المصدرون الصينيون يعملون بجد لتسليم شحناتهم قبل وصول ترامب للحكم

شهدت صادرات الصين زيادة بنسبة 12.7% على أساس سنوي في أكتوبر/تشرين الأول، مما يمثل أسرع وتيرة نمو منذ أكثر من عامين. ومع ذلك، أثار بعض خبراء الاقتصاد تساؤلات حول مدى تأثير الشحنات المسبقة إلى الولايات المتحدة في ذلك الشهر، حيث انخفض العجز التجاري الأمريكي نتيجة لتراجع الواردات.

تحضيرات مسبقة لمواجهة التعريفات

عند سؤال عدد من المسؤولين في مجال اللوجستيات عن نوايا عملائهم، حتى قبل وعود ترامب بالإجراءات الجديدة، أكدوا أنهم بدأوا في وضع خطط للتكيف مع أي رسوم قد تطرأ.

وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة شحن عالمية: “نتوقع طلبًا متزايدًا، حيث سيعمل التجار على تلبية احتياجاتهم من الصين بأسرع ما يمكن، وهذا سيؤدي بالتأكيد إلى فوضى كبيرة”.

تأثير فوز ترامب على خطط الشحن

وأشار مارك يونغ، مدير شركة الشحن “سيتوس ماريتيم”، إلى أن الانتصار الذي حققه ترامب دفع الكثير من الشركات إلى إعادة التفكير في خططها الخاصة بالشحنات البعيدة الأجل. كما أكد مايك شورت، رئيس الشحن العالمي في شركة “سي إتش روبنسون”، أن بعض المصدرين يحاولون تحديد أفضل توقيت للشحنات، مضيفاً: “أحد العملاء استفسر عن آخر موعد يمكن أن تغادر فيه الشحنات من آسيا للوصول إلى الولايات المتحدة قبل بدء تطبيق التعريفات الجديدة”.

علامات التحميل المسبق في الموانئ الأمريكية

تظهر علامات التحميل المسبق بوضوح في الموانئ الأمريكية، حيث أفاد جين سيروكا، المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس، بأنه تم نقل 905 آلاف حاوية شحن في أكتوبر/تشرين الأول، بزيادة بلغت 25% عن العام الماضي. وقد أشار إلى أن “بعض الشاحنين يحمّلون البضائع مسبقًا كإجراء احترازي ضد التعريفات الجديدة المحتملة”، رغم أن هناك عوامل أخرى مثل القضايا العمالية في موانئ خليج المكسيك والساحل الشرقي تساهم أيضًا في ذلك.

وتوقع سيمون هيني، المدير الأول لبحوث الحاويات في شركة “درويري” الاستشارية البحرية، أن تتزايد أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ بشكل كبير نتيجة لزيادة الطلب على الشحنات المسبقة، خصوصًا مع ظهور تفاصيل جديدة حول جدولة التعريفات الجمركية التي أعلن عنها ترامب.

استكشاف أسواق جديدة للإنتاج

وبدأ بعض المصنعين الصينيين في استكشاف أسواق ومراكز إنتاج جديدة، حيث أفادت مجموعة إلكترونيات من قوانغدونغ أنها تفكر في المغرب كقاعدة بديلة للإنتاج. وأوضح أحد المسؤولين التنفيذيين بالشركة أنها أرجأت خطة توسيع خطوط الإنتاج في المكسيك، متوقعين أن يقوم ترامب بغلق الثغرات التي تستغلها الشركات الصينية هناك.

من جهة أخرى، أكد فريد نيومان، كبير خبراء الاقتصاد في آسيا في بنك “إتش إس بي سي”، أن المصدرين سيحصلون على بعض الوقت لاستكشاف خياراتهم، حيث إن معظم الزيادات الجمركية التي فرضها ترامب لن تصبح سارية المفعول إلا في النصف الثاني من العام المقبل بسبب الإجراءات القانونية. وقد أشار إلى أن “النهج الأكثر ترجيحًا هو عملية متدرجة”.