# كأس العالم 2034 يمكن أن تحسن حقوق الإنسان في السعودية – الفيفا
![Stadium](0.jpg)
*استاد الملك عبد الله الرياضي في جدة سيتم تجديده قبل البطولة*
*المصدر: Getty Images*
## تقرير الفيفا عن عرض السعودية
أعلنت الفيفا عن تقرير تقييم لعرض السعودية لاستضافة كأس العالم للرجال في عام 2034، الذي لم يواجه أي معارضة، مما يمهد الطريق لتسليم المملكة البطولة بشكل رسمي الشهر المقبل.
على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن سجل حقوق الإنسان في البلاد، حصل العرض على “درجة متوسطة تبلغ 4.2 من 5” – وهي أعلى درجة تسجل في تاريخ عروض الفيفا.
## مخاطر حقوق الإنسان
تعتبر الفيفا أن تنظيم البطولة في المملكة يشكل “خطرًا متوسطًا” على حقوق الإنسان، مؤكدةً أنه يتمتع “بإمكانية جيدة ليكون حافزًا” للإصلاحات. ومع ذلك، فقد أدانت مجموعات الحملات هذا التقييم فوراً.
## الالتزام بالاستدامة
أصرت الفيفا على أن العرض كان لديه “التزام جيد بشكل عام بالاستدامة” رغم البرنامج الإنشائي الضخم الذي تقوم به المملكة، وتم تصنيفه “كخطر منخفض” فيما يتعلق بحماية البيئة.
## تحديات المناخ
أشارت الفيفا إلى أن درجات الحرارة في الصيف “يمكن أن تتجاوز 40 درجة مئوية”، واعترفت بوجود “خطر مرتفع فيما يتعلق بتوقيت الحدث” بسبب مناخ المملكة، معلنةً أن العرض “لا يحدد نافذة مقترحة” للجدولة. وأكدت الفيفا أن تحديد التوقيت الأمثل للبطولة يتطلب بعض التعقيدات.
## التعاون لتحديد التوقيت
مع توقعات بأن البطولة ستقام على الأرجح في الأشهر الشتوية كما حدث في قطر 2022، ذكرت الفيفا أن السعودية “تتعهد بالتعاون بشكل وثيق… لتحديد التوقيت الأمثل لمنافسات البطولة”.
## بطولة 2030 وتأثيرها البيئي
ذكرت الفيفا أن عرض كأس العالم 2030، والذي سيقام على ثلاثة قارات، قد تخطى المتطلبات الأساسية للاستضافة، لكنها نبهت إلى أنه سيسبب “أثرًا سلبيًا كبيرًا على المناخ”. ستحتضن البطولة كلاً من إسبانيا والبرتغال في أوروبا والمغرب في إفريقيا، في حين ستقام المباريات الثلاثة الأولى في أوروجواي والأرجنتين وباراغواي في أمريكا الجنوبية احتفالًا بالذكرى المئوية لكأس العالم.
## المصادقة النهائية
من المقرر أن يتم التصديق الرسمي على مضيفي البطولتين في مؤتمر الفيفا الذي سيعقد في 11 ديسمبر.**السعودية تستثمر بكثافة في الرياضة**
استثمرت المملكة العربية السعودية حوالي 5 مليارات جنيه إسترليني في قطاع الرياضة منذ عام 2021، حينما جعل ولي العهد السعودي ذلك جزءًا أساسيًا من استراتيجيته “رؤية 2030” Diversification of the economy economy.
استضافت السعودية عدة أحداث رياضية كبيرة، بما في ذلك منافسات في كرة القدم، الفورمولا 1، الجولف، والملاكمة. كما أطلق صندوق الاستثمار العام السعودي سلسلة LIV Golf المنفصلة، وفرض سيطرته على أربعة أندية من الدوري السعودي للمحترفين، واشترى نادي نيوكاسل يونايتد.
**انتقادات وعواقب**
ومع ذلك، تواجه المملكة الخليجية اتهامات باستخدام استثماراتها في الرياضة واستضافة أحداث بارزة لتحسين سمعتها الدولية. وقد تم انتقادها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، وانتهاكات حقوق المرأة، وتجريم المثلية الجنسية، وتقييد حرية التعبير، والحرب في اليمن.
