![سوزان نجم الدين و دريد لحام وسلاف فواخرجي وأيمن زيدان](https://alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/بعد-صعود-نجوم-التكويع-في-الإعلام-سوريون-يطالبون-بالعدالة.jpg)
التغييرات السياسية للفنانين السوريين بعد سقوط الأسد
منذ اللحظات الأولى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بادر العديد من نجوم الدراما السورية إلى تغيير مواقفهم السياسية بشكل جذري وفوري، دون أي تحضير مسبق لهذا التحول الحاد.
هذه التحولات في وجهات النظر السياسية لم تظهر حتى خلال “معركة ردع العدوان” التي أسقطت نظام الأسد خلال 11 يومًا، بل انتظر الجميع حتى تحررت العاصمة دمشق من سلطة البعث، لتأتي تصريحاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتبعها لقاءات إعلامية متعددة.
النجوم السوريون وتغيير مواقفهم
أعلن الممثل أيمن زيدان عبر صفحته على فيسبوك عقب تحرير دمشق “أقولها بوضوح، كم كنت واهمًا… ربما كنّا أسرى ثقافة الخوف أو خشينا التغيير لما قد ينتج عنه من فوضى ودماء… لكننا الآن في مرحلة جديدة يعززها رجال نشروا ثقافة التسامح وبنوا لحمة الشعب السوري. شكرًا، لأنني أودع خوفي وأوهامي بشجاعة”.
من بين هؤلاء الفنانين أيضًا كان دريد لحّام، الذي أوضح أن خوفه منعت سابقًا تصريحه بمواقفه، معللًا ذلك بأنه لو تحدث “لكان عظامه انتشلت من صيدنايا”، واعتبر أن موقفه كان واضحًا في أعماله الفنية وخاصة المسرحية.
وأما سلاف فواخرجي فقد عبرت عن موقفها بذكاء، حيث لم تتنكر لمواقفها السابقة، ورغم ذلك تعرضت لانتقادات لاذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أما سوزان نجم الدين، فقد ظهرت بفستان أخضر في إطلالة عبر التلفاز، محاولة التعبير عن دعمها للثورة السورية، وادعت عدم معرفتها بالظلم الذي كان يتعرض له شعبها، وخاصة المعتقلين السياسيين. هذه التصريحات لم تلق تقبلًا لدى العديد من المتابعين الذين انتقدوها بشدة.
ردود الفعل على المخرجين
توجهت الأوضاع إلى المخرجين مثل سيف الدين السبيعي، الذي وُوجه بموجة من الانتقادات على تصريحاته ضد الأسد عبر حسابه في إنستغرام. وحاول تحويل ظهوره إلى لقاءات إعلامية، مدعيًا أن خلافه مع شقيقه الراحل عامر سبيعي كان عائليًا بحتًا.
اتهم السبيعي المخرجة رشا شربتجي بالتوقف عن إخراج مسلسل “الولادة من الخاصرة 3” نتيجة ظروف شخصية، بينما اشتعلت معركة كلامية بينها وبين السبيعي. وقد طغت لغة الشتائم في هذه المعركة.
ظاهرة “التكويع”
تزامنت هذه الأحداث مع ظهور مصطلح “التكويع”، الذي أُطلق على كل فنان غيّر موقفه لدعم الثورة السورية. وأعلن قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع بأنه حذر من استخدام هذا المصطلح، لكن ظلَّ شائعًا في المجتمع.
رغم محاولات المقاومة الرسمية، لم تتوقف مجموعات من المجتمع السوري عن استخدام هذا المصطلح الجديد.
![الفنان السوري وئام إسماعيل](https://alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/1738999060_851_بعد-صعود-نجوم-التكويع-في-الإعلام-سوريون-يطالبون-بالعدالة.jpg)
ردود فعل الفنانين السوريين حول تأثير مواقفهم السياسية
أجرينا جولة لاستطلاع آراء الشارع السوري حول مواقف الفنانين والسياسيين في ظل الأحداث الجارية، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف مهنهم وآرائهم. أولى لقاءاتنا كانت مع الممثل وئام إسماعيل الذي أشار إلى أن هناك شريحة كبيرة من سكان سوريا، لا تقتصر على الفنانين، كانت تتبع مصالحها الشخصية. كما بيّن أن بعض الأشخاص غيّروا مواقفهم خوفًا من المصير الذي قد يواجههم، وخصوصاً إذا كانوا من المؤيدين المتشددين للنظام السابق. هؤلاء الأشخاص، وفقًا لإسماعيل، لا يمتلكون مبادئ من الأساس. يضيف أن الوعي السياسي في سوريا محدود، ممّا جعل الإعلام المصدر الوحيد للوعي لدى الكثير من الناس.
