مقترح إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة
في أعقاب مطالبة الأمم المتحدة بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين خلال عام، قدمت إسرائيل مقترحًا جديدًا للمفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة، أطلق عليه الإعلام الإسرائيلي اسم “الممر الآمن”. ويتضمن هذا الاقتراح إطلاق سراح المحتجزين مقابل تأمين خروج قادة حركة حماس من القطاع، وقد يتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن ذلك في خطاب متوقع له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مجرد مناورة سياسية؟
يأتي هذا المقترح بينما تتعثر المفاوضات منذ عدة أسابيع بسبب العديد من العوائق، أبرزها إصرار نتنياهو على البقاء في منطقة فيلادلفيا الحدودية مع مصر. بالتزامن مع اجتماع الدول الخمس الكبرى، يرى بعض الخبراء أن هذا الاقتراح لا يعدو كونه “مناورة إسرائيلية” تهدف إلى إطالة أمد المفاوضات حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع الأمل في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلى جانب محاولة تهدئة الأسر المتأثرة بالمحتجزين.
تفاصيل الصفقة الجديدة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن المقترح يتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة دفعة واحدة، مقابل تأمين خروج يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس ورفاقه، وإنهاء الأعمال القتالية في غزة، إلى جانب تحرير الأسرى الفلسطينيين، ونزع سلاح القطاع، وتطبيق نظام حكم جديد في غزة.
ردود أفعال الخبراء
علق الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن الاقتراح لا يعدو كونه مضيعة للوقت ومحاولة لتهدأة داخل إسرائيل بشأن ملف الأسرى، ويشير إلى أن المحكمة السياسية في غزة تركز على وقف الحرب بدلاً من خروج السنوار، موضحًا أن هذا الاقتراح تم طرحه عدة مرات سابقًا دون ضمانات.
التأثيرات الإقليمية
بينما يعبر المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، عن شكوكه في نوايا نتنياهو، مُشيرًا إلى أن هذا الاقتراح قد يهدف إلى إظهار موقف إيجابي أمام العالم في ما يتعلق بملف الأسرى، في الوقت الذي يدمر فيه قطاع غزة. ويتوقع أن وسطاء المفاوضات سيتعاملون مع المقترح بجدية، رغم تاريخه المناور في السياسة الإسرائيلية.
التصعيد في لبنان
يتزامن هذا الاجتراح مع محاولات لمناقشة الوضع في العلاقة اللبنانية-الإسرائيلية بعد التوترات المتزايدة، حيث قُتل العديد وأُصيب الآلاف نتيجة للاشتباكات الأخيرة. وتقع الضغوط العالمية على نتنياهو في الوقت الذي تُخطط فيه الحكومة الأمريكية لاقتراح حلول جديدة لتحسين الوضع في غزة.
تمثل هذه التطورات احتدام السجالات حول وقف إطلاق النار والجهود الدبلوماسية لتحسين الوضع المستمر في المنطقة في ضوء التعقيدات السياسية والتوترات الإقليمية.