انخفاض صادرات العسل في اليمن
أفادت دراسة دولية حديثة أن إنتاج وتصدير العسل في اليمن شهد انخفاضًا كبيرًا بلغ 50 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية. وقد أرجعت الدراسة هذا التراجع إلى تغيرات المناخ، وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تأثيرات الحرب التي أشعلها الحوثيون.
وأجريت الدراسة لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث أظهرت أن عدد مستعمرات النحل تراجع بنسبة 10-15 في المئة في المناطق ذات المناخ الحار. كما يشير الصراع المستمر إلى انخفاض إنتاج وصادرات العسل بأكثر من 50 بالمئة، مما أثر سلبًا على قدرة سكان البلاد على التكيف مع ظروف الحياة الصعبة.
تأثير تغير المناخ على تربية النحل
كشفت الدراسة أن تربية النحل ليست فقط مهمة للأمن الغذائي في اليمن، بل تعتبر أيضًا مصدر رزق لحوالي 100 ألف أسرة. وأكدت أن تأثيرات تغير المناخ تتسبب في زيادة الضغط الحراري وتقليل إنتاجية العسل.
وأشارت إلى أن عدم انتظام هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يؤثران سلبًا على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى صعوبة البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار. هذه التغيرات أدت إلى تدهور إنتاج العسل، خاصة في المناطق الحارة، ووضعت ضغوطًا كبيرة على سبل عيش مربي النحل.
الأزمات الإنسانية والاقتصادية
في ظل تفاقم الأزمات الإنسانية في اليمن، يعتمد 70 في المئة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المئة تحت خط الفقر. وكشفت الدراسة أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في اليمن بين 1.2 و3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، مع زيادة ملحوظة في درجات الحرارة القصوى.
واستنتج معدّو الدراسة أن اليمن سيواجه أحداثًا جوية أكثر عنفًا مثل الفيضانات والجفاف. وقد ساهمت الظروف الحالية في زيادة ندرة المياه، مما يعتبر التحدي الأكبر لمربي النحل.
دعم مربي النحل من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر
استجابة لهذه التحديات، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن اتخاذ خطوات لتوسيع سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين ولتخفيف آثار الصراع منذ عام 2021، بما في ذلك مشروع لتربية النحل.
يهدف البرنامج إلى دمج أنشطة التأقلم مع تغير المناخ، ويشمل توفير معلومات لمربي النحل حول تأثيرات تغير المناخ وكيفية التكيف معها، مثل حماية خلايا النحل من أشعة الشمس.
ولتعزيز القدرة على مواجهة الآثار الناتجة عن التغير المناخي، تنفذ اللجنة أيضًا برنامجًا لتحسين شبكة مشاتل أعمال التشجير، إذ تهدف إلى إنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير الغذاء للنحل على مدار العام.