تركيا تفتتح حديقة آثار تحت الماء لجذب عشاق الغوص
تستعد ولاية قوجه إيلي التركية، التي تطل على البحر الأسود، لافتتاح “حديقة الآثار تحت الماء”، والتي تهدف إلى عرض المعالم الأثرية والثقافية المكتشفة تحت المياه لعشاق الغوص.
وكان لفريق من خبراء الآثار الأتراك دور رئيسي في تنفيذ “أعمال التنقيب والحفريات والبحوث تحت الماء في خليج كربه”، والذي يعتبر أول جهد لحفر الآثار تحت الماء في تركيا، حيث تمكنوا من اكتشاف مجموعة متنوعة من الآثار والموجودات الثقافية.
وقد بدأت أعمال الحفر في خليج كربه منذ عام 2020، حيث تتم تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة التركية، وبالتعاون مع فريق من الأثريين المتخصصين في الأبحاث تحت الماء.
آثار من العهدين الروماني والعثماني
خلال أعمال التنقيب، اكتشف العلماء حوالي 150 قطعة أثرية تُعزى إلى الفترة الرومانية، التي تتراوح من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الثاني عشر، بالإضافة إلى آثار من العصر الروماني المتأخر والعصر العثماني.
تتضمن الاكتشافات أمفورات تعود لمناطق مثل شمال إفريقيا وجورجيا ومرمرة وكليكيا، إلى جانب قطع أثرية من العصر العثماني مثل الأواني والشمعدانات ومعدات يومية، وعدد من الأمفورات الأخرى.
ابتداءً من عام 2022، تم عرض هذه القطع في معرض مؤقت بعنوان “كربه.. ميناء البحر الأسود الصامت” ضمن متحف قوجه إيلي للآثار، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
أما القطع الأثرية الأخرى التي لا تزال تحت الماء، فقد خضعت لدراسات تمهيداً لإضافتها إلى “حديقة الآثار المغمورة” التي سيتم افتتاحها بالتعاون مع برنامج دعم التنمية الريفية التابع لوكالة تنمية شرق مرمرة التركية.
وتم بدء تركيب إطارات زجاجية وكروم مقاومة للصدأ على عمق 5 أمتار لتأمين القطع الأثرية وضمان وضوح الرؤية للغواصين.
عند الانتهاء من العمل، سيتمكن عشاق الغوص من مشاهدة القطع الأثرية الشهيرة مثل الأمفورات والشمعدانات بوضوح.
مشاهدة التراث الثقافي تحت الماء
وأشار كدوك إلى أن عمليات “الحفر والبحث تحت الماء” بدأت في خليج كربه عام 2020، حيث أجروا رحلات غوص لأكثر من 60 موقعًا قبالة سواحل منطقة “قندیرا” في قوجه إيلي.
وحدد الخبراء موقع خليج كربه كوجهة مناسبة لأعمال التنقيب، بسبب ما تم العثور عليه من آثار وموجودات خلال الحفريات الأولية.
وتجدر الإشارة إلى أن الحفاظ على القطع الأثرية المستخرجة من المياه هو عملية معقدة، خاصة عندما يتعلق الأمر ببقايا التجارات القديمة مثل الأمفورات والفخار.
ويتم عرض هذه القطع الأثرية منذ عام 2022 في معرض مؤقت يحمل اسم “كربه.. ميناء البحر الأسود الصامت” في متحف قوجه إيلي للآثار.
وقد عملت وكالة تنمية شرق مرمرة، بالتعاون مع مديريات الثقافة والسياحة المحلية وبلدية قندیرا، على مشروع “حديقة الآثار المغمورة”، استجابةً لتشجيع السياحة وإتاحة الفرصة لعشاق الغوص لاستكشاف النقاط الغنية بالآثار والموجودات تحت الماء، مع إعداد حزمة سياحية تشمل زيارة المعالم التاريخية والثقافية الأخرى في المنطقة.
تم تطبيق طريقة التقنيات الخاصة لرفع القطع الأثرية الموجودة على عمق 45 سنتيمتراً تحت الرمال، مع العثور على نحو 150 قطعة أثرية مكتملة أو شبه مكتملة، مع العديد من القطع المكسورة التي تقدم معلومات هامة عن التجارة والنقل البحري في العصور القديمة.
فرصة لعشاق الغوص
وأضاف المسؤول التركي أن من بين الاكتشافات قتافات كبيرة الحجم يُعتقد أنها تعود لشمال إفريقيا، بالإضافة إلى شمعدانات وأوانٍ مزخرفة من عصور مختلفة.
أوضح كدوك أن السفن القديمة كانت تتوقف عند ميناء كربه لتلبية احتياجاتها، قبل أن تواصل رحلاتها إلى موانئ البحر الأسود الأخرى مثل هرقلية بونتيكا وسينوب.
كان ميناء كربه ذا أهمية كبيرة كمحطة للراحة والتزود بالوقود على البحر الأسود.
واختتم بأن “حديقة الآثار المغمورة” ستفتح أبوابها بعد الانتهاء من جميع التجهيزات اللازمة، وستكون فرصة لعشاق الغوص للتعرف على الحياة البحرية والتراث الثقافي الثري تحت الماء في البحر الأسود.
كما تم تعزيز المنطقة بإعلانها محمية في عام 2022، مما ساهم في زيادة وتنوع أعداد الأسماك في خليج كربه.
رابط المصدر