بين الجبن الهولندي وزيت الزيتون الفلسطيني: متاحف تحكي قصة الطعام

Photo of author

By العربية الآن

بين الجبن الهولندي وزيت الزيتون الفلسطيني.. متاحف تروي قصة الطعام

a painting hangs next to a replica of a backery from the early 20th century at the museum for bread culture in ulm, germany, 05 august 2013. the history of bread and its effects as food on culture have been presented at the museum for bread culture since 1855. photo: stefan puchner | usage worldwide (photo by stefan puchner/picture alliance via getty images)
شهد العالم اهتماما متزايدا بإنشاء متاحف مخصصة للأطعمة المختلفة منذ افتتاح متحف الخبز بأولم الألمانية في 1955 (غيتي)

تحتل الأطعمة مكانة كبيرة تتجاوز كونها مجرد وجبات، حيث تحمل كل مكوناتها تاريخًا وقصة تعكس كيف توصلت إلينا. ومنذ افتتاح أول متحف للخبز في ألمانيا عام 1955، شهد العالم زيادة في اهتمامه بإنشاء متاحف مخصصة للأطعمة، حيث تعتبر هذه المتاحف أكثر من مجرد أماكن لعرض المأكولات، بل تتيح للزوار اكتشاف تاريخ العلاقة بين الإنسان والطعام عبر العصور.

في هذه المتاحف، يمكن للزوار استكشاف تطور فنون الطهي وفهم كيفية تأثير الطعام على هويتنا وثقافتنا.

المتحف الأول في أولم

ترتبط عائلة آيزلين الألمانية على مدى عقود بعالم المخابز، حيث ساهمت في توفير المعدات والاحتياجات اللازمة للمخابز. وهذا الارتباط جعلهم يؤمنون بأن الخبز ليس مجرد غذاء، بل يعتبر جزءًا أساسيًا من تاريخنا. كيف يمكن لمكون بهذه الأهمية ألا يُخصص له مكان يروي قصته؟

فبناءً على هذا الإيمان، أسس يلي وهيرمان آيزلين جمعية ثقافية لتكريم الخبز عام 1955، وبعد خمس سنوات افتتحا أول متحف للخبز في مدينة أولم الألمانية، ليصبح وجهة لعشاق الخبز من جميع أنحاء العالم.

يحتوي المتحف اليوم على أكثر من 18,000 قطعة أثرية تروي تاريخ الخبز منذ البدايات وحتى اليوم.

متحف الجبن الهولندي

هل جربت من قبل تذوق جبنة غودا الهولندية؟ إذا كنت من محبي الأجبان، فإن متحف الجبن الهولندي هو وجهتك الأنسب لاستكشاف هذا المنتج الشهي ومنجزاته التاريخية.

تعود صناعة الجبن في هولندا إلى قرون مضت، وكانت لها دور كبير في الثقافة والتجارة، مما يستدعي إنشاء متاحف تتناول تاريخها وتنوع أصنافها، وأبرزها متحف الجبن في مدينة ألكمار.

تأسس متحف الجبن الهولندي عام 1983 في مبنى “دار الوزن” التاريخي المطل على سوق الجبن التقليدي. ويقدم المتحف عرضًا تاريخيًا شاملاً لصناعة الجبن، بما في ذلك أنواع مشهورة مثل “الإيدام” و”الغودا”، كما يوفر تجربة تعليمية فريدة للزوار حيث يمكنهم التعرف على عملية إنتاج الجبن وزيارة ورش عمل تفاعلية.

بالإضافة إلى المتحف، يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة في سوق الجبن التقليدي في ألكمار الذي يعرض التجار فيه الأجبان بطريقة تقليدية.

متحف الباستا.. عشق المعكرونة

“الحياة مزيج من المعكرونة والسحر”، هكذا كان يعبّر المخرج السينمائي فيديريكو فيليني.

متحف الباستا يجسد جوهر المطبخ الإيطالي كتعبير ثقافي عن الحب للطعام
بارما الإيطالية وجهة مميزة لعشاق الطعام، حيث تضم مجموعة من المتاحف المتخصصة في المنتجات الغذائية (الصحافة الإيطالية).

تعتبر المعكرونة رمزا للمطبخ الإيطالي، ويعود تاريخها إلى عصور بعيدة، حيث صارت جزءا أساسيا من الثقافة الإيطالية. وهذا ما يجعل المعكرونة تتمتع بشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم، ولكن العلاقة الفريدة التي تربط الإيطاليين بها تجعلها محط اهتمام خاص.

إن تاريخ المعكرونة في إيطاليا يعود لقرون قبل العصور الوسطى، وهذا يعكس مكانتها في المجتمع الإيطالي كجزء لا يتجزأ من تراثهم الثقافي، مما يفسر وجود العديد من المتاحف التي تحتفي بتاريخ وثقافة المعكرونة.

