شهدت مدينة تونجلي شرقي تركيا صدامات عنيفة بين الشرطة ومحتجين، عقب قرار السلطات عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من المعارضة، بسبب اتهامهما بالإرهاب، وتعيين وصيَّين بدلاً منهما.
قرار العزل والمحاكمات
أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إيقاف رئيس بلدية تونجلي، جودت كوناك، ورئيس بلدية أوفاجيك، مصطفى صاريغول، وكلاهما أُدين بالحبس لفترة تتراوح بين 6 سنوات و3 أشهر، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، هي حزب العمال الكردستاني. وجاء القرار في إطار حملة أمنية مشددة تستهدف رؤساء البلديات المعارضين.
وفي أعقاب هذا القرار، حظر واليا تونجلي وإلازيع التجمعات العامة والأحداث السياسية في المدن لمدة 10 و7 أيام على التوالي.
تعيين الأوصياء والإدانة الواسعة
التغيير الجديد في سياسة العزل امتد ليشمل أيضاً رؤساء البلديات من حزب الشعب الجمهوري، بعد اتهامات للرئيس رجب طيب إردوغان بالحزب بالتحالف مع “الإرهابيين”. ومع عزل كوناك وصاريغول، ارتفع عدد البلديات التي تم تعيين وصيَّين عليها منذ الانتخابات المحلية في مارس إلى 7 بلديات.
هذا الاتجاه في العزل أثار احتجاجات ونداءات من منظمات حقوق الإنسان، حيث تجمع المحتجون حول مقر بلدية تونجلي احتجاجاً على الأوضاع، مما أدى إلى صدامات مع قوات الأمن.
رغم الحظر، الأحزاب المعارضة تواصل التصعيد
رداً على هذا القرار، قررت الأحزاب المعارضة تحدي الحظر وقدمت سياسات خاصة لدعم ترشيحاتها في مواجهة الضغوط المتزايدة. وتخطط الأحزاب لعقد اجتماع لبحث كيفية التصدي لهذه الممارسات.
وأعلن أوزغور أوزال، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أن قرار العزل هو “سرقة فاضحة للإرادة الوطنية”، مشيراً إلى أنه سيجتمع برؤساء بلديات الحزب في 30 نوفمبر لمناقشة الخطوات المقبلة.
توترات في البرلمان
في الأثناء، نشب شجار بين نواب الأحزاب المعارضة ونواب حزب العدالة والتنمية خلال مناقشة ميزانية وزارة الداخلية، حيث عبر النواب عن استيائهم من التجاوزات بحق البلديات المنتخبَة.
وأشار وزير الداخلية التركي إلى أنه تم تقديم عدد من الشكاوى ضد البلديات، مؤكداً على أنه “لن تسمح الوزارة بتحويل البلديات إلى خادمة للإرهاب”.