بغداد تتحرك لاحتواء تداعيات الزلزال السوري
في أعقاب تغيرات مشهودة في المشهد السوري، سجّل رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، نشاطًا دبلوماسيًا ملحوظًا من خلال الاتصالات الهاتفية مع قادة المنطقة، مع تركيز على استجابة بغداد للأوضاع المتغيرة في سوريا.
اتصالات خارجية وزيارة محلية
في إطار جهود العراق للتعامل مع عواقب سقوط النظام السوري، أجرى السوداني اتصالات مع عدة قادة في المنطقة، حيث زار أيضًا الأردن بشكل خاطف. وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، توجه إلى محافظة البصرة بدلاً من القيام بزيارات خارجية، مما يعكس تركيز الحكومة على مسألة الأمن الوطني.
تسعى بغداد في هذه الظروف إلى لعب دور محوري في معالجة الأزمة السورية عقب رحيل الأسد، فيما تواصل القوات العراقية تعزيز التحصينات على الحدود مع سوريا.
تعزيز الأمن على الحدود
على الصعيد الأمني، قام كل من وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، ووزير الدفاع، ثابت العباسي، بزيارات متكررة إلى الجدار الحدودي بين العراق وسوريا. كذلك، قام رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عبد الأمير يارالله، بزيارات مستمرة للمنطقة لتفقد الوضع الأمني. في زيارة خاصة، تابع رئيس “هيئة الحشد الشعبي”، فالح الفياض، الإجراءات الأمنية والتحصينات على الحدود.
دبلوماسية الهاتف النشطة
في الأيام التي تلت انهيار النظام السوري، نشطت دبلوماسية الهاتف، حيث أجرى السوداني عدة اتصالات. بعد زيارته لعمان، تحدث مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي.
وقال لامي عقب المكالمة إن هناك اتفاقًا على ضرورة الانتقال السياسي في سوريا، وأكد السوداني موقف العراق الثابت بشأن أهمية الحفاظ على سلامة الأراضي السورية واحترام خيارات الشعب السوري.
مواقف متباينة من القوى السياسية
ومع تطورات الوضع في سوريا، تباينت مواقف القوى السياسية في العراق. نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، أبدى قلقه من الوضع، مشيرًا إلى أن العراق يحتاج إلى إعادة نظر في التحديات. بينما طالب خميس الخنجر، رئيس “تحالف السيادة”، بتنفيذ التوجيهات السياسية الحالية لتجنب الأزمات المستقبلية.
كما دعا الخنجر إلى ضرورة اتخاذ خطوات تحقق حقوق الإنسان في العراق، مؤكدًا أن ذلك يعد السبيل لحماية الجبهة الداخلية.
تظهر هذه المواقف المختلفة حجم التحديات التي يواجهها العراق وكيف يمكن أن يؤثر الوضع السوري على الاستقرار داخل البلاد.