بارما.. أرض متاحف الطعام

تُعتبر بارما، المدينة الواقعة في إقليم إميليا رومانيا، وجهة رائعة لعشاق المأكولات، حيث تشتهر بمكونات تقليدية مثل جبن البارميزان “بارميجيانو ريجيانو”. وتحتضن المتاحف التي تسلط الضوء على تلك الأطعمة.

يتيح كل متحف للزوار الفرصة لاستكشاف تاريخ تلك الأطعمة وطرق تصنيعها التقليدية، مع إمكانية تذوقها.

متحف الباستا

يقع متحف الباستا في بارما في منطقة ريفية خلابة تُعرف بـ”كورتي دي جيارولا”، وهي منطقة مشهورة بإنتاج المعكرونة.

يجمع المتحف بين جوانب التاريخ والثقافة والطعام، حيث يعرض معلومات شاملة حول المعكرونة من لحظة تأسيسها إلى الوقت الحالي، موفرا معلومات قيمة حول الأدوات التقليدية المستخدمة في إنتاجها وأنواع المعكرونة المختلفة، كما يتيح للزوار تجربة تفاعلية لاستكشاف هذا العالم اللذيذ.

افتتحت أبواب المتحف في العاشر من مايو عام 2014، بما يتماشى مع متحف الطماطم الموجود سابقا.

متحف البد في فلسطين

تعتبر علاقة الفلسطينيين بزيت الزيتون عنصرا أساسيا من تاريخهم وثقافتهم، حيث تتجاوز كونه مصدرا اقتصاديا.

لقد تداخل زيت الزيتون مع الحياة اليومية والروحانية الفلسطينية على مر العصور، مما جعله جزءا لا يتجزأ من الهوية والتراث. ترتبط شجرة الزيتون، التي تشهد على عمق العلاقة بالأرض الفلسطينية عبر آلاف السنين، برمزية الصمود والأمل. وتعتبر عملية استخراج الزيت رمزا للتعاون والتكافل الاجتماعي.

يقع متحف “البَد” في منزل قديم لعائلة جقمان التلحمي ببيت لحم، في حي النجاجرة، ويشير اسم المتحف إلى “حجر البَد”، وهو حجر دائري يتم استخدامه في المرحلة الأولى من عصر الزيتون بالاستعانة بحوض حجري.

متحف الزيتون: حضارة فلسطينية عريقة

داخل مبنى عتيق يعود للقرن الثامن عشر، يُبرز متحف الزيتون فن العمارة الفلسطينية الذي ازدهر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. يستعرض المتحف تاريخ الأدوات التقليدية المستخدمة في استخراج زيت الزيتون، منذ بداية عصر الزيتون حتى تصديره، إضافة إلى مستلزمات أخرى مرتبطة بتلك الفترة.

دور زيت الزيتون في الحياة الفلسطينية

يُسلط المتحف الضوء على أهمية زيت الزيتون في الثقافة الفلسطينية، حيث كانت له استخدامات متعددة تشمل إضاءة المصابيح والعلاج والغذاء، بالإضافة إلى إنتاج الصابون ومستحضرات التجميل.

موقع مميز للمتحف

يقع المتحف في موقع استراتيجي بالقرب من كنيسة المهد، مما يتيح للزوار الاستمتاع بإطلالة خلابة على وسط المدينة.

متحف فريت للبطاطس المقلية: تجربة فريدة في بلجيكا

يعتبر متحف فريت للبطاطس المقلية في مدينة بروج ببلجيكا المتحف الوحيد المخصص للبطاطس المقلية، ويعكس تاريخ هذه الأكلة التي تعتبر رمزاً وطنياً في البلاد. يهدف المتحف إلى تقديم قصة هذا الطبق عبر معروضات تفاعلية، مما يوفر للزوار فرصة لاستكشاف تاريخه ورؤية الطهاة أثناء إعداد البطاطس باستخدام طرق تقليدية.

تذوق البطاطس المقلية

بعد انتهاء الجولة، يمكن للزوار تذوق مجموعة متنوعة من البطاطس المقلية، حيث يحتوي المتحف على مطبخ مفتوح يُتيح التعرف على الأدوات والممارسات القديمة المرتبطة بإعداد هذا الطبق، كما يتضمن متجرًا يقدم مجموعة من المنتجات المستوحاة من البطاطس المقلية، بما في ذلك الكتب والتوابل وأجهزة صغيرة خاصة بها.

المنافسة بين بلجيكا وفرنسا

رغم وجود منافسة ودية بين بلجيكا وفرنسا حول الأصل الحقيقي للبطاطس المقلية، إلا أن متحف فريت يُعتبر مكانًا يكرم تاريخ هذا الطبق في ضوء تراثه البلجيكي العريق.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.