زيارة بايدن التاريخية لأمازون البرازيلية
ساو باولو (AP) — يعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يكون أول رئيس أمريكي حالي يزور غابات الأمازون المطيرة، وذلك خلال توقف قصير له يوم الأحد في مدينة ماناوس البرازيلية. تأتي هذه الزيارة في وقت من المتوقع أن تتراجع فيه التزامات الولايات المتحدة في مكافحة تغير المناخ في ظل إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب.
الأهمية البيئية لغابات الأمازون
تعد غابات الأمازون، التي تعادل مساحتها تقريباً مساحة أستراليا، مخزناً ضخماً لثاني أكسيد الكربون في العالم، وهو غاز دفيء يساهم في تغير المناخ، رغم أنها تتعرض حالياً لعملية إزالة واسعة للغابات.
التزامات بايدن في حماية البيئة
من المتوقع أن يقوم بايدن بجولة جوية فوق جزء من أكبر غابة استوائية في العالم، حيث سيلتقي بقادة محليين وسكان أصليين ويزور متحفاً أمازونياً، في محاولة للتأكيد على التزامه بالحفاظ على هذه المنطقة.
أعلنت إدارة بايدن العام الماضي عن خطة لتقديم مبلغ 500 مليون دولار لصندوق الأمازون، وهو أكبر جهد تعاوني دولي لحماية الغابات ويموّله بشكل أساسي النرويج. وقد أفادت الحكومة الأمريكية بأنها قدمت حتى الآن 50 مليون دولار، مشيرة إلى أنها “ستستمر في العمل مع الكونغرس لتأمين التمويل المتبقي لصندوق الأمازون والأنشطة ذات الصلة حتى عام 2028.”
توقعات بالمستقبل
ورغم أهمية الزيارة، فإن بعض الخبراء مثل سوالي أراوجو، الرئيس السابق لوكالة حماية البيئة البرازيلية، يشككون في أن تؤدي الزيارة إلى نتائج ملموسة. حيث صرحت أن “هذه زيارة مهمة لرئيس حالي، مما يظهر التزاماً شخصياً من الرئيس. لكن لا يمكننا توقع نتائج ملموسة من هذه الزيارة”، معربة عن قلقها من إمكانية عدم وصول أي تمويل إضافي لصندوق الأمازون مع بدء يناير.### إدارة ترامب لا تضع الأمازون في أولوياتها
من غير المحتمل أن تعطي إدارة ترامب الأولوية للأمازون أو قضايا تغير المناخ بشكل عام. فقد أعلن الرئيس الجمهوري المنتخب أنه سيقوم مرة أخرى بالانسحاب من اتفاقية باريس، وهي اتفاقية عالمية تهدف إلى مواجهة خطر تغير المناخ الكارثي، وذلك بعد أن أعاد بايدن التزامه بهذه الاتفاقية.
نظرة ترامب لتغير المناخ
وصف ترامب تغير المناخ بأنه “خدعة” وتعهد بإلغاء تنظيم كفاءة الطاقة الذي وضعته إدارة بايدن.
أهمية الأمازون والتحديات البيئية
تُعتبر الأمازون أكبر غابة استوائية في العالم، حيث تحتضن مجتمعات أصلية وتحتوي على 10% من تنوع الحياة على كوكب الأرض. كما تلعب الأمازون دورًا مهمًا في تنظيم الرطوبة في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية. ويتواجد حوالي ثلثي الأمازون في البرازيل، وقد حذر العلماء من أن تدميرها يشكل تهديدًا كارثيًا لكوكب الأرض.
التدهور البيئي والحرائق في البرازيل
تعاني الغابة من جفاف تاريخي استمر لمدة عامين، مما أدى إلى جفاف المجاري المائية وعزل آلاف المجتمعات المائية، مما أعاق قدرتها على الصيد. وقد ساهم هذا الجفاف أيضاً في نشوب حرائق غابات التهمت مساحة أكبر من مساحة سويسرا وأدت إلى تلوث الهواء في مدن بعيدة.
تغييرات في السياسة البيئية تحت قيادة لولا
عندما تولى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منصبه العام الماضي، أشار إلى تحول في السياسة البيئية مقارنة بسلفه – الرئيس السابق جاير بولسونارو. كان بولسونارو يقدم المصالح الزراعية على حماية الغابات، مما أدى إلى زيادة معدلات قطع الأشجار إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا.
وعود لولا بحماية الأمازون
تعهد لولا بتحقيق “عدم قطع الأشجار” بحلول عام 2030، على الرغم من أن فترة ولايته تستمر حتى نهاية عام 2026. وفقًا للبيانات الرسمية التي صدرت الأسبوع الماضي، انخفضت معدلات قطع الأشجار في الأمازون البرازيلية بنسبة 30.6% على مدار 12 شهرًا حتى يوليو، مما جعل التدمير يصل إلى أدنى مستوى له خلال تسع سنوات.
انتقادات لولا رغم النجاح في الحد من التدمير
على الرغم من هذا النجاح، تعرضت حكومة لولا لانتقادات من قبل نشطاء البيئة لدعمها مشاريع قد تضر بالمنطقة، مثل رصف طريق يقطع من منطقة غابات قديمة ويمكن أن يشجع على قطع الأشجار، وعمليات الحفر النفطية قرب مصب نهر الأمازون، وبناء سكة حديدية لنقل فول الصويا إلى الموانئ الأمازونية.
زيارة بايدن للأمازون
يجري بايدن زيارة للأمازون كجزء من رحلة مدتها ستة أيام إلى أمريكا الجنوبية، حيث تعد هذه الزيارة الأولى له إلى القارة خلال فترة رئاسته. يوم الأحد، أنهى زيارة إلى ليما، بيرو، حيث شارك في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ والتقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ. بعد توقفه القصير في ماناوس، سيتوجه إلى ريو دي جانيرو لحضور قمة مجموعة العشرين هذا العام.