المياسة آل ثاني: متاحف قطر تعزز الهوية الوطنية والعربية والإسلامية
وأشارت الشيخة المياسة إلى أنها كانت تأمل بأن تصبح وزيرة خارجية بلدها بسبب شغفها بالدبلوماسية قبل أن تتولى إدارة المتاحف والثقافة في قطر.
فيما يتعلق بعلاقتها مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أفادت أنها تعتبره شقيقها وصديقها، حيث يفصل بينهما عامين فقط. كما أضافت أن البعض يعتقد أن بينهما تشابهًا كبيرًا في الشكل والشخصية، مضيفة أنها كانت تعشق ممارسة لعبة التنس على غرار أخيها.
وفي سياق آخر، قالت أن الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كان أكبر داعم لها، حيث كان يقدم لها النصائح بشأن قراراتها المهمة، مشجعا إياها على التعلم والنظر إلى المستقبل.
وفيما يتعلق بتعليمها، ذكرت أن والدها دعمها في دراستها في جامعة ديوك الأميركية، مشيرة إلى أنها كانت أول فرد في عائلتها يسافر إلى الولايات المتحدة للدراسة، في حين ذهب أشقاؤها إلى أوروبا.
من ناحية أخرى، أفادت الشيخة المياسة أنها تعلمت الصبر والإصرار من والدتها، الشيخة موزا بنت ناصر المسند، التي قامت بأنشطة عديدة لتعزيز قضايا المجتمع، بما في ذلك حقوق المرأة والتعليم في قطر.
نشأة المياسة
وكشفت الشيخة المياسة أن والدها هو الذي اختار اسمها بعد قراءته لقصة “المياسة والمقداد”، حيث كانت شخصيتها في القصة فارسة مشهورة ترفض الزواج إلا من ابن عمها.
وأشارت أنه ليس لديها يقين مما إذا كانت أول فتاة تحمل هذا الاسم في قطر، مضيفة أنها عاشت طفولة طبيعية.
وتحدثت عن شخصية والدها، إذ كان يتعامل مع أبنائه بتواضع بعيدًا عن البروتوكولات، وكشفت أنها لم تكن تعلم في طفولتها أنه كان ولياً للعهد.
وفي تحديد حياتها الدراسية، تطرقت إلى موقف مرّت به عندما اختارها معلموها كطالبة مثالية، لكن المدير رفض ذلك لاعتبارات معينة وأراد منها أن تقبل بالعمل كبديلة، وهو ما رفضته بشدة.
وأكدت الشيخة المياسة أنها لم تشعر أبدًا بالظلم، بل كان زملاؤها يمازحونها عندما تحقق درجات عالية في الامتحانات، مشيرة إلى أن تلك الامتحانات كانت تأتي من الخارج.
ونوهت عن حبها للدراسة واجتهادها، إلى درجة أنها كانت تحل واجبات أشقائها الذين كانوا يفضلون اللعب.
انخراطها بالعمل
[يتبع في المقال لاحقًا]
شيخة المياسة: مسيرة ثقافية متميزة في قطر
في حوار موسع، تحدثت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني عن مسيرتها المهنية التي بدأت بعد تخرجها عام 2005، حيث انضمت مباشرة إلى مكتب الأمير الوالد، ثم تولت مسؤولية افتتاح المتحف الإسلامي قبل دورة الألعاب الآسيوية عام 2006.
تركيز على التنمية البشرية
وأشارت الشيخة المياسة إلى أن والدها كان حريصاً على أن ترتكز مشاريع المتاحف على التنمية البشرية، معلنةً عن خطة تمتد لـ25 عاماً تتماشى مع رؤية قطر 2030. يتركز العمل في هذه الخطة على تعزيز الهوية القطرية والعربية والإسلامية، حيث تم افتتاح عدد من المتاحف مثل المتحف الإسلامي والعربي والوطني، بالإضافة إلى المتاحف الرياضية ومتحف للأطفال.
وأفصحت الشيخة المياسة أنها تعمل على مشاريع جديدة تشمل متحف لوسيل ومتحف للسيارات، كما سيتم تحويل مطاحن قطر إلى متحف جديد. وأكدت أن عدد المتاحف في قطر والذي يصل إلى 8, يعتبر قليلاً نسبياً مقارنةً بحجم البلاد، مضيفةً أنه توجد 4 متاحف أخرى قيد الإنشاء.
مبادرات ثقافية ملهمة
تطرقت الشيخة المياسة إلى مبادرة الأعوام الثقافية التي انطلقت بعد فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، مشيرةً إلى أهمية التعريف بالسياحة والثقافة القطرية. أكدت أن المبادرة كانت ناجحة وساهمت في تعزيز التعاون الثقافي بين قطر والدول المشاركة في كأس العالم.
وقالت إن المبادرات لا تقتصر على الفنون فقط، بل تشمل مجالات التعليم والصحة والتجارة، معبرة عن فخرها بمشاركة الثقافة القطرية في المونديال بنجاح.
فنون في الحياة اليومية
ناقشت الشيخة المياسة موضوع إدخال الفن في الحياة اليومية، مشيرةً إلى تجربة “الدب الأصفر” في مطار حمد الدولي، حيث دافعت عن أهمية وجود الأعمال الفنية في الأماكن العامة. وأوضحت أن قطر لا تنظر إلى الفن كمجرد استثمار مالي بل كاستثمار في الثقافة والتعليم.
كما تطرقت إلى المواقع الأثرية بقطر مثل الزبارة وقرية عين محمد، اللتين تعكسان التراث القطري الغني.
حياة المياسة الشخصية
في النهاية، كشفت الشيخة المياسة عن جوانب من حياتها الخاصة، حيث تزوجت من الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثاني. وأكّدت على دور عائلتها في نجاحها، مشيرةً إلى أهمية تخصيص الأم للوقت لأطفالها.
تحدثت عن هواياتها المفضلة، كالبادل والسباحة والتنس، كما أعربت عن فخرها بشبكة الجزيرة الإعلامية. وأضافت أنها قامت بنشر كتاب بعنوان “سحر الثقافة” كإهداء لكل القطريين والمقيمين الذين شاركوا في إنجاح كأس العالم 2022.