جهود جديدة لانتخاب رئيس للبنان
بيروت (أسوشيتد برس) – من المقرر أن يجري مجلس النواب اللبناني يوم الخميس محاولة جديدة لانتخاب رئيس، وذلك في ظل فراغ سياسي استمر لأكثر من عامين.
على الرغم من أن 12 محاولة سابقة فشلت في اختيار خليفة للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في أكتوبر 2022، تشير التوقعات إلى أن تصويت يوم الخميس قد يسفر عن انتخاب رئيس جديد للدولة.
المرشح الأبرز
المرشح الرئيسي هو قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، الذي لا تربطه علاقة بالرئيس السابق. يُنظر إليه على أنه المرشح المفضل للولايات المتحدة والسعودية، اللتين ستمتد الحاجة لدعمهما في لبنان لاستعادة عافيته بعد النزاع الذي استمر 14 شهراً بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
كان حزب الله قد دعم مسبقاً مرشحاً آخر، سليمان فرنجية، زعيم حزب مسيحي صغير في شمال لبنان، الذي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.
ومع ذلك، أعلن فرنجية يوم الأربعاء عن انسحابه من السباق ودعمه لجوزيف عون، مما يبدو أنه يمهد الطريق لقائد الجيش لتولي المنصب.
تحديات النظام السياسي
يعاني النظام الطائفي اللبناني من الانسداد، سواء لأسباب سياسية أو إجراءية. فقد شهد لبنان عدة فترات طويلة من الفراغ الرئاسي، حيث استمرت أطول فترة بين مايو 2014 وأكتوبر 2016 والتي انتهت بانتخاب الرئيس ميشال عون.
جوزيف عون، بصفته قائد الجيش الحالي، مُنع تقنيًا من رئاسة الجمهورية بموجب الدستور اللبناني. رغم أن هذا الحظر قد تم التغاضي عنه في السابق، إلا أنه يعني أن عون سيواجه عقبات إجراءية إضافية.
بموجب الظروف العادية، يمكن انتخاب مرشح رئاسة في لبنان بأغلبية ثلثي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 عضوًا في الجولة الأولى من التصويت، أو بأغلبية بسيطة في جولة لاحقة. ولكن نظراً للقضايا الدستورية المتعلقة بانتخابه، سيحتاج عون إلى أغلبية الثلثين حتى في الجولة الثانية.
المنافسون الآخرون
تشمل الأسماء الأخرى المتنافسة جهاد أزعور، وزير المالية السابق والذي يشغل حالياً منصب مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي؛ وإيلياس البيساري، الذي يتولى منصب رئيس الأمن العام اللبناني بالإنابة.
أي رئيس جديد سيحتاج لتعيين رئيس وزراء دائم وحكومة، حيث كانت الحكومة الحالية تدير لبنان على مدار العامين الماضيين بسلطات محدودة لأنها لم تُعين من قبل رئيس حالي.
التحديات المقبلة
ستواجه الحكومة المقبلة تحديات هائلة، إلى جانب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والسعي للحصول على تمويل لإعادة الإعمار.
يدخل لبنان عامه السادس في أزمة اقتصادية ومالية أضرت بالعملة الوطنية وضيقت على مدخرات الكثير من اللبنانيين. شركة الكهرباء التي تعاني من نقص في السيولة تقدم فقط عدد قليل من ساعات الطاقة يومياً.
توصل قادة البلاد إلى اتفاق أولي مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ في عام 2022، ولكنهم حققوا تقدماً محدودًا في الإصلاحات المطلوبة لإقرار الصفقة.