رغم التحديات.. سيدات الأعمال الأفغانيات يتحدن الظروف الصعبة
تواجه سيدات الأعمال الأفغانيات، رغم عقبات وظروف وضعهن كنساء، تحديات كبيرة في بيئة اقتصادية وإدارية غير مواتية. إلا أنهن أثبتن عزيمتهن من خلال المنافسة والابتكار.
تعتبر هؤلاء النساء جزءًا من “جمعية سيدات الأعمال الأفغانيات”، بيد أن نشاطهن يمتد إلى شريحة واسعة من التاجرات في هذا البلد الإسلامي المحافظ.
الوضع بعد سقوط الحكومة السابقة
بالرغم من تأكيدهن أن سقوط الحكومة السابقة أثر في “كل شيء”، إلا أنهن عازمات على الاستمرار، حيث يظل تأثير ذلك على القطاع الخاص محدودًا، فيما تشير الأرقام إلى أن بضاعتهن تصل إلى العديد من الأسواق العالمية.
فربيا نوري، رئيسة مجلس إدارة الجمعية، أكدت أنه “لا توجد عوائق فعالة أمام ممارسة الأعمال، ولا يمنعنا أحد من النشاط التجاري”.
وأضافت أن الجمعية تصدر منتجات متنوعة مثل الزعفران والسجاد، والمكسرات إلى أسواق أوروبا والولايات المتحدة ودول آسيوية.
تحديات الشحن والتجارة
أقرت نوري بوجود صعوبات، مشيرة إلى أن الشحنات التي كانت تصل خلال ثلاثة أيام في الماضي أصبحت الآن تستغرق شهرًا كاملًا.
أما سلمى يوسف زي، فقد وصفت تأثير العقوبات الغربية على القطاع الخاص بأنه كان محدودًا، لكنها نبهت إلى وجود صعوبات بسبب تأثير القطاع البنكي وصعوبات التحويلات المالية والفيزا.
لا تزال مشاركات النساء في المعارض مقيدة بشروط صارمة، إضافة إلى قيود تتعلق بالسفر مع محرم.
أشارت إلى أن دعم الوزارات النسائية ضئيل، حيث لا توجد أقسام نسائية في غالبية الوزارات، باستثناء وزارات التجارة والداخلية والتعليم والصحة والعدل.
بينما كان ثمن شحن الكيلوغرام سابقًا سِنتين، أصبح الآن 10 دولارات، مما يجبرهن على إيجاد طرق بديلة لشحن منتجاتهن عبر دول أخرى مثل تركيا ودبي.
نمو الجمعية والعضوية
تشير سلمى زي إلى أن جمعية سيدات الأعمال الأفغانيات تضم حاليًا 10,000 عضو نشط، بينما هناك 150,000 امرأة من الأعضاء غير النشطات.
ووفق عبد السلام جواد، المتحدث باسم وزارة التجارة الأفغانية، فإن 9,000 سيدة أعمال يشاركن في النشاط التجاري، وقد وزعت الحكومة 1,200 رخصة عمل للنساء بعد سقوط النظام السابق، حيث يعملن في مجالات متعددة بينها الصحة والزراعة والبناء.
تتشارك النساء اليوم في المعارض التي تنظمها الوزارة، كما شاركن في معارض دولية.
التحديات العامة لوجود المرأة في المجتمع الأفغاني
تعكس هذه الوضعيات التحديات العامة التي تواجهها النساء في أفغانستان، حيث لا تعتبر طالبان مشاركة المرأة أولوية، على عكس الحكومة السابقة التي كانت تولي أهمية لهذا الجانب.
وفقًا لصحفي أفغاني بارز، فإن مشاركة النساء في الحياة العامة تفتقر دائمًا إلى “التوازن”، حيث ظل تواجد النساء في مناصب قيادية يحكمه مدى الكفاءة. كما أشار إلى تعديل الحكومة السابقة، التي كانت تهدف إلى تحقيق مشاركة النساء بنسبة 40% في المناصب العليا.
لكن، الآن، تؤكد طالبان على ضرورة بقاء النساء في المنزل لأسباب دينية وثقافية.
رابط المصدر