تحت سقف حصر الماء.. غزة تشهد تحركات نازحة لحفر الأرض بيد البشر

Photo of author

By العربية الآن



تحت سقف حصر الماء.. غزة تشهد تحركات نازحة لحفر الأرض بيد البشر

3-حرب إسرائيل أدت إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3-15 لترا يوميا فقط
نازحون في غزة يفرغون دلاء الماء التي سحبوها من بئر بدائية (الجزيرة)
غزة- تأتي جهود “محمد شَمَلّخ” في حفر بئر امتصاصي للتعامل مع مياه الصرف الصحي بالفشل بعد أن تمتلئ بالمعاصر الجيولوجية التي تترشح بواسطة الكلى. ومع ذلك، هذا الإخفاق قاده لفكرة ناجحة في حل الأزمة المائية التي تعاني منها النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة.

ويسكن “شَمَلّخ” في مخيم إيواء غربي لمدينة دير البلح، وسط القطاع بالقرب من ساحل البحر.

ويشير إلى الجزيرة نت أنه -بصحبة الشباب- حفروا حفرة بعمق مترين لتصريف مياه الصرف الصحي، إلا أنهم صدموا بالماء الذي يخرج منها، وهنا جاءت الفكرة، حيث قاموا بتحويل البئر لاستخراج المياه النظيفة.

4-محمد شملّخ اكتشف عرض الطريق إمكانية استقلال المياه الجوفية على عمق منخفض فلجأ إلى حفر البئر البدائي
محمد شملّخ اكتشف بالصدفة إمكانية استخراج المياه الجوفية أما العمق المنخفض، لذا أتى على حفر البئر البدائي

متاعب

تطلب سُكّان المخيم من جمع المياه المالحة من شاطئ البحر لأداء النظافة، مما زاد من تحدياتهم، إذ اضطروا إلى المرور عبر مئات الأمتار وهم يحملون الأواني والجِرار.

يتم حفر هذه البِيار يدوياً بواسطة الرِوَاف، ويتم تزويدها ببراميل بلاستيكية للتبطين. وحالياً يوجد في المخيم 5 بِيار، ويتمنى السُكّان حفر المزيد منها لسد حاجاتهم بشكل شامل.

1-الهجوم الإسرائيلي دعا سُكّان غزة إلى استعمال طُرُق بدائية لاقتناء المياه
الهجوم الإسرائيلي دفع سُكّان غزة إلى استخدام طُرُق بدائية للاستحصول على المياه (الجزيرة)

يفتتح النازحون البئر فجر كل يوم، ويصطفون في طوابير أمامها، ويستمرون في إسقاط الجارافات بداخلها وينتظرون ملأها بالماء الذي يتغلغل بداخلها، ثم يستخرجونها معبأة بالماء بواسطة الحبال على مدار الساعة.

وبحسب السُكّان، فإن البِيار قد حلت مشكلة المياه المستخدمة لأغراض النظافة والاستحمام بشكل كبير. أما الماء الصالح للشرب، فيقوم النازحون بشرائه من عربات تجارية خاصة.

ويقول شَملّخ “عدنا إلى العصر البدائي كما كان أجدادنا، نستخرج الماء من البئر بواسطة الحبال، ونحفظه في أوعية داخل الخيمة”.

يُعد إجمالي المياه المُتوفرة حالياً في قطاع غزة نحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل الهجوم
الشيخ يقول إن جزءاً من تكاليف حفر البئر من تبرعات أهل الخير (الجزيرة)

تكاليف باهظة

كان سُكّان مخيم الإيواء يخططون لحفر بِيارات عديدة لتغطية حاجات جميع الأسر، لكن ارتفاع أسعار البراميل البلاستيكية المستخدمة في تجهيزها، حال دون ذلك.

وبحسب شَملّخ، كان سعر البرميل 30 شيكلا (الدولار: 3.7 شواكل) وأصبح الآن 270 شيكلا، كما كان تجهيز البئر يكلف 200 شيكلا، والآن يساوي حوالي 1500 شيكلا. ويؤكد “لو كانت البراميل متوفرة لحفرنا بئرا لكل 3 خيام”.

