كشف جديد حول السكري من النوع الأول
يُعتبر مرض السكري من النوع الأول أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. على الرغم من أنه يظهر غالباً في مرحلة الطفولة والمراهقة، إلا أنه يمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية.
يتميز هذا المرض بزيادة مستوى السكر في الدم نتيجة لتكوين أجسام مضادة تمنع خلايا البنكرياس من إنتاج الإنسولين، مما يؤثر سلباً على صحة الأطفال لبقية حياتهم.
عوامل بيئية تؤثر على مرض السكري
أظهرت دراسة عالمية حديثة بعنوان “العوامل البيئية للسكري لدى الشباب” (TEDDY) وجود العديد من العوامل البيئية التي قد تساهم في ظهور التفاعلات المناعية المسؤولة عن تكوين الأجسام المضادة التي تؤدي إلى نقص الإنسولين. وبمجرد تجنب هذه العوامل، يمكن تقليل فرص الإصابة بالمرض لدى الأطفال.
نُشرت الدراسة في شهر نوفمبر من العام الحالي في مجلة الغدد الصماء “Nature Reviews Endocrinology”، حيث شارك فيها باحثون وأطباء من مراكز بحث علمية مختلفة حول العالم.
العلاقة بين الجينات والبيئة
على الرغم من دور العامل الجيني في الإصابة بالسكري، إلا أنه لا يشكل السبيل الوحيد لتفسير حدوث المرض. فهناك عوامل بيئية أخرى هامة مثل النظام الغذائي، والعدوى، وخاصة العدوى الفيروسية، التي تلعب دوراً في تحفيز التفاعلات المناعية.
أشار الباحثون إلى أن التحدي الأكبر كان العثور على الأطفال المصابين بالسكري للمشاركة في الدراسة، حيث شارك حوالي 40% فقط منهم، بسبب مخاوف أسرهم من المتاعب الصحية المحتملة. ومع ذلك، كانت معدلات المسح عالية في الدول الإسكندنافية مثل فنلندا والسويد، بينما كانت منخفضة في بعض الولايات الأمريكية.
اكتشاف الأجسام المضادة
للتحقق من المناعة الذاتية لخلايا البنكرياس، رصد الباحثون ظهور الأجسام المضادة، مثل تلك المضادة للإنسولين، والتي تساهم في تقليل إفرازه. هذا النوع من الأجسام المضادة يظهر عادة في المرحلة العمرية بين 6 أشهر و3 سنوات. وقد أظهرت التحليلات الجينية أن حوالي 50% من حالات الإصابة يعود سببها إلى عوامل وراثية محددة.