تحت اتفاق جديد، الجيش الأمريكي يغادر بعض القواعد القديمة في العراق

Photo of author

By العربية الآن

<

div class=”RichTextStoryBody RichTextBody”>
واشنطن (AP) – أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة أنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة العراقية لإنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بحلول العام المقبل، حيث سيغادر الجنود الأميركيون بعض القواعد العسكرية التي ظلوا يشغلونها طيلة وجودهم العسكري الذي دام لعقدين في البلاد.

ومع ذلك، رفضت إدارة بايدن تقديم تفاصيل حول عدد الجنود الأمريكيين البالغ عددهم نحو 2500 جندي والموجودين في العراق الذين سيبقون هناك، أو الإقرار بأن هذا سيمثل انسحاباً كاملاً من البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينغ، للصحفيين يوم الجمعة: “أعتقد أنه من العادل أن نقول إن وجودنا سيتغير داخل البلاد”، لكنها لم تُعط تفاصيل إضافية.

تحديات أمنية مستمرة

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس للغاية بالنسبة للشرق الأوسط، حيث يشهد تصاعد النزاع بين إسرائيل ومجموعتين مسلحتين مدعومتين من إيران وهما حزب الله في لبنان وحماس في غزة، مما يهدد باندلاع حرب إقليمية أوسع. وقد استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران القواعد التي تضم القوات والمقاولين الأمريكيين بشكل منتظم على مدى السنوات الأخيرة، وزادت تلك الهجمات بشكل كبير في أواخر العام الماضي وأوائل هذا الربيع بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية – حماس منذ نحو عام.

تطرق المسؤولون العراقيون في السنوات الأخيرة بشكل دوري إلى ضرورة سحب القوات التابعة للتحالف، وقد كانت هناك محادثات رسمية لتقليص الوجود الأمريكي في البلاد مستمرة منذ عدة أشهر.

خطط الانتقال للوجود العسكري

قال مسؤولون أمريكيون، الذين استمعوا إلى تفاصيل الاتفاق مع الصحفيين يوم الجمعة، إن الاتفاق سيؤدي إلى انتقال في وجود القوات في العراق يتم على مرحلتين بدأ العمل بهما هذا الشهر. في المرحلة الأولى، التي تمتد حتى سبتمبر 2025، سينتهي التحالف العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية وستغادر القوات بعض القواعد العسكرية القديمة.

وبحسب المسؤولين العراقيين الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشييتد برس شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فإنه بعد الانتخابات المقررة في نوفمبر، ستبدأ القوات الأمريكية مغادرتها من قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق ومن مطار بغداد الدولي. وستُنقل هذه القوات إلى قاعدة حرير في إقليم كردستان شمال العراق.

في المرحلة الثانية، ستستمر الولايات المتحدة في العمل بطريقة ما من العراق حتى عام 2026 لدعم العمليات ضد تنظيم الدولة في سوريا، كما قال مسؤول كبير في إدارة بايدن وآخر كبير في الدفاع خلال مكالمة مع الصحفيين للكشف عن تفاصيل الإعلان.

في النهاية، ستتحول المهمة العسكرية الأمريكية إلى علاقة أمنية ثنائية، وفقاً لما ذكره المسؤولون الأمريكيون، ولكنهم لم يحددوا ماذا قد يعني ذلك بالنسبة لعدد القوات الأمريكية التي ستبقى في العراق.## مستقبل العراق

أفاد المسؤولون العراقيون أن بعض القوات الأمريكية قد تبقى في قاعدة حرير بعد عام 2026، وذلك بناءً على رغبة حكومة إقليم كردستان.

الحكومة العراقية تؤكد قدرتها على مواجهات داعش

وفي خطاب له هذا الشهر، قال رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني: “لقد اتخذنا خطوة هامة في حل مسألة التحالف الدولي لمكافحة داعش”. وأشار إلى “إيمان الحكومة بقدرات قواتنا الأمنية التي هزمت بقايا داعش”.

التواجد الأمريكي تحت ضغط السياسة

إن استمرار وجود القوات الأمريكية يمثل نقطة ضعف سياسية للسوداني، في ظل تزايد النفوذ الإيراني على حكومته. لطالما عانت العراق من صعوبة التوازن بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفتان للحكومة العراقية لكنهما متنافستان إقليمياً.

تعليقات ميليشيات مدعومة من إيران

قال قيس الخزعلي، مؤسس ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران والتي نفذت هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، الأسبوع الماضي: “نشكر الحكومة على موقفها في طرد قوات التحالف الدولي”.

القلق من تصاعد هجمات داعش

لكن النقاد يحذرون من أن تصاعد هجمات داعش هذا العام في سوريا عبر الحدود الصحراوية من العراق يمثل مصدر قلق حقيقي. وذكر تشارلز ليستر، باحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن “الانسحاب من العراق ليس لأن داعش اختفى، بل لأن هناك نسبة كبيرة من صانعي القرار في بغداد لا ترغب في وجود القوات الأمريكية على الأرض العراقية”.

تاريخ التحولات العسكرية الأمريكية في العراق

يمثل هذا الاتفاق المرة الثالثة خلال العقدين الماضيين التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن انتقال رسمي لدور جيشها في العراق.

الغزو الأمريكي والعواقب

اجتاحت الولايات المتحدة العراق في مارس 2003 في ما أسمته حملة قصف ضخمة “صدمة ورعب”، حيث دمرت أجزاء كبيرة من البلاد ومهدت الطريق لقواتها البرية للوصول إلى بغداد. كان الغزو بناءً على مزاعم اتضح أنها غير صحيحة حول وجود أسلحة دمار شامل لدى صدام حسين، التي لم تظهر أبداً.

التحولات في عدد القوات الأمريكية

وصل عدد القوات الأمريكية إلى أكثر من 170,000 جندي خلال ذروة عمليات مكافحة التمرد في عام 2007. وتفاوضت إدارة أوباما على سحب القوات، وفي ديسمبر 2011، غادرت آخر القوات القتالية، تاركة عددًا قليلًا من العسكريين لتأمين مكتب المساعدة الأمنية وفصيل من مشاة البحرية لحراسة مبنى السفارة.

عودة القوات لمواجهة داعش

في عام 2014، أدى صعود تنظيم الدولة الإسلامية وسرعة استيلائه على مساحات واسعة عبر العراق وسوريا إلى عودة القوات الأمريكية والشركاء بناءً على دعوة الحكومة العراقية للمساعدة في إعادة بناء وتجديد تدريب القوات الشرطية والعسكرية التي انهارت.

القوات الأمريكية بعد هزيمة داعش

بعد أن فقد داعش سيطرته على الأراضي التي كان يشغلها سابقًا، انتهت العمليات العسكرية للتحالف في عام 2021. وعلى الرغم من ذلك، بقيت القوات الأمريكية بحوالى 2,500 جندي في العراق للحفاظ على التدريب وتنفيذ عمليات مشتركة ضد داعش مع الجيش العراقي.

الضغط على الميليشيات المدعومة من إيران

على مر السنين، حافظت الولايات المتحدة على وجودها للضغط على الميليشيات المدعومة من إيران النشطة في العراق وسوريا. كما أن وجود القوات الأمريكية في العراق يجعل من الصعب على إيران نقل الأسلحة عبر العراق وسوريا إلى لبنان، لاستخدامها من قبل وكلائها، بما في ذلك حزب الله اللبناني، ضد إسرائيل.


ساهمت الكاتبة إيلين كنيكمير من واشنطن.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.