خلال اجتماع في الأمم المتحدة، وجه الرؤساء الثلاثة، وهم من الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان والبرازيل، دعوة للقادة الآخرين لجعل أهدافهم في مواجهة تغير المناخ، المقرر تقديمها في فبراير المقبل، أكثر طموحًا. وطالب الثلاثة بأن تتماشى الخطط الوطنية الجديدة مع هدف اتفاقية باريس لعام 2015، المتمثل في الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية منذ ما قبل الثورة الصناعية، وأن تشمل جميع انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة.
وقال مختار باباييف، الذي سيتولى رئاسة المفاوضات الدولية في نوفمبر عندما تستضيف أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ: “العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس”، مضيفًا: “نواجه حاجة ملحة لتقليل الانبعاثات بشكل عميق وسريع ومستدام، بما في ذلك التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري”.
### دعوة جديدة لخفض الانبعاثات
في جلسة استغرقت ساعتين، دفع باباييف ونظيراه من الإمارات والبرازيل بـ “خارطة طريق إلى المهمة 1.5”. لدى دول العالم مهلة لا تتجاوز خمسة أشهر لوضع أهداف وطنية جديدة لخفض تلوث الكربون. وتشير الأهداف الحالية إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر، لكن الدول الثلاث تسعى إلى خطط وطنية جديدة تتماشى بشكل أكبر مع هدف 1.5 درجة مئوية.
### الانتقادات من الدول الصغيرة
مثل رئيسة وزراء ساموا، فيامي ناومي ماتا’افا، دول الجزر الصغيرة، حيث أعربت عن تقديرها للدعوة الموجهة. وأشارت إلى أن الدول مثل بلادها لم تتسبب في المشكلة المناخية، لكنهم يقومون بخفض انبعاثاتهم من الغازات الحابسة للحرارة. وفي هذه الجلسة، قامت بتوجيه النقد للدول الغنية، قائلة: “للأسف، لا نرى نفس مستوى الطموح من الدول التي تتحمل أكبر قدر من المسؤولية عن هذه الأزمة الحالية”. وأكدت منظمتها التي تضم 44 دولة جزيرية أنها “ليست متشائمة بشكل مفرط من أن هذا سيساهم بشكل ملحوظ في تغيير الوضع”.
### تحليل أداء الدول الكبرى
قال محللان بارزان في مجال المفاوضات المناخية، ألديون ماير من مؤسسة E3G وبيلي هير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Climate Analytics، إن رؤساء المفاوضات من الإمارات وأذربيجان والبرازيل يتحدثون بخطاب مرتفع، ولكن أفعال دولهم تعود إلى الوراء. ولم توضح الإمارات وأذربيجان والبرازيل كيف ستنتقل دولهم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بل إنهم يدفعون قدماً لاستثمارات ضخمة جديدة في إنتاج النفط والغاز، مما يجعل الجهود للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئويةً أكثر صعوبة.
وأضاف هير أن أذربيجان “قد ضعفت بالفعل” هدفها الأخير، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث تتجه لزيادة إنتاج النفط والغاز بنسبة الثلث بحلول عام 2035.
### أهمية العمل العملي
رد قادة المناخ الوطنيون على نداء الثلاثة بالقول إنهم يجب أن يحدوا من ارتفاع الحرارة لبضعة أجزاء من الدرجة فقط، معتبرين أن هذه مسألة ملحة، لكنهم لم يقدموا تفاصيل كثيرة عن كيفية القيام بذلك. وذكر سكرتير المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستييل: “سنحتاج إلى الانتقال من عالم يعرف أن 1.5 يجب تحقيقه إلى عالم يعرف كيف سيتم تحقيق 1.5”.