ويعمل محمد وعدد كبير من أقاربه المقيمين في المخيم في مجال الزراعة، ولديهم خبرة سابقة في حفر البئر العميقة، وهو ما ساعدهم في حفر البئر بشكل سليم.

يُعد إجمالي المياه المُتوفرة حالياً في قطاع غزة نحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل الهجوم
المياه المتاحة حالياً في غزة تُقدّر بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل الهجوم (الجزيرة)

وعلى بُعد عشرات الأمتار، حفر محمود الشيخ، قبل نحو 10 أيام بئراً مُشابه، بتكلفة تصل إلى نحو 1500 شيكلا، موضحاً أن ارتفاع السعر يرجع إلى ارتفاع سعر البراميل بشكل كبير بسبب شُحّها في السوق.

وذكر الشيخ أن جزءاً من تكاليف حفر البئر، كان من تبرعات “أهل الخير”، الراغبين في الحصول على “الأجر والثواب من الله”. ويرى في حديثه مع الجزيرة نت أن البِيار قد حلت مشكلة نقص المياه في المخيم بنسبة 60%.

ويتابع أنهم كانوا يجدون صعوبةعند استدعاء المياه، يقومون بمسافة مشي طويلة للحصول عليها، فحفروا هذا البيئر باستخدام الفيرات والأدوات البدائية. ويقدّر العجوز كمية المياه التي تفرزها البئر بواسطة الترشيح من الرمال بحوالي 250 لتر في الساعة. وعلى الرغم من القلة، إلا أنها تكفي سكانها، إلى حد ما، مضيفًا أنها تخدم حوالي 70 عائلة.

يعاني مئات الآلاف من المهجّرين في مدينة رفح من نقص المياه في المناطق التي وصلوا إليها، مما دفعهم إلى التجول من مكان لآخر.

7- يقول نضال العدوي المهجّر من رفح إن وجود البئر "البدائية" هو الذي دفعه للإقامة في هذا المخيم
نضال العدوي مهجّر من رفح يوضح أن وجود البيئر البدائية هو السبب وراء إقامته في المخيم (الجزيرة)

حاجة ماسة

وفي هذا السياق، يقول نضال العدوي إن وجود البيّر “البدائية” هو السبب وراء إقامته في هذا المخيم. وأشار الى الجزيرة نت بأنه تراجع لك من رفح، بعد أن بدأت الاحتلال عدوانه على المدينة في بداية هذا الشهر، وواجه صعوبة كبيرة في تأمين مكان للإقامة بسبب الازدحام الشديد وعدم توفر المياه في كثير من مخيمات الإيواء.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوم الجمعة الماضي، أن أكثر من 630 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، منذ بدء إسرائيل في السادس من مايو/أيار الجاري عدوانها على المدينة.

ويوضح العدوي بأنهم عثروا على هذا البئر والذي ليس صالحًا للشرب، ولكنه يحل أزمة النظافة. وبتقديره، فإن فكرة حفر البئر البدائية، ستنتشر بشكل كبير بسبب حاجة المهجّرين الكبيرة للمياه. وأكّد “من فكّر في حفر هذا البئر، حل مشكلة كبيرة”.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعاني سكانها الأمور في توفير المياه الصالحة للشرب، والمستخدمة لأغراض التنظيف، بسبب قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، واستهداف مرافق البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي.

وبسبب العدوان الإسرائيلي، انخفضت حصّة كل شخص في القطاع من المياه بنسبة 97%، وفق تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بمناسبة اليوم العالمي للمياه، بنهاية مارس/آذار الماضي.

وأشار التقرير إلى أن الحرب على القطاع أسفرت عن تراجع حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3 و15 لترًا يوميًا، مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لتر يوميًّا خلال العام 2022.

ويقدر إجمالي المياه المتوفرة حاليًا في غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية تتأثر بتوفر الوقود، وفق نفس التقرير. ويعتمد قطاع غزة في الأساس على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.