أزمة التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، من رام الله، عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح، حيث كان الطفل البالغ من العمر عشرة أشهر لم يحصل على اللقاح.
أكدت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنهما تمتلكان خططًا مفصلة لتلقيح 640 ألف طفل في جميع أنحاء غزة، بدءًا من نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن الحملات الكبيرة للتطعيم تتواجه بصعوبات جمة وسط الظروف الحالية.
تترافق تلك الجهود بصعوبات في دخول المساعدات، بما في ذلك الأدوية، إلى القطاع المحاصر، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من تعقيد تنفيذ حملات التطعيم.
يعد فيروس شلل الأطفال معديًا للغاية وينتشر بشكل رئيسي عبر المياه الملوثة، مما يجعله خطرًا كبيرًا على الأطفال دون سن الخامسة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تشوهات أو شلل دائم.
سلسلة توريد هشة
أكد ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، أن المنظمة ستشرف على الخطة الرئيسية لحملة التطعيم مع 2700 عامل صحي موزعين على 708 فرق.
بينما أشارت يونيسيف على لسان المتحدث جوناثان كريكس، بأن مهمتها تتعلق بضمان سلسلة إمدادات التبريد اللازمة للقاحات.
وصلت الأدوات اللازمة للحفاظ على التبريد إلى مطار تل أبيب، وستبدأ اللقاحات بالوصول فعليًا يوم الأحد.
تم تحضير حوالي 1.6 مليون جرعة لتوفير جرعتين لكل طفل، بالإضافة إلى جرعات احتياطية تحسبًا للتلف بسبب الحرارة.
كما أضاف كريكس أن كل علبة لقاح تحتوي على رمز يتفاعل مع تغيرات درجات الحرارة ليشير إلى صلاحية الجرعات.
قضية مركزية
إيصال المساعدات والإمدادات عبر نقاط السيطرة الإسرائيلية يعد قضية حساسة للمنظمات الإنسانية، التي تواجه عقبات شديدة سواء في قوائم المواد المسموح بها أو في الإجراءات الإدارية البطيئة.
تشهد غزة نقصًا متزايدًا في الوقود والمعدات الطبية والغذاء، حيث تنفي إسرائيل مسؤوليتها وتلوم المنظمات الإنسانية على ضعف قدرتها في توزيع اللازم.
عند وصول اللقاحات إلى غزة، سيتم الاحتفاظ بها ضمن سلسلة تبريد خاصة للأمم المتحدة قبل بدء الحملة المزمع انطلاقها في 31 أغسطس.
أوضح كريكس أن توزيع اللقاحات سيتم عبر شاحنات التبريد إذا تم العثور عليها، أو عبر صناديق مبردة بأكياس ثلج.
لا ضمانة للوصول إلى الأطفال
تعرض النظام الصحي في غزة لتدمير شامل نتيجة الحرب المستمرة لأكثر من عشرة أشهر. وقد أفاد كريكس بأن 16 مستشفى من أصل 36 تعمل في غزة جزئيًا فقط.
تواجه المرافق الصحية مشاكل كبيرة في الحصول على الإمدادات الكهربائية الضرورية، مما يجعلها تعتمد بشكل كبير على المولدات التي تعاني من نقص الوقود.
تم تحديد 11 مستشفى فقط قادرة على الحفاظ على سلسلة التبريد، ولكن حتى مع توزيع اللقاحات، لا يوجد ضمان للوصول الآمن للأطفال.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة لمدة 7 أيام لتسهيل تطعيم الأطفال. وصرح موسى عابد، مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة بغزة، أنه بدون بيئة آمنة، لن يتمكنوا من الوصول إلى 95% من الأطفال المستهدفين.
الكثير من سكان غزة يعيشون في مخيمات أو مدارس تستخدم كملاجئ، مما يجعل الوصول إليهم أمرًا صعبًا.
منذ أكتوبر الماضي، أسفر القصف والعمليات المسلحة عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، بينما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن معظم القتلى من النساء والأطفال.
وفي نهاية المطاف، أوضحت توما أنه لا يمكن اعتبار عودة شلل الأطفال إلى مناطق تم القضاء عليه فيها كأمر طبيعي.
وردّا على استفسار لوكالة فرانس برس، أفادت هيئات الإسرائيلية أنها ستتعاون بالكامل مع المجتمع الدولي لإيصال المساعدات.
رابط المصدر