أفادت منظمات غير حكومية بأن الحكومة السعودية نفذت حكم الإعدام لأكثر من 200 شخص في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، وهو ما يُعتبر الأعلى خلال الثلاثين عامًا الماضية.
كما اتهم نشطاء البيئة الدولة الغنية بالنفط بتفجير الأزمة المناخية من خلال صناعتها للوقود الأحفوري.
**آراء الحكومة ودعم الرياضة**
تؤكد الحكومة السعودية أن هذه الاستثمارات تعزز الاقتصاد، وتفتح أبواب السياحة، وتلهم الأفراد لزيادة نشاطهم البدني، وتساعد أيضًا في تسهيل الإصلاحات والتحديثات.
وفي تعليق على تقرير التقييم الذي أصدرته الفيفا والذي يتكون من 110 صفحات، قال وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل: “هذا التقييم من الفيفا يعكس ببساطة التزامنا بتطوير اللعبة، والتحول السريع الذي نعيشه، ورغبتنا في استضافة أفضل بطولة ممكنة ليستمتع بها الجميع في العالم. وهذه النتيجة هي ثمرة جهودنا الكبيرة لتقديم عرض استثنائي”.### التقييمات الحقوقية للعرض السعودي لاستضافة كأس العالم
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يؤكد أن تقييماته المتعلقة بحقوق الإنسان “لا تهدف إلى استبعاد الدول بشكل قاطع بناءً على سياق حقوق الإنسان العام لديها”، بل تنطلق من “الأدلة المتعلقة بكيفية قدرة المتقدمين على معالجة المخاطر المتعلقة بحقوق الإنسان المرتبطة بالبطولة”.
### تقييم مخاطر حقوق الإنسان
في إطار توضيح تقييم مخاطر حقوق الإنسان المتوسطة للعرض السعودي، أفاد تقرير فيفا بأنه: “قد يتطلب التنفيذ المشار إليه في تنفيذ التدابير المختلفة الموضوعة في استراتيجية حقوق الإنسان، وخاصة في بعض المجالات، جهداً ووقتا كبيرين…”.
ومع ذلك، فإن العمل الكبير ومستوى الالتزام الفعلي الذي أبداه العرض وأصحاب المصلحة الرئيسيون، فضلاً عن معدل التقدم الواضح والمدة الزمنية التي تمتد لعشر سنوات، تعد عوامل مخففة يجب أخذها بعين الاعتبار، بالإضافة إلى الفرص الكبيرة التي يقدمها العرض لإحداث تأثير إيجابي على حقوق الإنسان في السعودية ضمن رؤية المملكة 2030.
### التزام الحكومة بحقوق الإنسان
يشير تقرير فيفا إلى “التزام الحكومة باحترام وحماية وتلبية حقوق الإنسان المعترف بها دولياً فيما يتعلق بالبطولة، بما يشمل مجالات الأمن والسلامة، وحقوق العمل، وحقوق الأطفال، والمساواة بين الجنسين، وعدم التمييز، فضلاً عن حرية التعبير (بما في ذلك حرية الصحافة)”.
### الحاجة إلى إصلاحات قانونية
ومع ذلك، أبرزت التقييمات “المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الإصلاحات القانونية، مع الإشارة إلى ضرورة تطبيق فعّال، دون ذلك قد يرتفع خطر الظروف العمل غير اللائقة”.
### التنوع ومناهضة التمييز
فيما يتعلق بالتنوع ومناهضة التمييز، أشار التقرير إلى “وجود فجوات وتحفظات في تطبيق المعايير الدولية ذات الصلة، وخصوصاً حيث تُرى أنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية… حيث يلتزم المتقدم بالتأكد من توفير بيئة آمنة وشاملة للبطولة خالية من التمييز، كما يلتزم بمراجعة وتعديل التشريعات ذات الصلة كجزء من التزامات الحكومة وفقاً للمعايير الدولية”.### الفيفا تدعي أن البطولة قد تساعد في تحسين حقوق الإنسان في السعودية
تدّعي الفيفا أن “هناك احتمال كبير أن تخدم البطولة كحافز لبعض الإصلاحات الجارية والمستقبلية، وتساهم في نتائج إيجابية تتعلق بحقوق الإنسان للأشخاص في السعودية والمنطقة، تتجاوز نطاق البطولة نفسها”.
