوسيا، قبرص (AP) – مع بدء عملية إعادة الإعمار في سوريا بعد 50 عامًا من حكم عائلة الأسد، يتطلع المسيحيون ومجموعات دينية أخرى إلى الحفاظ على حقوقهم وحرياتهم في إطار تسوية دستورية جديدة.

### تأكيدات بأن تكون سوريا بلداً شاملًا

صرحت سالينا شامبوس، دبلوماسية قبرصية رفيعة المستوى والمبعوثة الخاصة الجديدة لحرية الدين وحماية الأقليات في الشرق الأوسط، يوم الجمعة أن القادة الدينيين في سوريا أعربوا عن “إحساس قوي بالوطنية” ويأملون في أن تصبح بلادهم أكثر شمولية وأن تحظى باحترام المجتمع الدولي.

كان العديد من المسيحيين السوريين، الذين شكلوا 10% من السكان قبل بدء الحرب الأهلية السورية في عام 2011، قد إما هاجروا من البلاد أو دعموا الرئيس المخلوع بشار الأسد خوفًا من الجماعات الإسلامية المسلحة.

### الدعوة إلى المصالحة بين الفئات المختلفة

حثت الحكومة الانتقالية على تعزيز المصالحة بين الفئات العرقية المختلفة في البلاد واحترام متبادل بين المجتمعات الدينية. يمثل السُنة ثلاثة أرباع سكان سوريا، بينما يشكل العلويون حوالي 10%، والبقية مزيج من المسيحيين، والإسماعيليين الشيعة والدروز.

أشارت شامبوس إلى أن الوضع داخل سوريا لا يزال متقلبًا، مما يثير القلق بين المجموعات الدينية المختلفة حول حماية حقوقهم في ظل أي حكومة مستقبلية.

### آمال في الحفاظ على الحقوق

وقالت شامبوس في مقابلة مع أسوشيتد برس: “نتحدث عن قادة دينيين ومجتمع مدني يسعون لضمان وجود ضمانات خلال العملية الدستورية تكون شاملة”. وأضافت: “هؤلاء هم أشخاص يشعرون بشغف تجاه بلدهم. هم وطنيون”.

وأشارت إلى أن مؤشرات مبكرة من الحكومة الانتقالية السورية هي مشجعة، لكنها ابدت مخاوف أيضًا. وذكرت: “القادة يتحدثون عن تغيير. نأمل أن يكون هناك أفعال ملموسة وراء تلك الكلمات”.

### التقارب بين لبنان وسوريا

في لبنان، أبدى القادة الدينيون اعتقادهم القوي بأنهم ليسوا أقلية، لأنهم يرون أن هذا المصطلح يقلل من دورهم في النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي في بلادهم.

قامت شامبوس بزيارة لبنان وسوريا على مدار ثلاثة أيام في وقت سابق من هذا الشهر لعقد اجتماعات مع قادة مسيحيين من المجتمعات الأرثوذكسية، المارونية، الأرمينية والأرمنية الإنجيلية. كانت تلك رحلتها الأولى في إطار دورها الجديد للتعرف على آمال وتوقعات كافة المجموعات الدينية في البلدين.

### أهمية الحفاظ على الهوية الدينية

أكدت شامبوس أن الحفاظ على هوية هذه المجتمعات، سواء كانت مسيحية أو غير ذلك، في سياق سوريا وما بعدها، هو أمر ضروري للحد من التوترات وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة وحماية شركائنا بشكل عام.

تأتي تعيينها كجزء من مبادرة الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس لزيادة دور قبرص كحلقة وصل بين دول الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، باعتبارها أقرب دول الاتحاد إلى المنطقة. تحافظ الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في قبرص على روابط قوية مع الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في الشرق الأوسط، وهي موطن للمسيحيين الأرمن واللاتينيين والمارونيين. وتتركز في شمال البلاد المجتمع التركي القبرصي الذي يغلب عليه المسلمون السنة.

### تقدير للجهود القبرصية

عبر المسؤولون في كل من سوريا ولبنان عن تقديرهم لمشاركة قبرص في هذا الشأن. وأوضحت شامبوس أن قبرص في موقع مثالي لتكون وسيطًا بين الشرق الأوسط وأوروبا ليس فقط بسبب قربها الجغرافي، بل أيضًا بسبب العديد من الخصائص الثقافية والدينية والاجتماعية التي تشترك فيها مع الدول المجاورة مما يمكنها من نقل رؤى إقليمية بشكل أفضل.

كما أكدت شامبوس أن عملية إعادة بناء سوريا يجب أن تكون يقودها السوريون، لكنه ينبغي أن يتلقى القادة الدينيون السوريون دعمًا من الاتحاد الأوروبي لضمان حماية جميع الأقليات في ظل دستور شامل.

وقالت شامبوس: “ما يحدث في الشرق الأوسط هو أمر داخلي بالنسبة لنا. وما يحدث في الشرق الأوسط له تأثير مباشر على أمننا وأمن أوروبا”.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.