بيروت تتعرض للضغوط بعد الضربات الإسرائيلية: لا طاقة لي في التهجير

Photo of author

By العربية الآن


بيروت، لبنان
CNN
 — 

أدى الهجوم الإسرائلي على وسط بيروت في الساعات الأولى من صباح الخميس إلى القضاء على ما تبقى من شعور بالأمان في العاصمة اللبنانية.

منذ نحو أسبوع، كانت إسرائيل تقصف الأحياء السكنية التي تسيطر عليها جماعة حزب الله في الضواحي الجنوبية لبيروت. ولكن هذا الهجوم على أحد الأحياء الشيعية قرب مبنى البرلمان – وهو جزء من المدينة نجا منذ حرب 2006 مع إسرائيل – أظهر أن نطاق الحملة الإسرائيلية قد يتوسع بسرعة.

أضاءت النوافذ في أفق المدينة على صوت انفجار الصاروخ الذي أيقظ الناس من نومهم. وارتفع عمود كثيف من الدخان من قلب العاصمة، بينما كان الناس يتصلون بأحبائهم بشكل هستيري في محاولة لمعرفة أماكن سقوط القنابل الإسرائيلية هذه المرة.

استهدف الهجوم مكتبًا تابعًا للهيئة الصحية الإسلامية المرتبطة بحزب الله في حي بشورة وسط بيروت، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من الطواقم الطبية، حسب وزارة الصحة والهيئة الصحية الإسلامية.

سرعان ما استحال الشارع المتضرر إلى ساحة رعب، حيث تجول الناس في حالة من الدهشة. كانت النساء يحضن أطفالهن في أحضانهن وهن يتنقلن بين الأنقاض. وعلى عكس الضواحي الجنوبية وأجزاء أخرى من البلاد، لم يكن هناك أي إنذار للإخلاء لهذا الحي الذي يسيطر عليه الشيعة.

على بعد خطوات يوجد مسجد محمد الأمين، وهو معلم ضخم في المدينة، أصبح الآن رمزًا لحالة التنقل المستمرة لنحو مليون شخص تضرروا جراء الهجمات الجوية الإسرائيلية في لبنان التي بدأت منذ الإثنين الماضي.

تدفق عائلات هربت من الهجوم الذي وقع في وسط بيروت يوم الخميس إلى ساحات المسجد. وعند وصولهم، كان العديد من الأشخاص الذين كانوا قد أقاموا هناك قد بدأوا في جمع أغراضهم للرحيل مرة أخرى.

كانت العائلات الجديدة النازحة تحل محل أولئك الذين تم تهجيرهم مسبقًا، والذين كانوا يسعون الآن للبحث عن أماكن أكثر أمانًا شمال المدينة.

“المسجد بأكمله اهتز. هرب الناس معتقدين أنهم سيتعرضون للقصف مرة أخرى”، قالت امرأة في منتصف العمر تدعى فاطمة. كانت جالسة على صندوق كرتوني مطوي، مستندة إلى عمود. “وبينما فروا، جاء آخرون.”

“لو لم أكن مريضة جدًا، لكنت رحلت أيضًا. لكن لا أملك الطاقة للتهجير مرة أخرى.”

تشارك عائلة مصطفى من ضواحي جنوب بيروت ثلاثة فراشات بينهم في ظل أعمدة المسجد الضخمة. “لا يمكنني تحمل مغادرة هذا المكان”، قال مصطفى مصطفى. “أليس من المؤسف ما حدث؟ كنا عائلة لبنانية فخورة ولديها سقف فوق رؤوسنا. كان منزلنا يمنحنا كرامة. والآن انظر إلى حالنا.”

مخاوف من توسع الحملة

التصعيد الإسرائيلي في لبنان: حصيلة القتلى والتهجير

أفادت إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص منذ بدء التصعيد في 17 سبتمبر. في سياق ذلك، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تهدف إلى إعادة نحو 60,000 شخص مشرد جراء هجمات حزب الله في أقصى شمال البلاد. من جهة أخرى، أوضح حزب الله أنه لن يقبل بوقف إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية قبل انتهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.

الأهداف الإسرائيلية وأثرها على المدنيين

زعمت إسرائيل أن غاراتها تستهدف مستودعات أسلحة حزب الله، وهياكل القيادة والتحكم، وبنيته التحتية عمومًا. ومع ذلك، تشير تقارير وزارة الصحة إلى أن العديد من الذين سقطوا هم من المدنيين، حيث لا تميز الوزارة بين المقاتلين والمدنيين. وقد أشار خبير في الحرب الجوية لقناة CNN إلى أن شدة الحملة العسكرية في لبنان تعادل تلك التي شهدتها غزة، حيث تم تدمير أجزاء كبيرة من القطاع المحاصر نتيجة الهجمات البرية والجوية والبحرية.

تصاعد التوترات العسكرية

الوضع العسكري في لبنان قد وصل إلى علامة أخرى خطيرة، حيث استقدمت إسرائيل قواتها إلى الحدود وبدأت عملياتها البرية. وقد شنت هجمات مدفعية وضربات بالطائرات المسيّرة على المناطق المحيطة، مما دفع السكان إلى الفرار بينما تسعى القوات الإسرائيلية لتأمين الطريق لشن هجوم أكبر على جنوب البلاد وإنشاء منطقة عازلة.

المقاومة اللبنانية

لكن تلك العمليات العسكرية تواجه مقاومة شديدة من مقاتلي حزب الله الذين يتواجدون في منطقة جبلية تجعل من الصعب على القوات الغازية التقدم. وقد ذكرت تقارير متعددة أن القوات الإسرائيلية تجاوزت خط الهدنة بين لبنان وإسرائيل عدة مرات خلال اليومين الماضيين، حيث قامت بعمليات اقتحام وتكبدت خسائر ثم انسحبت.

التأثير على المدنيين

في غضون ذلك، توسيع إسرائيل أهدافها لتشمل مواقع مدنية مثل المؤسسات الصحية ومراكز الإعلام التابعة لحزب الله، مما يوسع نطاق أهدافها المعلنة لتدمير قيادة الحزب ومخزونه العسكري. وقد أثار ذلك التخوف من تفاقم المهمة وإدخال البلاد، المعروفة بالصراعات والأزمات، في أبعاد جديدة غير مألوفة.

آراء المواطنين

وصف أحد الشبان، مهدي، -خريج الجامعة الأمريكية في بيروت- الوضع بقوله: “نحن الآن مشلولون حرفيًا، لا يمكننا فعل أي شيء.” بينما اتجهت هadeel، طالبة الطب، إلى التأكيد على تصاعد القلق: “الأمور تزداد رعبًا، لأن الأحداث تتطور يومًا بعد يوم، ولا نعرف ما المناطق التي باتت آمنة.”

مستقبل البلاد لا يزال غامضًا، ويطرح الكثيرون أسئلة حول ما إذا كانت الأمور ستستمر في التصعيد، وما إذا كان الغرب سيأخذ موقفًا حيال الوضع أم أن لبنان مجرد دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.