تحذيرات العلماء بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية السامة في الهواء الذي نتنفسه

Photo of author

By العربية الآن

العلماء يحذرون من وجود سموم بلاستيكية في هوائنا

الملدنات تسبح في الهواء بشكل دائم (بيكسابي)
الملدنات تسبح في الهواء بشكل دائم (بيكسابي)
تظهر المواد البلاستيكية في حياتنا اليومية بشكل مُلفت، ولكن ما يدعو للقلق هو وجود جسيمات صغيرة غير مرئية موجودة في الهواء يمكن أن نستنشقها، وهي تحمل مخاطر صحية جسيمة.
تشير دراسة حديثة نشرت في أكتوبر/تشرين الأول في مجلة “إنفيرومينتال ريسيرش” إلى أن سكان جنوب كاليفورنيا يتعرضون بشكل مستمر لملوثات هوائية تعرف بالملدنات، وهي مركبات كيميائية تستخدم عادة لتليين المواد البلاستيكية.

استخدامات الملدنات

تتواجد الملدنات في العديد من المنتجات اليومية مثل عبوات الطعام البلاستيكية، وستائر الاستحمام، وخراطيم الحدائق، والمستحضرات التجميلية مثل طلاء الأظافر. وعادة ما تدخل الملدنات في تركيب المنتجات المصنوعة من كلوريد البولي فينيل.
تسرب هذه الملوثات من المنتجات البلاستيكية وينتشر أثرها في الطعام والماء والهواء، كما يمكن امتصاص بعضها من خلال الجلد عن طريق تطبيق مستحضرات التجميل.

plastic containers with fresh raspberries on market stall
لا أحد يستطيع تجنب التعرض لهذه الملدنات فهي موجودة في كل مكان حتى في مستحضرات التجميل (بيكسلز)

مخاطر اختراق جدار الخلية

تسببت نتائج الدراسة الجديدة في صدمة للباحثين بسبب مستويات الملدنات المرتفعة في الهواء، مما دفعهم لتحذير الناس من خطر هذه المواد.
يقول الدكتور عمرو السيد الأستاذ بقسم التكنولوجيا الحيوية في جامعة بني سويف: “يمكن تصنيف أي مادة كيميائية قادرة على اختراق جدار الخلية كمادة مسرطنة”. ويضيف أن الملدنات، لأنها قادرة على اختراق جدار الخلية، يمكن أن تتفاعل مع الحمض النووي أو الإنزيمات داخل الخلايا.
حتى في حال افترضنا أن الملدنات ستتفاعل بشكل أمن مع الحمض النووي، تظل هناك مخاوف بشأن المواد الكيميائية الأخرى المتصلة بها، كما أشار الدكتور السيد.
على الرغم من أن الباحثين يعتقدون أن التعرض لهذه الملدنات قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، إلا أن العلم الجزيئي يعتبرها مواد مسرطنة بمجرد قدرتها على اختراق الخلية.

الاستخدام المتزايد للمواد البلاستيكية يفتح الباب لانتشار الملدنات (بيكسابي)
الاستخدام المتزايد للمواد البلاستيكية يفتح الباب لانتشار الملدنات (بيكسابي)

اختبارات تركيزات الملدنات

في إطار الدراسة، ارتدَت مجموعتان من طلاب جامعة كاليفورنيا ريفرسايد أساور سيلكون تم تصميمها لجمع المواد الكيميائية من الهواء. كان الطلاب يرتدون الأساور طوال اليوم أثناء ممارسة أنشطتهم اليومية، وفي نهاية 5 أيام، قام الباحثون بفحص الأساور لتحليل المواد الكيميائية الملتقطة.
في دراسة البحث، تم العثور على مستويات مرتفعة من الملدنات، مما يعكس التلوث الحالي الذي يتعرض له السكان.

ارتفاع مستويات الفثالات في المنتجات البلاستيكية

كشفت دراسة حديثة عن وجود كميات ملحوظة من ثلاثة أنواع من الفثالات، والتي تتمثل في 100 ألف ومليون نانوغرام، في بعض الأسورة، حيث شكلت هذه الأنواع ما بين 94% إلى 97% من إجمالي الكتلة للفثالات العشر المدروسة. نتج عن ذلك إيضاح عميق لمستوى التعرض اليومي لهذه المواد الكيميائية، مما يبرز الحاجة الملحة للبحث عن بدائل للبلاستيك بسبب تأثيره الضار على البيئة والصحة العامة. يُعتبر الحد من إنتاج واستهلاك المواد المحتوية على الملينات خطوة أساسية لتقليل تركيزها في الهواء.

تجنب مخاطر الملدنات

أشار السيد إلى أنه لا يمكن تجنب التعرض للفثالات، حيث إنها موجودة في مختلف الأغراض، بما في ذلك مواد التجميل والعبوات البلاستيكية التي تُستخدم لحفظ الفواكه الطازجة. وأكد أن الفواكه التالفة قد تطلق مواد كيميائية تتفاعل مع الملدنات، مما يؤدي إلى إنتاج مركبات سامة. لذلك، يُستحسن تفريغ العبوات البلاستيكية من الفواكه فور شرائها، أو الاستعانة بالورق كوسيلة للتغليف، حيث يعتبر الورق الخيار الأكثر أماناً.

كما تحدث عن تعرض الباحثين في المختبرات لمخاطر المواد الملدنة، مشدداً على أهمية استخدام شفاطات الهواء، والتخلص من المخلفات بسرعة، بالإضافة إلى ارتداء الواقيات والنظارات الواقية لتفادي استنشاق المواد الكيميائية ذات الروائح القوية.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.