براكين قمر “آيو” التابع للمشتري تحير العلماء
نشرت الدراسة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2024 في مجلة نيتشر، حيث أشارت الأرصاد من مركبة الفضاء “جونو” التابعة لوكالة ناسا إلى أن النشاط البركاني على آيو قد لا يكون ناتجًا عن وجود محيط من الصهارة تحت السطح. قد تؤدي هذه النتائج إلى إعادة تقييم البنية الداخلية للقمر، كما تعيد تشكيل مفهومنا عن تكوين الكواكب وتطورها في المجمل.
لغز تغذية آيو
يعتبر قمر آيو، الذي يساوي تقريبًا في حجمه قمر الأرض، الأكثر نشاطًا بركانيًا في نظامنا الشمسي، حيث يضم حوالي 400 بركان. وقد أُكتشف القمر لأول مرة من قبل غاليليو غاليلي في 8 يناير/كانون الثاني 1610، ولكن لم يُلاحظ نشاطه البركاني إلا في عام 1979 على يد العالمة ليندا مورابيتو.
يذكر ريان بارك، الباحث في بعثة جونو، أن المركبة الفضائية اقتربت من آيو في ديسمبر 2023 وفبراير 2024، حيث تمكنت من جمع بيانات دقيقة من خلال قياس جاذبية القمر وتأثيرات ما يسمى “الانثناء المدي”.
تأثير قوى المد والجزر
يقترب قمر آيو بشكل كبير من كوكب المشتري، حيث يكمل مداره الإهليلجي دورة كل 42.5 ساعة. نتيجة لذلك، يزداد ضغط جاذبية المشتري على القمر، مما يجعله في حالة انثناء مدي مستمر، مما يولد حرارة داخلية.
“يجعل هذا الانحناء المستمر آيو يذوب أجزاء من داخله. والدراسة تشير إلى أنه في حالة وجود محيط من الصهارة، فإن التأثير الناتج عن قوى المد والجزر سيكون أكثر وضوحًا مما تم قياسه”، كما أوضح بارك.
من خلال مقارنة بيانات جونو مع تأملات سابقة، وجد الباحثون أن التشوه المدّي لا يشير إلى وجود محيط صهارة تحت سطح آيو. يشير بارك إلى أن هذه الاكتشافات تعيد تشكيل فهمنا للأقمار الأخرى والكواكب في نظامنا الشمسي.