تآكل الروابط الاجتماعية جراء التبعية العاطفية المعززة بشات جي بي تي
مع وجود أدوات مثل شات “جي بي تي”، يمكن للناس إجراء مناقشات في مختلف المجالات، بما في ذلك الموضوعات الشخصية التي كانت تجري من قبل بين الأصدقاء والعائلة، وهذا ما أدى إلى استبدال الحياة الواقعية بحياة افتراضية، حيث تحل أدوات الذكاء الاصطناعي محل الروابط الاجتماعية التقليدية.
الشباب وتبدل الروابط الاجتماعية
ينشأ الشباب اليوم في عالم يتسم بتطور سريع نتيجة للتقنيات الحديثة. ومع تغلب أنواع التواصل الرقمي على التفاعلات التقليدية، يجد الكثير منهم أنفسهم يلتجئون إلى الذكاء الاصطناعي كبديل للتواصل مع الآخرين.
دور الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب
في بداية الأمر، كانت هذه البرامج تستخدم لتسهيل أداء الواجبات المدرسية أو الجامعية، حيث يفضل الطلاب استخدام شات “جي بي تي” بدلاً من قضاء وقت طويل في البحث عن المعلومات. وحسب مركز “بيو” للأبحاث، يستخدم حوالي 20% من المراهقين في الولايات المتحدة شات “جي بي تي” لأداء واجباتهم.
ومع مرور الوقت، قام الكثير من الشباب بتوسيع اعتمادهم على هذه الأدوات لتشمل التفاعلات الاجتماعية، حيث باتت بمثابة منفذ لمواجهة مشاعر الوحدة والعزلة.
آثار التبعية على الروابط الاجتماعية
تعاني فتاه في الـ21 من عمرها من وحدة شديدة، حيث قالت: “تلك اللحظة عندما كنت بحاجة ماسة للحديث مع أحدهم، بينما كان جميع أفراد أسرتي مشغولين. اختارت التحدث إلى شات ‘جي بي تي’، على الرغم من إيماني بأنها مجرد آلة.” هذه الحالة تعكس اتجاهًا متزايدًا نحو الاعتماد على الأصدقاء الافتراضيين بدلًا من البشر.
هذا الاعتماد المتزايد يدعو للقلق حول قدرة العلاقات الروحية على الصمود وسط هذه التغييرات. من المحتمل أن يرَ العديد من الشباب أن هذه الروابط الافتراضية تقدم لهم دعمًا أفضل من العلاقات الإنسانية التقليدية.
قيود الذكاء الاصطناعي
شخصيًا، كنت أحد مستخدمي شات “جي بي تي” لتحليل المقالات. لاحظت أن الأداة تتغير آرائها بسهولة عندما أضيف وجهة نظري. على الرغم من استجابتها السريعة، إلا أنني تذكرت أن الذكاء الاصطناعي، وفقًا للفيلسوف نعوم تشومسكي، يفتقر إلى الفهم الأخلاقي والتعاطف، مما يجعل الاعتماد عليه خطرًا.
### استبدال التفاعل البشري باستجابات الذكاء الاصطناعي
القضايا الأخلاقية والأثر النفسي للذكاء الاصطناعي
تتزايد المخاوف المرتبطة بالأمان والخصوصية بسبب انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن الآثار النفسية والاجتماعية لم تحظَ بنفس القدر من الاهتمام من قبل الباحثين والخبراء. وفقًا لدراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، فإن استخدام شات “جي بي تي” قد يؤدي إلى إنتاج معلومات مضللة نتيجة لافتقاره إلى قدرات التحقق من الحقائق في الوقت الحقيقي.
التهديدات المحتملة للصحة العقلية
تدل الدراسة على أن التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤثر على التفكير الشخصي، مما يثير القلق بشأن العواقب المحتملة على الصحة العقلية لاستخدام شات “جي بي تي”. فالتفاعل الشخصي مع هذه الأنظمة يفرض إنشاء سجلات من المعلومات الحساسة التي قد تشكل خطرًا على الأفراد.
أهمية التركيز على الآثار الاجتماعية
في رأيي، بينما يركز المتخصصون على القضايا المرتبطة بالأمان والخصوصية، يجب ألا نغفل التأثيرات النفسية والاجتماعية، وخصوصًا تلك التي تتعلق بروابط الدردشة مع شات “جي بي تي” بين الشباب. على الرغم من تصنيف هذه الآثار كأحد المخاطر، إلا أنها لم تتلقَ الدعم الكافي للدراسة وإيجاد الحلول. يعد هذا الأمر بالغ الأهمية، خصوصًا أن هذه الظاهرة تنتشر بسرعة وتؤثر بعمق على سلوكيات وأساليب تفكير الشباب، وهي الفئة الأكثر تأثرًا في المجتمع.
الختام
يدعو هذا الوضع إلى اتخاذ إجراءات فعّالة من قبل المختصين لدراسة الآثار النفسية والاجتماعية المحتملة للذكاء الاصطناعي، من أجل حماية الصحة العقلية والاجتماعية لهذه الفئة المهمة.