بايدن يرحب باتفاق الهدنة بينما يتنافس هو وترامب على أحقية الفضل
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أهمية “الديبلوماسية المكثفة” التي استمرت لعدة أشهر والتي أدت إلى اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس، حيث حدد الخطوات المقبلة لإنهاء 15 شهراً من الحرب.
في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الأربعاء، عبر عن ارتياحه العميق لوصول هذا اليوم، ووصف المفاوضات بأنها من أصعب المهام في مسيرته السياسية.
وأوضح بايدن أن الاتفاق يتكون من ثلاث مراحل، تبدأ الأولى بـ”وقف شامل كامل لإطلاق النار” المقرر أن يبدأ في 19 يناير – اليوم الذي يسبق مغادرته للبيت الأبيض.
وأضاف أن المرحلة الثانية التي ستحتاج إلى مفاوضات ستؤدي إلى “إنهاء دائم للحرب”، معرباً عن ثقته في نجاح الاتفاق.
قال بايدن إن المرحلة الأولى تقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس – بما في ذلك النساء، وكبار السن، والمصابين – وتحرير مئات من الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف: “قريباً، سيعود الرهائن إلى أسرهم”، مشيراً إلى أنه خلال المرحلة الأولى سيتمكن الفلسطينيون أيضاً من العودة إلى أحيائهم في جميع مناطق غزة.
وأشار بايدن إلى أن هناك تفاصيل عدة يتعين التفاوض عليها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، ولكن الخطة تنص على أنه إذا استمرت المفاوضات لأكثر من ستة أسابيع، فسيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات.
أما المرحلة الثانية، فقال بايدن إنها ستتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من الأحياء، بما في ذلك الجنود الذكور، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية المتبقية من غزة. وستتحول الهدنة المؤقتة إلى دائمة انطلاقاً من هذه المرحلة.
ستركز المرحلة الثالثة على إعادة جثث الرهائن الذين قُتلوا إلى عائلاتهم وتقديم “خطة إعادة إعمار شاملة” لغزة.
فوائد للرئيسين بايدن وترامب
بينما أكد بايدن أن إدارته كانت “تتحدث كفريق واحد” مع الإدارة المقبلة لترامب، لكنه شدد على دوره ودور إدارته في إغلاق الصفقة.
وأشار إلى أن إطار الاتفاق يتبع “الخطوط الدقيقة” للخطة التي قدمها لأول مرة في مايو 2024.
وعندما انتهت المؤتمر الصحفي، سُئل بايدن عن من يستحق الفضل في الاتفاق، هو أم ترامب، فرد قائلاً “هل هذا مزاح؟” قبل أن يغادر.
وفي الوقت نفسه، قال ترامب عبر موقع “Truth Social” إن الاتفاق “الملحمي” لم يكن ليتم لولا فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وأضاف: “لقد أبلغت العالم بأسره أن إدارتي ستسعى للسلام وتتناول الصفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا.”
على الرغم من التنافس على الفضل، تعاونت الإدارتان عن كثب مع اقتراب اتفاق الهدنة في الأيام الأخيرة.
على سبيل المثال، كان مبعوث بايدن، بريت مكغورك، ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، في الدوحة عندما وصلت المفاوضات إلى مراحلها النهائية.
يمنح الاتفاق الآن بايدن الفرصة لإنهاء رئاسته بنجاح، وتحقيق اتفاق كان يسعى لتحقيقه طويلاً، مما يوفر له إنجازاً آخر يبرز إرثه في السياسة الخارجية.
ولكن مع تبقي أيام قليلة فقط في منصبه، أصبح من المتأخر بالنسبة له أن يشعر بفوائد الصفقة محلياً.
كان اتفاق الهدنة خلال فترة ترشحه كمرشح ديمقراطي في الانتخابات سيكون مفيداً له، نظراً لانتقادات خطيرة من داخل حزبه بسبب دعمه الثابت لإسرائيل.
من ناحية أخرى، سيؤدي ترامب قسم الرئاسة يوم الاثنين دون أن يواجه تحديات فورية بشأن الصراع المستمر في الشرق الأوسط.
قد تتاح للرئيس المنتخب أيضاً فرصة المشاركة في احتفالات عاطفية، مع عودة الرهائن الأمريكيين إلى الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة ولقائهم عائلاتهم، مما قد يعزز بداية قوية لفترة رئاسته الثانية.
يمكن أن يحصل ترامب على دفعة سياسية أكبر من السلام في الشرق الأوسط، لكنه سيرث أيضاً الالتزامات والمخاطر المصاحبة لتنفيذ اتفاق معقد متعدد الجوانب.