بوتين يتطلع للتوصل إلى اتفاق سلام بوساطة ترمب
في تغطية جديدة حول الموقف الروسي من إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام يناقشه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، كشفت خمسة مصادر مطلعة من موسكو أن الكرملين قد يكون مستعدًا لتجميد الصراع عند الخطوط الأمامية.
صورة مركَّبة للرئيسين الروسي بوتين والأميركي المنتخب ترمب (أ.ف.ب)
تصعيد الصراع في أوكرانيا
تأتي عودة ترمب، الذي أكد أنه يسعى لإنهاء الصراع بشكل عاجل، في وقت تحقق فيه روسيا تقدمًا ملحوظًا في أوكرانيا، حيث تسيطر على أراضٍ تعادل حجم ولاية فرجينيا الأمريكية. وفقًا للمصادر، فإن بوتين منفتح على مناقشة وقف إطلاق النار، لكن مع التأكيد على عدم تقديم تنازلات كبيرة تخص الأراضي، ويشترط أن تتخلى أوكرانيا عن أي طموحات للانضمام إلى الناتو.
إمكانية التفاوض على المناطق المتنازع عليها
أفاد ثلاثة من المصادر التي تحدثت إلى “رويترز” أن هناك مساحة للتفاوض حول المناطق التي تشمل دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون. رغم أن روسيا تعتبر هذه المناطق جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، إلا أن قواتها تسيطر على 70 إلى 80 في المئة من هذه المناطق، بينما تظل نحو 26 ألف كيلومتر مربع تحت سيطرة أوكرانيا.
نيران تشتعل بمبنى أصابته مسيّرة أوكرانية في بيلغورود (رويترز)
شروط بوتين للسلام
حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب، حيث يجب على أوكرانيا التخلي عن طموحاتها للانضمام إلى الناتو وأن تسحب قواتها من المناطق التي تدّعي روسيا أنها تابعة لها. ومن جانبه، أبدى ترمب استعداده للعب دور الوسيط بين الجانبين لإنهاء النزاع.
قيود وضمانات أمنية
فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، يبدو أن روسيا غير مستعدة للسماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو لكنها منفتحة على مناقشة بعض الضمانات الأمنية. تشمل هذه الضمانات احتمال تقليص حجم القوات المسلحة الأوكرانية والتقيد بعدم فرض قيود على استخدام اللغة الروسية.
الرئيس زيلينسكي يزور كتيبة أوكرانية في دونيتسك (أ.ف.ب)
خط الطوارئ بين روسيا والولايات المتحدة
أشار الكرملين في بيان له أن الخط الساخن لنزع فتيل الأزمات بين روسيا والولايات المتحدة لا يُستخدم حاليًا، في ظل تصاعد التوتر النووي. كما أشارت مصادر إلى أن استخدام أوكرانيا لصواريخ أمريكية ضد أراضٍ روسية قد يزيد من تعقيد الأمور ويدفع روسيا للتمسك بمواقفها.
مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)
مع تواصل الصراع وعدم الاستقرار، يظل العالم يترقب خطوات وعروض السلام التي قد تتاح في ظل الوساطة الأمريكية وتطورات الأوضاع على الأرض.
خط ساخن لتجنب سوء الفهم
تم إنشاء الخط الساخن بين الكرملين والبيت الأبيض عام 1963 لتقليل فرص حدوث سوء فهم قد يؤدي إلى تصعيد الأزمات كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية في 1962. ويسمح الخط بتواصلٍ مباشر بين قادة البلدين. أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، لوكالة “تاس” أن “لدينا خط آمن مخصص للتواصل بين الرئيسين في روسيا والولايات المتحدة. ويستخدم أحياناً للتواصل عبر الفيديو”. لكنه أضاف أنه عندما سئل عن استخدام هذه القناة حالياً، أكد أن “لا”.
الأزمة الراهنة وتداعياتها
يرى دبلوماسيون روس أن الأزمة الحالية بين موسكو وواشنطن تشبه أزمة الصواريخ الكوبية، التي كانت قريبة من إثارة حرب نووية أثناء الحرب الباردة. وقد حذر هؤلاء الدبلوماسيون الغرب من أن اعتقاده بأن روسيا ستتراجع عن موقفها تجاه أوكرانيا هو خطأ.
استراتيجية الردع الروسية
أشار الكرملين إلى أن الأسلحة النووية تُعتبر وسيلة للردع، وأن تحديث عقيدته النووية يهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى الأعداء المحتملين، مفادها أن روسيا سترد بقوة في حال تعرضت للهجوم. وأضاف بيسكوف أن الغرب يرغب في تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا من خلال تمكين كييف من استهداف العمق الروسي باستخدام أسلحة أمريكية الصنع. وذكر أن “أوكرانيا تُستخدم كأداة لتحقيق أهداف الغرب”.