بدائل القهوة في السودان: مساحيق محمصة مع نتائج غير متوقعة

Photo of author

By العربية الآن



بدائل القهوة في السودان: مساحيق محمصة ونتائج مفاجئة

مراحل تحميص بدائل القهوة السودانية
مراحل تحميص الحبوب لإنتاج بدائل للبن (العربية الآن)

في خضم النزاع الحالي في السودان، شهدت أسعار العديد من السلع، ولا سيما القهوة، ارتفاعاً غير مسبوق. فقد وصل سعر الرطل إلى مستويات خيالية، مما دفع الكثيرين من عشاق هذا المشروب إلى البحث عن بدائل تتيح لهم المحافظة على عاداتهم المفضلة. ومن بين هذه البدائل كانت القهوة المصنوعة من نوى البلح المحمص، والقمح المحمص، وكذلك نوى المشمش، وغيرها من المساحيق التي تشبه القهوة التقليدية. لكن السؤال يبقى: هل تحافظ هذه البدائل على نفس الطعم؟ ماذا عن قيمتها الغذائية؟

حيل الغش تتحول إلى أسلوب حياة!

تعتبر إضافة مواد غير حبوب البن إلى القهوة نوعاً من الغش، وفقاً لدراسة بعنوان “غش القهوة العربية: الكشف عن القمح والذرة والحمص”. تشير الدراسة إلى أن مشروب القهوة الذي يعد من أكثر المشروبات شيوعاً عالمياً يعتبر مغشوشًا إذا أضيفت إليه مواد غير حبوب البن. في سودان، ومع تفشي الحرب، أصبح البحث عن البدائل أمرًا شائعًا، حيث يلجأ الكثير من الناس إلى استخدام مواد مثل:

  • نوى البلح
  • نوى الدوم
  • نوى المشمش
  • القمح
  • البازلاء
  • الحمص
  • الذرة
  • فول الصويا
  • الشعير

وعلى الرغم من ذلك، فقد دفع النزاع الكثير من السودانيين للتعامل مع تلك المواد كبدائل واعية. وتوجد أنواع من “القهوة” قائمة على الحبوب في دول عديدة. ومن الأمثلة على ذلك النوع البولندي الشهير الذي يحتوي على الجاودار المحمص، الشعير، الهندباء، وبنجر السكر. ومن الوصفات التقليدية، نجد خلط نوع أو أكثر من الحبوب مع القهوة العادية، مثل البازلاء المحمصة وغيرها.

قهوة القمح تنتشر في كوستي

عبد الله موسى، المقيم في ريف كوستي بولاية النيل الأبيض، يروي كيف أصبحت أسعار البن بعيدة عن متناول اليد، إذ ارتفع سعر الرطل من 5 آلاف إلى 17-25 ألف جنيه سوداني. يقول: “هذا الارتفاع الجنوني دفعني والكثيرين إلى البحث عن بدائل، مثل قهوة القمح. اكتشافي لمذاقها الذي لا يختلف كثيرًا عن القهوة العادية كان مفاجأة.” ويشير عبد الله إلى أن الحرب جعلت هذا البحث ضرورة وليس مجرد خيار.

كوب من بدائل القهوة
مشروب مصنوع من بدائل القهوة (العربية الآن)

يأمل عبد الله في أن تواصل الأسعار انخفاضها في الأسابيع المقبلة، ويقول إنه لا يعتزم التخلي عن قهوة القمح حتى بعد انتهاء النزاع. يضاف إلى ذلك، يتحدث فارس بشير، طالب التمريض، عن تجربته قائلاً: “قهوة القمح ليست كالقهوة الأصلية، لكنها تعوضني عنها بسهولة، خاصة عند مزجها مع قليل من البن التقليدي.” هذه التجارب توضح أن البدائل تحمل قيمة غذائية، إن لم يكن من حيث الطعم فبالتأكيد من حيث الفائدة الاقتصادية.

نوى التمر والدوم على القائمة

عبد العظيم حسب الله، ابن الـ32 عامًا ويعيش في ولاية جنوب كردفان، يواجه صعوبة في الحصول على القهوة بعد ارتفاع أسعارها من 2500 إلى 15 ألف جنيه سوداني. ويقول: “كوب القهوة في السابق كان يكلفني 400 إلى 500 جنيه، لكن الآن ارتفع إلى 1000 جنيه.”

استخدم عبد العظيم بدائل لم تكن تخطر له على بال، مثل نوى التمر ونوى الدوم، وقد كانت النتائج جيدة. وفقًا له، “نوى البلح هو البديل الأكثر نجاحًا بالنسبة لي.”

التحميص كارثة غذائية

الدكتور مجدي نزيه، استشاري التغذية، يحذر من آثار تحميص القمح ونوى الدوم ونوى التمر، ويصف ذلك بأنه “كارثة صحية.” إذ أن التحميص يعمل على زيادة مستويات الكربون، مما قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

طريقة صنع القهوة سريعة التحضير من حبوب البن المحمص
الدكتور مجدي نزيه: لا تبدو التبعات الصحية لتحميص أي من القمح أو نوى الدوم والتمر صحية بأي شكل (شترستوك)

وأشار الدكتور مجدي إلى أن الحصول على فوائد غذائية جيدة يتطلب تجنب التحميص، مثل البن الأخضر، الذي يحتفظ بخواص غذائية جيدة. الوضع الحالي يجعل التحميص من الأمور الضارة التي يجب الانتباه لها.

المصدر: العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.