خبراء: خلافات حكومة نتنياهو تعكس قوة المقاومة في اتفاق وقف الحرب
أفاد خبراء وباحثون بأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل هزيمة واضحة لإسرائيل وانتصارًا للمقاومة الفلسطينية، مما يدل على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة خلال الحرب.
وأوضح سعيد زياد، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أن الوضع في غزة وإسرائيل ينقل ثنائية النصر والهزيمة، حيث يعم الفرح في غزة بانتهاء المجزرة، بينما يسود الحزن والغضب في إسرائيل لعدم تحقيق الأهداف المعلنة.
في السياق نفسه، أكد اللواء فايز الدويري، خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن الجيش الإسرائيلي انتهى به المطاف منهزمًا، مشيرًا إلى أن عدم تحقيق القوة العظمى لأهدافها هو هزيمة بحد ذاته في الحروب غير المتكافئة.
وأضاف الدويري أن استمرار المقاومة وتواجدها يمثل فشلًا في الهدف الإسرائيلي الرئيسي وهو القضاء على حركة حماس وبقية الفصائل في غزة.
وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نقلاً عن مصادر حكومية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يستطيع التراجع عن صفقة التبادل، مشيرة إلى أن خياراته تقتصر على الحصول على دعم الأغلبية للصفقة أو “شبكة أمان” من المعارضة.
مستقبل نتنياهو
حول الأوضاع السياسية الداخلية في إسرائيل، أشار مهند مصطفى، الخبير بالشؤون الإسرائيلية، إلى أن الاتفاق يمثل تحديًا لمنظومة اليمين الجديدة التي قامت شعبيتها على عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة وعدم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
ورجح مصطفى أن سياسيًا، انتهى عهد نتنياهو، حيث ارتكب ثلاث أخطاء رئيسية خلال الحرب: عدم توقيع الاتفاق في مايو الماضي حين كان المجتمع الإسرائيلي مؤيدًا لاستمرار الحرب، والتوجه إلى العملية العسكرية في شمال غزة والتي توقع أنها ستؤدي إلى تهجير السكان، بالإضافة إلى الرهان على دعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
من جهة أخرى، حذر زياد من محاولات نتنياهو التلاعب في تنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أنه قد بدأ بالفعل في التلاعب بأسماء الأسرى وقضايا الجرحى، ومعبر رفح، لكنه أكد أن المسار العام للاتفاق مستمر، والجميع يدرك أن نتنياهو هو المصدر الرئيسي للتلاعب.
في وقت لاحق، أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، عن توصل الوسطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي سيبدأ تنفيذه يوم الأحد المقبل.
المساءلة الدولية
على صعيد المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية، أوضح مصطفى أن هناك انقسامًا واضحًا؛ حيث لوح وزير الأمن إيتمار بن غفير بالاستقالة في حال تمت الموافقة على الصفقة، لكنه رجح أن يبقى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رغم معارضته للاتفاق.
وأشار الدويري كذلك إلى أن القادة والجنود الإسرائيليين سيواجهون صعوبات في السفر دوليًا بسبب إدراجهم في قوائم المتهمين بارتكاب جرائم حرب. وقدم أمثلة على ذلك من أحداث تاريخية في تشيلي والأرجنتين والبرازيل وتايلند.
وأكد زياد أن الخلافات الداخلية في إسرائيل لا تعني الفلسطينيين، والأهم هو تنفيذ الاتفاق، مشددًا على أن الضعف في الموقف الإسرائيلي يؤكد أن اليد العليا في الاتفاق للمقاومة.
وشدد الخبراء على أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، رغم الدمار والخسائر الضخمة، يُعتبر انتصارًا استراتيجيًا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي فشلت في تحقيق أهدافها رغم استخدامها قوة عسكرية هائلة.
رابط المصدر