أعلن آيزنكوت الذي شغل سابقًا منصب رئيس الأركان، أن بعض الوزراء في الحكومة يمارسون اختطافًا من خلال تهديدات سياسية، معتبرًا ذلك أمرًا خطيرًا يمس أمن إسرائيل، على حد تعبيره.
أضاف آيزنكوت -الذي يدعم التوصل لصفقة تبادل مع حماس وتأجيل غزو رفح- أنه سيكون شريكًا في حكومة تتخذ قرارات استنادًا إلى مصالح إسرائيل القومية وليس مصالح سياسية، وفق تعبيره.
تأتي تصريحات آيزنكوت بعد انتهاء وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من اجتماع بطلب منه مع نتنياهو بسبب المفاوضات الجارية لتحقيق صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس.
أعلن بن غفير بعد الاجتماع أنه تلقى وعدًا من نتنياهو بدخول رفح وعدم إنهاء الحرب أو تحقيق “صفقة غير شرعية”، على حد تعبيره.
وفي الوقت نفسه، دعا وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عدم رفع ما وصفه بالعلم الأبيض أو تمكين يحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزة) من فرصة لما وصفه بإذلال إسرائيل، وفق تعبيره.
يُعارض كل من بن غفير وسموتريتش تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى مع حماس ويهددان بالانسحاب من الحكومة إذا تم ذلك.
“رهينة للمجانين”
من جانبه، أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في تعليق على اجتماع بن غفير مع نتنياهو أن دولة إسرائيل أصبحت رهينة لمن وصفهم بالمجانين غير المسؤولين.
وأضاف لبيد عبر منصة “إكس” أن بن غفير يقوم بإرسال رسائل للجميع بأن نتنياهو ضعيف ويعمل لصالحه، ويعتبر أمرًا غير منطقي أنه لم يتم طرده على الفور (يرجى الانتباه إلى أن المقصود هنا هو بن غفير).
تتهم المعارضة وأعضاء مجلس الحرب نتنياهو (74 سنة) بالفشل في تحقيق أهداف الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع.
ومع ذلك، يتمسك نتنياهو بمنصبه ويستبعد الاستقالة وعقد انتخابات مبكرة، مُدعيًا أن ذلك قد يؤدي إلى تجميد المؤسسة الحكومية وتعليق مفاوضات تبادل الأسرى لفترة تصل إلى 8 أشهر.
وقال لبيد: وزيرٌ له سجل جنائي (يُشار إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير) يقف في مكتب رئيس الوزراء ويهدد بالعواقب في حال عدم تنفيذ مطالبه.
وكرر بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، تهديده بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال عدم الالتزام بشروطه.
امتنعت الآمال بشكل كبير عن التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، نظرًا للخلافات العميقة في مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين.
تصر حماس على ضرورة وقف الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، عودة النازحين إلى منازلهم، وتوفير كميات كافية من المساعدات الإنسانية في أي اتفاق مع تل أبيب.
بالمقابل، يصر نتنياهو ووزراء في حكومته، تحت قيادة بن غفير، على اقتحام رفح، على الرغم من التحذيرات الدولية من عواقب كارثية، في ظل وجود حوالي 1.4 مليون نازح فيها.
خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، منهم الأغلبية أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل.
تواصل إسرائيل هذه الحرب على الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال على الفور، ومواجهتها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.