برلين تؤيد التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية عبر المفاوضات
أعربت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، زاسكيا إسكن، عن دعمها لاستمرار المكالمات الهاتفية بين المستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وفي مقابلة مع «وكالة الأنباء الألمانية»، أكدت إسكن على ضرورة إجراء هذه المحادثات بشكل دوري لاستكشاف سبل إنهاء الحرب، قائلة: «يجب أن نتحدث لإيقاف القتل والمعاناة»، وأشارت إلى أنها لا تتوقع أن تكون هناك لقاءات شخصية بين شولتس وبوتين في الوقت الحالي، حيث قالت: «طالما بقيت المواقف كما هي، فإن المكالمات الهاتفية تكفي».

محادثات سابقة وتحديات مستمرة
يُذكر أن شولتس أجرى محادثات هاتفية مع بوتين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي الأولى خلال أكثر من عامين، مما تسبب في انتقادات من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وكذلك من بعض شركاء الناتو وأحزاب ألمانية. وقد أكدت إسكن على أهمية هذه المكالمات لإيضاح موقف بوتين، مشيرةً إلى غياب الاستعداد لديه لأي خطوات نحو وقف إطلاق النار.
مواقف ألمانية متنوعة وتطلعات مستقبلية
في سياق متصل، دعت الخبيرة الدفاعية الألمانية، ماري – أغنيس شتراك – زيمرمان، مرشح الحزب المحافظ فريدريش ميرتس إلى إعادة النظر في سياسة ألمانيا تجاه أوكرانيا في حال فاز في الانتخابات. واعتبرت أن لدى ميرتس فرصة ليكون مستشاراً عظيماً إذا اتبع سياسة مختلفة عن شولتس. كما أعربت عن قلقها من عدم اتخاده إجراءات جريئة، محذرةً من أن ذلك قد يكون له عواقب تاريخية.

دور ألمانيا في تحقيق السلام
أشارت إسكن إلى أن شولتس ينوي بحث إمكانية التواصل مع دول مثل الهند والبرازيل لتعزيز جهود السلام، معتبرةً أن الحلول لا تُحسم في ساحة المعركة، بل من خلال المفاوضات. ولكنها استبعدت أن يُعتبر شولتس وسيطًا بين بوتين وزيلينسكي، قائلةً إن الوسطاء الحقيقيين غالبًا ما يكونون أشخاصاً من الصف الثاني.
وفي الختام، من المقرر أن يتوجه الناخبون الألمان إلى صناديق الاقتراع في 23 فبراير (شباط) لاختيار المستشار المقبل، حيث يُعتبر ميرتس من أبرز المرشحين. وقد طالبت شتراك – زيمرزان منذ فترة طويلة بدعم عسكري إضافي لأوكرانيا.

روسيا تعلن مسؤوليتها عن وقف الغاز
على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن مسؤولية توقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا تعود إلى الولايات المتحدة وكييف. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أوكرانيا أوقفت ضخ الغاز على الرغم من التزامات شركة «غازبروم»، محملة كييف والغرب المسؤولية عن تداعيات ذلك.
الهجمات الروسية على أوكرانيا
في سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الروسية استمرار استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا، مستهدفةً المواقع العسكرية الأوكرانية بالطائرات والصواريخ. ويأتي ذلك في إطار رد روسيا على استخدام أوكرانيا لصواريخ زودتها بها دول غربية.
ضربات على زابوريجيا تسفر عن مقتل شخص
قتل شخص واحد على الأقل في سلسلة من الضربات التي استهدفت منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا خلال ليل الأربعاء – الخميس، وفقاً للسلطات المحلية. وأفاد حاكم المنطقة إيفان فيدوروف عبر تطبيق «تلغرام» بأنه تم “تدمير مبنى من خمس طبقات”.
تصاعد القصف الروسي
أكد المصدر نفسه أن روسيا قصفت بلدة ستيبنوغيرسك باستخدام “11 قنبلة جوية موجهة”، وهي ذخائر تستخدم غالباً في المناطق القريبة من الجبهة. تقع بلدة ستيبنوغيرسك على مسافة قصيرة من خط الجبهة بين القوات الروسية والأوكرانية. وقد تكثفت الهجمات على المنطقة في الأشهر الماضية، حيث تخشى أوكرانيا من احتمال تعرض مدينة زابوريجيا، التي تبعد حوالي 35 كيلومتراً عن المواقع الروسية و50 كيلومتراً عن المحطة النووية، لهجوم روسي.
إسقاط طائرات مسيّرة معادية
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، أن الدفاعات الجوية أسقطت 47 من أصل 72 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا أثناء الليل. وأشارت التقارير إلى أن القوات الروسية استخدمت طائرات مسيّرة من طراز “شاهد” وغيرها من المناطق مثل بريانسك وأوريول وكورسك وبريمورسكو – أختارسك. وأكدت القوات الأوكرانية أنها أسقطت هذه الطائرات فوق مناطق متعددة، بما في ذلك بولتافا وسومي وخاركيف وكييف وتشرنيجوف وتشيركاسي وكيروفوهراد ودنيبروبتروفسك وأوديسا وخيرسون وميكوليف.
تحديث بشأن الوضع العسكري في كورسك
قدم رئيس هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، تحديثًا عن الأوضاع العسكرية في كورسك بعد زيارة تفقدية للقوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية. حيث تمكنت القوات الأوكرانية من التقدم في الأراضي الروسية من خلال توغل مفاجئ في منطقة كورسك في بداية أغسطس 2024. ولاتزال نصف المساحة التي تمت السيطرة عليها، والتي تبلغ حوالي ألف كيلومتر مربع، تحت السيطرة الأوكرانية بعد خمسة أشهر من القتال.
تشير التقارير إلى أن كييف تسعى للاحتفاظ بالأراضي الروسية كوسيلة ضغط في المفاوضات المحتملة. وفي رد فعل على ذلك، أمر الكرملين بإعادة الجهود لاستعادة منطقة كورسك، وهي مهمة صعبة ومكلفة، حيث تم نشر عدد كبير من الجنود الكوريين الشماليين في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تواصل القوات الروسية هجومها في شرق أوكرانيا، حيث تحقق مكاسب وتسيطر على مزيد من الأراضي.