هجرة غير مسبوقة من إسرائيل
14/10/2024
أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”، الصادرة بالإنجليزية من القدس، بأن أعداد المهاجرين من إسرائيل شهدت ارتفاعًا غير مسبوق، حيث غادر البلاد 40600 شخص في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، بمعدل 2200 شخص شهريًا أكثر من العام السابق. وقد أخذوا معهم أموالهم وشهاداتهم الأكاديمية ومهاراتهم المهنية.
تظهر هذه الأرقام مدى تأثير هذه الهجرة على إسرائيل على المدى الطويل، حتى في المناطق البعيدة عن مناطق الصراع في الشمال والجنوب.
واقع مرير
وتشير بيانات الصحيفة إلى واقع “مرير”، حيث هاجر في عام 2023 نحو 55400 شخص، وهو رقم قياسي مرتفع مقارنة بمتوسط سنوي بلغ 37100 شخص خلال العقد الماضي. كما عاد 27800 إسرائيلي في نفس العام بعد فترات طويلة قضاها في الخارج، بزيادة عن المتوسط السنوي الذي بلغ 23800 شخص خلال العقد الماضي.
ووفقًا للبيانات، فإن 39% من المهاجرين في عام 2023 كانوا من المناطق الأكثر ثراءً في البلاد، بما في ذلك تل أبيب والمنطقة الوسطى، بينما غادر 28% من حيفا والشمال، و15% من الجنوب. كما ساهمت القدس بنسبة 13% من مجموع المهاجرين، وكانت نسبة “يهودا والسامرة” (الضفة الغربية باستثناء القدس الشرقية) 5% منهم.
شهدت معدلات الهجرة من إسرائيل ارتفاعًا خلال فصل الصيف، إذ غادر 5200 شخص في الأشهر الخمسة الأولى من العام، وارتفع العدد إلى 7300 شخص في شهري يونيو ويوليو. وفي أغسطس، عاد 20500 إسرائيلي يعيشون عادة بالخارج للزيارة.
نسبة عالية من الشباب
بلغ متوسط أعمار الرجال المهاجرين في عام 2023 نحو 31.6 عامًا، بينما بلغت متوسط أعمار النساء 32.5 عامًا. وشكّل الأفراد في العشرينيات والثلاثينيات من العمر 40% من المهاجرين، على الرغم من أنهم يمثلون فقط 27% من السكان.
يعتبر هذا مؤشرًا على أن إسرائيل تفقد قوى عاملة كبيرة في مرحلة دخولهم لسوق العمل أو متابعة تعليمهم أو تلقي تدريبات في الخارج. من بين المهاجرين، شكل العُزّاب 48% من الرجال و45% من النساء، كما هاجر نحو 41% منهم مع شركائهم، مما يعزز فرضية أن الكثيرين من هؤلاء هاجروا بصورة دائمة.
تناولت “جيروزاليم بوست” تحليل بيانات مكتب الإحصاء، مشيرة إلى أن المسيحيين غير العرب -الذين أغلبهم من المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق- شكلوا 32.4% من المهاجرين في عام 2023، رغم أنهم لا يمثلون إلا 4.9% من إجمالي السكان. وفي المقابل، ساهم المسلمون والمسيحيون العرب بنسبة أقل في موجة الهجرة، إذ لم يمثلوا سوى 6.2%، على الرغم من أنهم يشكلون 21.3% من سكان إسرائيل.