### تفجيرات أجهزة حزب الله: الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة
انفجرت آلاف الأجهزة اللاسلكية وأجهزة الاستدعاء في لبنان في حادثتين منفصلتين، مما أدى إلى إصابة الآلاف ومقتل 37 شخصًا على الأقل. وتبقى تفاصيل الحادثتين قيد المعالجة لفهم كيفية تنفيذ مثل هذه العملية. تشير الاتهامات الرسمية إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن الهجمات، ولكنها لم تقدم أي تعليق حتى الآن.
كيف تم اختراق أجهزة الاستدعاء؟
تُظهر تقديرات أولية أنه قد يكون هناك اختراق معقد لأجهزة الاستدعاء أدى إلى انفجارها، لكن الخبراء استبعدوا هذه النظرية سريعًا. ومن المحتمل أن تكون هذه الأجهزة مُعدّة بالمتفجرات قبل وصولها إلى حزب الله، وهو ما يفسر حجم الأضرار. تشير الصور إلى أن بقايا الأجهزة تحمل شعار شركة جولد أبولو التايوانية.
عندما قامت بي بي سي بزيارة الشركة في تايوان، بدت مؤسسها مرعوبة ورفضت أي ارتباط بالعملية. وذكرت أن العلامة التجارية جولد أبولو قد تم منحها لشركة مجرية تُدعى BAC Consulting. وأبدى المؤسس قلقه من التحويلات المالية الغريبة التي كانت تصل من الشرق الأوسط.
ما علاقة الشركة الهنغارية بالحادثة؟
عند زيارة مقر شركة BAC Consulting في بودابست، لم يستطع أحد في المبنى تقديم أي معلومات عن الشركة. وقد أفادت السلطات المجرية بأن BAC كانت مجرد “وسيط تجاري بلا موقع تصنيع”. رغم ذلك، تسرد كتيبات BAC منظمات في لندن كطرف متعاون، وقد أكد مكتب الخارجية البريطانية أنه ليس لديه أي علاقة مع BAC.
مديرة الشركة، كريستينا بارسوني-أرشيدياكونو، لم تكن متاحة للرد على استفسارات بي بي سي، ولكنها تحدثت لخبراء NBC وأعلنت أنها مجرد وسيط وليست مصنعة للأجهزة.
وقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الشركة قد تكون واجهة للاستخبارات الإسرائيلية، وهو ما أكدته مصادر إسرائيلية لم يتمكن الصحفيون من التحقق منه بشكل مستقل.
كيف تم اختراق الأجهزة الإذاعية؟
فيما يخص الأجهزة الإذاعية التي انفجرت في الموجة الثانية من الهجمات، تبقى أصولها غامضة. وفقًا لمصدر أمني، بعض الأجهزة هي من طراز IC-V82 الذي تنتجه شركة ICOM اليابانية، وقد تم شراؤها من قبل حزب الله قبل خمسة أشهر.# التفجيرات المفاجئة في لبنان: أجهزة الاتصال اللاسلكي تحت التهديد
ظهور نسخ مزورة في السوق
في لبنان، انتشرت معلومات حول توافر نسخ مقلدة من أجهزة ICOM IC-V82 في الأسواق، حيث يبدو أنها لم تُنتج بشكل رسمي من قبل الشركة. وقد وجدت بي بي سي أن تلك الأجهزة تُعرض للبيع عبر الإنترنت، في الوقت الذي أكدت فيه شركة ICOM أنها توقفت عن إنتاج هذا الطراز قبل ما يقرب من عقد من الزمن، تحديدًا في أكتوبر 2014. كما أعلنت الشركة أنها أوقفت إنتاج البطاريات اللازمة لتشغيل هذه الأجهزة. وذكرت ICOM أنها لا تقوم بتعهيد الإنتاج، وأن جميع منتجاتها تُصنع في مصنعها في غرب اليابان.
كيفية تفجير الأجهزة
ألقت مقاطع الفيديو الضوء على لحظات داخلية تسبق انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي، حيث وثقت لحظات استغراب الضحايا لحظة وقوع الانفجار. وعثرت السلطات اللبنانية على أن تلك الأجهزة تم تفجيرها بواسطة “رسائل إلكترونية” تم إرسالها إليها، كما ورد في رسالة قدمتها البعثة اللبنانية إلى الأمم المتحدة. وأشار مدير ICOM، يوشيكي إنومويو، إلى أن الأضرار حول قسم البطارية قد تدل على أنه تم إضافة متفجرات.
التخوف من الأجهزة الأخرى
يثير هذا الهجوم قلق الكثيرين في لبنان حول إمكانية وجود أجهزة أخرى، مثل الكاميرات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر، مزودة أيضًا بالمتفجرات. وقد قام الجيش اللبناني باستخدام روبوتات تفكيك قنابل في شوارع بيروت لتنفيذ تفجيرات محكومة. المناخ العام في لبنان أصبح مفعمًا بالذعر، حيث تساءل العديد من المواطنين، بما في ذلك غيدة التي تحدثت إلى مراسل بي بي سي، عما إذا كان بإمكانهم البقاء بجوار أجهزة الكمبيوتر والهواتف، حيث أصبح كل شيء يبدو خطرًا في هذه الأثناء.
خلفيات الهجوم
تكثر النظريات حول أسباب تفجير هذه الأجهزة في هذا التوقيت. أحد الاحتمالات هو أن إسرائيل قد اختارت هذه اللحظة لإرسال رسالة قوية إلى حزب الله، بعد عام من التصاعد في التوترات عبر الحدود، بعد إطلاق حزب الله صواريخ نحو شمال إسرائيل عقب الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر. بينما تشير نظرية أخرى إلى أن إسرائيل ربما لم تكن تخطط لتنفيذ هذا الهجوم في الوقت الحالي، بل اتخذت القرار بناءً على مخاوف من اكتمال خطتها وكشفها.
بناءً على التقارير، كان من المفترض أن يكون الهجوم على أجهزة الاستدعاء هو البداية لحرب شاملة ضد حزب الله، ولكن نظرًا للشكوك التي بدأت تراود إسرائيل، تم تنفيذ الهجوم مبكرًا.