### دعوة للتوقف عن العملية حتى يتم الإعلان عن إصلاحات حقوقية
مع ذلك، في وقت سابق من هذا الشهر، حذرت مجموعة العفو الدولية من أنه يجب وقف عملية اختيار السعودية كدولة مضيفة لبطولة كأس العالم 2034، ما لم يتم الإعلان عن إصلاحات حقوقية كبيرة. وقد زعمت أن استضافة البطولة هناك قد تؤدي إلى انتهاكات جسيمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان.
في الشهر الماضي، كانت العفو الدولية ضمن مجموعة من المنظمات الحقوقية والعمالية وجماهير المشجعين التي انتقدت تقريرًا “معيوبًا” تم إجراؤه لصالح السعودية، والذي زعم أنه لم يقيم بشكل صحيح معاملة العمال المهاجرين.
### انتقادات حادة للتقرير المستقل
رفضت الفيفا والعرض السعودي التعليق على هذه الانتقادات. وفي ردها على نشر التقرير، وصفت العفو الدولية التقرير بأنه “تبييض مدهش للسجل الفظيع لحقوق الإنسان في البلاد”. وأكدت أن “لا توجد التزامات ذات معنى من شأنها أن تمنع استغلال العمال، أو إخلاء السكان، أو اعتقال النشطاء”.
أضافت: “من خلال تجاهل الأدلة الواضحة على مخاطر حقوق الإنسان الجسيمة، من المحتمل أن تتحمل الفيفا جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الانتهاكات abuses التي ستحدث على مدى العقد القادم.”
### ضرورة الإصلاحات الحقوقية العاجلة
كما دعت العفو الدولية إلى ضرورة إجراء إصلاحات حقوقية أساسية في السعودية، أو ستظل كأس العالم 2034 مشوبة بالاستغلال والتمييز والقمع. وأشار مجموعة Fair Square إلى أن الفيفا قد “انزلقت إلى أعماق جديدة” في تعاملها مع هذه القضايا.
### تأثير البطولة على البيئة
تقترب عروض السعودية لاستضافة البطولة من توفر 15 ملعبًا عبر خمس مدن مضيفة، بما في ذلك ثمانية ملاعب جديدة. وتدعي الفيفا أن “العرض يظهر فهم متطلبات البطولة وتأثيرها على البيئة والمناخ، ويحدد عددًا من التدابير لتخفيف هذا التأثير”. ومع ذلك، حذروا من أن نطاق وأبعاد أعمال البناء سيكون له أثر بيئي ملموس.
### تقييم الأثر البيئي لكأس العالم 2030
أما بالنسبة لكأس العالم 2030، الذي سيقام في ست دول عبر ثلاث قارات، فقد اتهم النقاد البيئة بأن السفر الجوي عبر مثل هذه المسافات الطويلة سيكون له تأثير مدمر. ومع ذلك، تصر الفيفا على أن “العارضين يظهرون فهمًا واضحًا للتأثيرات الرئيسية البيئية والمناخية لاستضافة البطولة”.
ومع ذلك، اعترفت بأن تقييمها الأول للبصمة الكربونية “يقدر أن بصمة البطولة ستكون 3.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعد كبيرًا وسيتسبب في تأثير سلبي كبير على المناخ”.
### الدعوة لالتزامات أشد في مجال حقوق الإنسان
في وقت سابق من هذا الشهر، أضافت العفو الدولية أن الفيفا يجب أن تطلب “استراتيجيات وأكثر مصداقية والتزامات ملزمة لمنع انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بكأس العالم 2030”.
وشددت الهيئة على أن “المغرب والبرتغال وإسبانيا لم يشرحوا بشكل كافٍ كيف سيتم حماية اللاعبين والمشجعين من الإساءة التمييزية”.
المواضيع ذات الصلة
- كرة القدم
المزيد حول هذه القصة
-
استمع إلى أحدث بودكاست يومي حول كرة القدم
-
احصل على أخبار كرة القدم مباشرة على هاتفك
-
نُشر
6 يونيو
-