“تجربة الدفن الصيفية في رمال سيوة تحت حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية”

Photo of author

By العربية الآن



رحلة العلاج بالصيف في رمال سيوة تحت درجة حرارة 45 مئوية

مريض مدفون في رمال حارة ينظر من تحت الظل الواقي من الشمس في سيوة، مصر، 12 أغسطس 2015. في حرارة الصيف الشديدة في غرب مصر، يعاني المصابون بالروماتيزم وآلام المفاصل والعقم أو الضعف الجنسي من الدفن حتى أعناقهم في رمال سيوة قرب جبل الدكرور. يقول السكان المحليون إن الاستحمام بالرمال هو علاج طبيعي له القدرة على شفاء العديد من الحالات الطبية. يسترخي المرضى في الظل قبل العلاج الذي يتضمن تدليك أقدامهم، بعد أن يتم دفنهم حتى أعناقهم في الصحراء. يتناول المرضى الشاي بالنعناع في الخيام بعد العلاج. رويترز/اسماء وجيحب
تبدأ الرحلات العلاجية السنوية إلى جبل الدكرور في واحة سيوة المصرية خلال شهري يوليو وأغسطس (رويترز)
تشهد دول العالم ظاهرة تغير المناخ التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، مما سبب تذمر محبي الشتاء من فصل الصيف. وفي وسط هذه الأجواء الحارة، تتجه الأنظار إلى سيوة، حيث يتوافد المئات بحثًا عن الشفاء كلما تجاوزت درجات الحرارة 45 مئوية، ويعتبر هذا المكان ملاذًا للعديد الذين يراهنون على تأثير الحرارة لتخفيف آلامهم.

محمد عماد، 41 عامًا، مدفون حتى رقبته في الرمال بالقرب من جبل الدكرور في واحة سيوة، 700 كيلومتر شمال غرب القاهرة، 55 كيلومتر إلى الحدود الليبية، 12 أغسطس 2008. يعتقد سكان سيوة أن الدفن في الرمال خلال أشد أوقات اليوم حرارة هو علاج طبيعي يمكن أن يشفي من الروماتيزم وآلام المفاصل وضعف الطاقة الجنسية. رويترز/ناصر نوري (مصر)
يعتقد الكثيرون أن الدفن العلاجي في رمال سيوة يعالج العديد من الأمراض (رويترز)

موسم العلاج الرملي في سيوة

عند اقتراب يوليو وأغسطس، تبدأ الرحلات العلاجية إلى جبل الدكرور في واحة سيوة، قبل حلول سبتمبر وبدء انخفاض درجات الحرارة، مما يشير إلى نهاية موسم العلاج بالرمال في هذه المنطقة.

جبل الدكرور: مهد الأموات والعلاج للأحياء

تقع واحة سيوة على الحدود الغربية لمصر، وتحتوي على جبل الدكرور المعروف باسم “جبل الموتى”، حيث شهد هذا المكان دفن الأموات على مرّ الزمن وكذلك دفن الأحياء الذين يأتون لأغراض العلاج، مما يجعل هذه التجربة متكررة سنويًا. يعتقد أن العلاج في رمال سيوة يساعد على الشفاء من العديد من الأمراض، بما في ذلك آلام العظام والروماتيزم.

عامل يساعد مريضًا، الذي يرتدي بطانية، للخروج من خيمة "ساونا" بعد استحمامه بالرمال في سيوة، مصر، 12 أغسطس 2015. عند حرارة الصيف الشديدة في غرب مصر، في أشد أوقات اليوم حرارة، يعاني المصابون بالروماتيزم وآلام المفاصل والضعف الجنسي من الدفن حتى أعناقهم في رمال سيوة بالقرب من جبل الدكرور. يقول السكان المحليون إن أخذ حمام رمل هو علاج طبيعي له القدرة على شفاء العديد من الحالات الطبية. يسترخى المرضى في ظل خيامهم بعد العلاج، حيث يتضمن ذلك تدليك أقدامهم بعد دفنهم حتى أعناقهم بالصحراء. يشرب المرضى الشاي بالنعناع في الخيام بعد العلاج. رويترز/اسماء وجيحب
تتراوح فترة العلاج بين 4 إلى 9 أيام (رويترز)

عملية الدفن العلاجي في الرمال

تشمل رحلة الدفن العلاجي، التي تمتد من 4 إلى 9 أيام، مجموعة من الخطوات التي تختلف بناءً على حالة كل مريض. رغم عدم ضمان الشفاء التام، إلا أن الشيخ سليمان يؤكد أن هذه العملية تساعد في تحسين الحالة الصحية العامة للمرضى. تشمل التجربة أيضًا التخييم في الصحراء مع وجبات صحية ومتابعة يومية للحالات بعد انتهاء العلاج.

المرضى يُشترط عليهم أن يقضوا الليل في خيام بدون وسائل تبريد، بالإضافة إلى ارتداء ملابس ثقيلة للحفاظ على الحرارة التي تعرضوا لها أثناء العلاج، بالإضافة لتجنب شرب المياه المثلجة.

يعاني مريض أثناء تغطيته بالرمال الساخنة في سيوة، مصر، 11 أغسطس 2015. في حرارة الصيف الشديدة في غرب مصر، عند أشد أوقات اليوم حرارة، يُدَفَن المصابون بالروماتيزم وآلام المفاصل والضعف الجنسي في الرمال بالقرب من جبل الدكرور. يقول السكان المحليون إن أخذ حمام رمل هو علاج طبيعي له القدرة على شفاء العديد من الحالات الطبية. يسترخى المرضى في الظل قبل العلاج، والذي يتضمن تدليك أقدام المرضى بعد دفنهم في الصحراء. يتناول المرضى الشاي بالنعناع في خيامهم بعد العلاج. رويترز/اسماء وجيحب
لا أحد يضمن أن تنتهي الرحلة بشفاء كامل، لكن هناك تحسن في الحالة الصحية (رويترز)

الأصول التاريخية لطقس الدفن العلاجي

يُعيد البعض طقس الدفن في الرمال لأصوله الفرعونية، بينما يربطه آخرون بالأمازيغ. بحسب الشيخ سليمان، تُعتبر هذه الممارسة مرتبطة بالأمازيغ، حيث كلما كانت سيوة معروفة بهذا الطقس، بينما لا يوجد مثل هذا العلاج في مناطق أخرى من مصر.

عامل يساعد المرضى في الخروج من خيمة "ساونا" بعد استحمامهم بالرمال في سيوة، مصر، 12 أغسطس 2015. في حرارة الصيف الشديدة غرب مصر، في أشد أوقات اليوم حرارة، يُدفن المصابون بالروماتيزم وآلام المفاصل والضعف الجنسي حتى أعناقهم في رمال سيوة. يقول السكان المحليون إن أخذ حمام رمل هو علاج طبيعي له القدرة على شفاء العديد من الحالات الطبية. يسترخى المرضى في الظل قبل العلاج، والذي يتضمن تدليك أقدامهم بعد دفنهم في الصحراء. يشرب المرضى الشاي بالنعناع في خيامهم بعد العلاج. رويترز/اسماء وجيحب
يرتبط الدفن في الرمال بتقاليد تاريخية قديمة بين الأمازيغ والفراعنة (رويترز)

ومع ذلك، يُحظر الدفن في الرمال على بعض الحالات المرضية مثل مرضى القلب والضغط العالي والسكري. حيث يُرى أنه من الأفضل استخدام طرق أخرى كالحجامة أو التدليك دون التعرض للرمال الساخنة.

المصدر: العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.