هجوم على الممثلين المتلونين
أما المغني محمود حداد، فقد وصف الحالة بأنها ترجمة حقيقية لجزء من الواقع، مضيفا أن مصطلح “التكويع” يناسب هؤلاء الفنانين، لأنهم مؤثرون ويجب أن يعارضوا الخطأ. يعتقد حداد أن شهرتهم تأتي بفضل الجمهور الذي يتوقع منهم التعبير عن آلامهم، وبالتالي الصمت أضعف الإيمان. وأكد أن تغيير الرأي مقبول، لكن النفاق والتمثيل مرفوضان، إذ أن الجمهور قادر على كشف الحقيقة. النقد اليوم متاح بفضل الحرية المتزايدة، وينبغي أن يكون موضوعيا ولا يتناقض مع مواقف سابقة.
![الفنان السوري محمود حداد](https://alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/بعد-صعود-نجوم-التكويع-في-الإعلام-سوريون-يطالبون-بالعدالة.jpeg)
مواقف وآراء أخرى
علي رضا، مدير الترويج، أشار إلى أن الساحة الفنية شهدت في السنوات الأخيرة بروز شخصيات دعمت النظام كالممثل مصطفى الخاني، الذي أثارت صوره مع بشار الأسد استياء العديد. رغم نجوميتهم، أظهر هؤلاء انقطاعهم عن معاناة الشعب السوري، مما يبرر الدعوات لاتخاذ إجراءات حازمة تجاههم. يستدرك رضا بأن هناك فنانون وقفوا بجانب الشعب، مثل عبد الحكيم قطيفان وجهاد عبده ويارا صبري، يستحقون التكريم لتضحياتهم الصامدة.
بدوره، يشير الصحفي مهدي العثمان إلى ضرورة اعتذار الفنانين الذين غيروا مواقفهم بشكل انتهازي، مؤكداً أن الشعور المسؤول على المؤثرين هو الاعتراف بالخطأ.
مؤيد جانودي، فني مونتاج، دعا من وصفهم بـ”المجرمين” لمغادرة سوريا، مشيرًا إلى أنهم قد بالغوا في تأييد النظام وتجميله على حساب الحقيقة.
أما المتقاعد عمر عارف، فيعبر عن…
جدل حول الفنانين المؤيدين للنظام في دمشق
تثير الظروف التي عاشتها بعض العائلات بسبب تعاونها مع النظام السابق حالة من الغضب الشديد بين الناس. يفصح أحد الأفراد الذين تعرضوا للاضطهاد، عن شعوره بالمرارة قائلاً: “لقد تعرضت لظلم شديد لأن ابني كان ضمن المقاتلين في الجيش الحر، وبعد استشهاده، بدأوا بملاحقتي وسجني عدة مرات. تعرضت لتعذيب النظام بسبب تقارير وشايات مخبرين مدنيين في حي الميدان حيث أعيش. لن أغفر أو أسامح هؤلاء المخبرين، وكل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء”.
في الوقت ذاته، يعبر محمد سمير، صاحب محل للأعشاب في دمشق، عن رفضه لوصف هؤلاء الفنانين “بالمكوعين”، موضحًا رأيه: “كل من عمل مع النظام السابق ويداه ملطختان بالدماء لا يستحق إلا وصفه بالمذنب، ولا مجال لمسامحته. ولكن هناك من وقف مع النظام لمصالح شخصية دون أذية أحد، ومنهم من كان مكرهًا لعدم فقدان وظيفته، وهؤلاء لا يمكن تحميلهم ذنبًا أكبر مما فعلوا”.
من ناحية أخرى، يعبر خالد عبد الستار عن رفضه لخطاب المسامحة، مشددًا: “يجب محاسبة جميع من تعاون مع النظام، ليس فقط من الوسط الفني، لأنهم تسببوا في انتهاكات عديدة بسبب تقارير كاذبة أدت إلى ظلمنا. كيف يمكن أن نغفر لمن لم يرحمنا؟”.