ولاية فلوريدا: شهدت الجامعات الأمريكية توسعا في الاحتجاجات التضامنية مع فلسطين، وانتشرت في عدة ولايات تعرضت لتقييدات خلال الأشهر السابقة على التظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
انطلقت اعتصامات الطلاب في جامعة جنوب فلوريدا أمس الاثنين، وهي واحدة من أكبر الجامعات في الولاية، بحيث يزيد عدد طلابها عن 50 ألف طالب.
انضمت مئات المحتجين للطلاب المعتصمين داخل الحرم الجامعي في المناطق المخصصة للتظاهرات، في حين قامت سيارات الشرطة بإحاطة الموقع، ومنعت تركيب عدد من الخيام في حديقة الجامعة، واعتقلت 6 من الطلاب بتهمة انتهاك القوانين والتعدي على ممتلكات الآخرين دون استخدام العنف بعد التحذير.
أكد بيان صادر عن جامعة جنوب فلوريدا أمس الاثنين 29 أبريل/نيسان 2024، حق “حرية التعبير وحماية الحق الدستوري للأفراد والجماعات داخل حرم الجامعة للتعبير عن آرائهم”، معلنا “عدم تسامح الجامعة مع التهديدات والفوضى”.
من جانبه، أوضح رئيس المركز الإسلامي في تامبا، حاتم فريز، أن رئيسة جامعة جنوب فلوريدا “ريا لو” سمحت بالتظاهر داخل الحرم الجامعي بشرط عدم تركيب الخيام واستخدام الأعلام (المعلقة على عصي) ومكبرات الصوت.
وصف فريز الاحتجاجات الراهنة بأنها انتفاضة نشأت في فلسطين ووصلت إلى الجامعات الأمريكية، كونها هي الأقوى والأضخم في تاريخ القضية الفلسطينية داخل الولايات المتحدة، كمؤشر واضح على تزايد الوعي لدى الشباب رغم التهديدات التي يتعرضون لها، داعيا أفراد الجاليات العربية والإسلامية للانخراط في الاحتجاجات، ومشددا على أن القضية أولا وأخيرا إنسانية، حيث يشارك أعداد كبيرة من الشباب من مختلف التوجهات الفكرية والدينية في الاعتصام.
وبعد ساعات قليلة من بدء الاعتصام، حاول بعض أنصار إسرائيل الذين كان بعضهم يحمل الأعلام الإسرائيلية الدخول في مواجهة مع المعتصمين، مما استدعى تدخل قوات الشرطة. إلا أنه لم يرد تقارير حتى الآن عن اعتقال أو طرد أي منهم.
حول مشاركتها في الاعتصام، صرحت لمى للجزيرة نت بأنها شعرت بالحاجة للمشاركة لدعم الطلاب، من أجل وصول أصواتهم إلى إدارة الجامعة وتحقيق مطالبهم.
من جهته، قال ديب العووي -أحد المشاركين في الاعتصام- للجزيرة نت “أشارك في الفاعليات والتظاهرات منذ بداية الحرب على غزة، وبالرغم من التهديدات يجب ألا نشعر أننا أصبحنا في وضع ديكتاتوري”.
وأضاف العووي أن معظم المشاركين في الاعتصام ليسوا عربا، ولكنهم حرصوا على ترديد الهتافات باللغة العربية كإشارة لتوجيه دعمهم بشكل مباشر للشعب الفلسطيني.
طالب المشاركون بعدد من المطالب الهامة، منها سحب الاستثمارات الجامعية من الشركات الممولة للإبادة الجماعية في غزة، وضرورة الكشف عن المشاريع والبرامج المشتركة مع إسرائيل -خاصة المشاريع المتعلقة بتطوير الأسلحة- وإصدار بيان داعم للقضية الفلسطينية.
أكد حاتم فريز أن الجالية تعمل بالتعاون مع مجموعة منتم التدخل من قبل المحامين للإفراج عن الطلاب المحتجزين، حيث بدأ خروج بعضهم بالفعل.
وبالمقابل، جرى اعتقال عدد من الطلاب المناهضين للسياسة في جامعة فلوريدا صباح اليوم السابق، حيث أصدرت الجامعة بيانا جاء فيه “إن جامعة فلوريدا ليست متجر للعب، ولا نتعامل مع المحتجين كالأطفال، فقد تم تحديد القواعد وتم خرقها، وسيتحملون العواقب”.
وأفاد مسؤولو جامعة فلوريدا بأن الطلاب الذين ينتهكون هذه القواعد قد يواجهون توقيفا لمدة 3 سنوات، وأن موظفين ينتهكون القواعد قد يواجهون نهاية الخدمة.
في 18 أبريل/نيسان الحالي بدأ طلاب رافضون للعمليات الحربية الإسرائيلية في قطاع غزة اعتصاما في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين بوقف التعاون الأكاديمي مع جامعات إسرائيلية وانسحاب الاستثمارات من الشركات المساندة للاحتلال الفلسطيني.
وبعد اعتقال أكثر من 100 طالب وأعضاء هيئة تدريس في جامعة كولومبيا، وتصاعد الاحتجاجات الطلابية، امتدت دعوات التظاهر والاعتصام إلى أكثر من 20 جامعة أمريكية في مختلف الولايات، حيث يتم اعتقال العديد من الطلاب يومياً.
وفي الأيام الأخيرة انتشرت الحركة الطلابية لتشمل جامعات كبيرة في كندا وأستراليا ودول أوروبا مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا التي شهدت كل منها تظاهرات داعمة لمظاهرات الجامعات الأمريكية ومطالبة بايقاف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة.
