نيويورك تايمز: إدارة ترامب تتبنى الوحدة مع تباين في الأفكار والآراء
25/11/2024
تظهر ملامح الإدارة الأمريكية القادمة وحدة فريدة تحت شعار “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” ولاءً قوياً للرئيس المنتخب دونالد ترامب. لكن دراسة متأنية للكواليس تكشف عن تنوع لافت في الخبرات والآراء ذات الصلة، والتي قد تختلف في بعض جوانبها مع وجهة نظر ترامب، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
يرى التقرير أن هذا التنوع الفكري يمكن أن يكون إيجابياً، حيث يسهم التعدد في الآراء في مناقشات بناءة تفضي إلى سياسات فعالة، إلا أن هذا الاختلاف قد يؤدي كذلك إلى نزاعات داخلية، ولا يزال غير واضح أي الاتجاهين ستسلكه الإدارة الجديدة.
تيارات وفرق في الإدارة الجديدة
في سياق حديثه، ذكر مراسل الصحيفة ديفيد سانغر، الذي غطى حكم خمسة رؤساء على مدى أربعة عقود، أن أعضاء الحكومة المرتقبة يمكن تقسيمهم إلى ثلاث فرق متباينة الاختصاصات.
الأولى هي فريق “الانتقام”، الذي يهدف إلى تفكيك وزارة العدل ووكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع، والسعي وراء ما يُعرف بـ “الدولة العميقة” وكل من شارك في ملاحقة ترامب قانونياً.
الثانية هي فريق “إدارة الأسواق”، والذي سيعمل على ضمان نجاح سياسات ترامب المالية، خاصة فرض الرسوم الجمركية العالية على السلع الصينية، حيث سيقود هذا الفريق الملياردير سكوت بيسنت، المرشح لمنصب وزير الخزانة.
أما الفريق الثالث، المكون من أغنى رجل في العالم إيلون ماسك والمرشح السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري فيفيك راماسوامي، فسيسعى لخفض إنفاق الحكومة بما لا يقل عن تريليوني دولار من الميزانية الفيدرالية، وهو ما يتجاوز تكلفة رواتب جميع الموظفين الفيدراليين سنوياً.
مزيج من الأيديولوجيات
وأشار الكاتب إلى وجود شخصيات واضحة تمثل التباينات في الإدارة المقبلة، مثل المرشحة لمنصب وزيرة العمل لوري شافيز ريمر، التي تدعم حقوق العمال والنقابات، وهو موقف غير تقليدي في الحزب الجمهوري.
كما استشهد بوجود مايكل والتز، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، الذي كان يدعم أوكرانيا سابقاً، ولكنه غيّر موقفه تحت ضغط الأجندة الجمهورية الجديدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سريعاً، الأمر الذي يعكس الفجوة بين الآراء الشخصية والاتجاه الحكومي السائد.
يركز التقرير أيضاً على أن هناك شخصيات في إدارة ترامب تمتلك خبرات دبلوماسية متوسعة ورؤية معمقة للسياسة الخارجية، تناقض بصورة ملحوظة الخطاب العام المبسط لترامب بشأن قضايا معقدة، مما يتوقع معه أن يكون مستشاروه، مثل المرشح لمنصب نائب مستشار الأمن القومي أليكس وونغ، أكثر اتزاناً وعمقاً.