قبل 12 سبتمبر/أيلول 2001، لم يكن لأحد أن يتخيل أن هذا اليوم سيصبح نقطة تحول في التاريخ، إذ كان مجرد يوم ثلاثاء عادي. لكن مع وقوع الأحداث المأساوية، استيقظت وسائل الإعلام على حقيقة جديدة وأدركت دخولها عصر جديد.

في تقرير قدمته لوتان، استعرض الكاتب ليو تيشيلي أبرز العناوين التي تصدرت الصحف العالمية بعد 11 سبتمبر، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تستذكر تلك الذكرى الأليمة.

الشعور بالخطر العالمي

تناولت الصحيفة كيف أن كُتاب الافتتاحيات أشاروا في ذلك اليوم إلى أحداث بيرل هاربور، وعبّرت لوتان عن وجهة نظرها بأن “الهجوم في 11 سبتمبر سيكون بمثابة الهجوم الجديد الذي سيؤرخ لدخول الولايات المتحدة في حرب جديدة”. وقدرت الصحيفة أن الهجمات على رموز القوة الأميركية تستحق ردود فعل قوية، لكنها تساءلت: على من يجب أن يكون هذا الرد؟

كان عنوان “العام صفر” حاضراً في الصحافة، حيث اعتبرت صحيفة إلباييس الإسبانية أن هذه الأحداث تمثل “عملاً من أعمال الإرهاب المفرط وبداية ق century”. وفي الوقت نفسه، سلطت لوموند الفرنسية الضوء على أنها بداية لعالم جديد حيث تكشف فيه القوة العظمى عن ضعفها أمام الإرهاب.

الضعف الأمريكي المكشوف

أشارت صحيفة نيو زريتشر تسايتونغ الألمانية إلى أن الهجمات كشفت عن ضعف أساسي للمجتمعات الاستهلاكية الغربية، مذكرة أن الإرهابيين أرادوا إظهار هذا الضعف. بدورها، رأت نيويورك تايمز أن الأعداء المجهولين يتجددون في ترسانتهم الجديدة التي ترتكز على الهجمات المباغتة، حيث استهدفت العمليات المدنيين، مما يعكس مدى الفوضى المحيطة.

أما غارديان، فقد تحدثت عن طبيعة التهديد الذي جاء مفاجئاً من دون أي إنذار أو تحذير، واستنتجت أن هذا الخطر المجهول يمثل واحدة من أخطر التحديات التي تواجه الولايات المتحدة.

بينما أُطلقت الاتهامات بشكل عشوائي، كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد وجهت أصابع الاتهام نحو الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الجهات المعروفة بصناعة الإرهاب مثل صدام حسين وطالبان وآيات الله الإيرانيين وغيره من الطغاة هم من يقفون وراء هذا الهجوم.

دعوة إلى التروي

بعد الهجوم، ظهرت أصوات في طواقم التحرير تحث على الحفاظ على الهدوء وتجنب أي رد فعل متهور. حيث أعربت صحيفة شيكاغو تريبيون عن حاجتها لرد لا يتسم بالانتقام، في حين حذرت واشنطن بوست من خطورة استخدام القوة المفرطة، مؤكدة على ضرورة التحقق من الجوانب الضرورية قبل اتخاذ أي إجراء.

محذرة من الانجرار وراء استجابة عاطفية، أكدت غارديان على أهمية التفكير العقلاني في كيفية الرد على تلك التهديدات، مشيرة إلى أن مثل هذا القرار سيشكل تغيرات ليس فقط في أمريكا بل في العالم بأسره.