تأثير العيش في الأحياء الفقيرة على الصحة العقلية
كشفت دراسة حديثة من الولايات المتحدة أن العيش في الأحياء المحرومة مرتبط بزيادة ضغط الدم وتراجع القدرات العقلية، حتى بين الأفراد الذين لا يعانون من ضعف إدراكي ملحوظ.
الدراسة وأهم نتائجها
الباحثون من كلية الطب بجامعة ويك فوريست أجروا هذه الدراسة لتسليط الضوء على كيفية تأثير البيئات السكنية على الصحة العامة. كانت النتائج محور نقاش في دورية «Alzheimer’s & Dementia»، حيث ذُكرت العلاقة بين المكان الذي يعيش فيه الفرد والمشاكل الصحية المرتبطة به.
يُعرف الفقر في الأحياء بأنه نقص في الموارد الأساسية كالتعليم الجيد، والفرص الوظيفية، والإسكان الملائم، والرعاية الصحية، مما يؤدي في الغالب إلى تدهور مستوى الصحة وجودة الحياة. تسجل هذه الأحياء مستويات مرتفعة من الفقر والبطالة، مما يزيد من المخاطر الصحية لسكانها.
تحليل العلاقة بين الفقر والصحة العقلية والبدنية
هدف الباحثون إلى دراسة العلاقة بين الفقر في مناطق مختلفة وتأثيره على صحة الأفراد، بما في ذلك قياسات الضغط والسكر والكوليسترول. استخدم الفريق بيانات من 537 بالغًا تجاوزوا 55 عامًا بين عامي 2016 و2021، حيث خضع المشاركون لفحوصات سريرية واختبارات إدراكية.
أظهرت النتائج أن سكان الأحياء المحرومة يعانون من ضغط دم مرتفع أكثر من أولئك الذين يقيمون في مناطق أفضل. كما أكدت الدراسة على أن العيش في بيئات فقيرة يؤثر سلبًا على القدرات العقلية، بما في ذلك الذاكرة والتركيز.
مخاطر صحية جسيمة
علاوة على ذلك، ارتبطت الأحياء المحرومة بمخاطر صحية متزايدة لأمراض القلب والتمثيل الغذائي، مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم، خاصةً بين الأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف. أكد الباحثون أن هذه الأمراض قد تزيد من خطر تطور الخرف.
تشير الأدلة إلى أن ارتفاع ضغط الدم، والسكر، والكوليسترول، والسمنة، جميعها عوامل تسهم بشكل كبير في تدهور الصحة العقلية.
دعوة لتغيير الهيكلية الاجتماعية
في ختام الدراسة، أوضح فريق البحث الحاجة إلى تحسين بيئات التعايش في الأحياء الفقيرة. يشمل ذلك تعزيز الوصول إلى التعليم، وتوفير فرص العمل، وتقديم الإسكان اللائق، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية؛ بهدف تخفيض المخاطر القلبية والصحية المرتبطة بتلك الأحياء الفقيرة.