تزييف التنوير: كشف الحقائق والمخاطر

Photo of author

By العربية الآن


تزوير التنوير!

midan - تنوير 1
ازدهر الفكر التنويري ليس فقط كحركة فلسفية بل كفعل مجتمعي إذ شهد عصر التنوير ظهور مفكرين تحدّوا هياكل السلطة التقليدية (مواقع التواصل الاجتماعي)
تتكرر حواراتنا حول مفهوم “التنوير” في الوقت الراهن، حيث تتبنى أصوات معينة خطابات تطالب بحقوق الإنسان وتعليم الآخرين. يتطلب الأمر فحصًا دقيقًا لجذور هذا التوجه وأصوله الصحيحة.

### قضية جان كالاس: مثال صارخ
في عام 1762، أدانت محكمة في تولوز بجنوب فرنسا جان كالاس، رجل بروتستانتي في الرابعة والستين من عمره، بتهمة قتل ابنه لمنعه من اعتناق الكاثوليكية، حيث تعرض لعقوبات وحشية أدت إلى موته. وأثار هذا الحكم الضجة حتى اهتم به المفكر والفيلسوف فولتير، الذي خاض حملة لفضح الظلم الذي تعرض له كالاس.

### الحوار حول التعصب الديني
فولتير انتقد بشدة التعصب الديني، محذرًا من أن التعصب لا يمكن أن يكون حقًا، في حين أن التعذيب الذي تعرض له كالاس يمثل حالة من عدم العدالة. لقد جادل فولتير بأن التمسك بالتعاليم الدينية بطريقة متطرفة يؤدي إلى فظائع، مما يتطلب من المجتمع مواجهة هذا التعصب.

### الانحياز للإنسان
سعى فلاسفة عصر التنوير إلى إبراز دور الإنسان كمركز للبشرية. يعبر دينيس ديدرو عن هذا بالقول: “لماذا لا نجعل الإنسان محور دراساتنا؟”، مما يدل على توجه التنوير نحو الاهتمام بالقضايا الإنسانية.

### آثار التنوير على المجتمع
لقد تطورت حركة التنوير كتعبير مجتمعي بجانب كونها فلسفية، حيث قدم المفكرون مثل فولتير ومونتسكيو رؤى جديدة تستند إلى المساواة والعدالة. وقد ساعدت أفكارهم في تشكيل القيم التي تطالب بها المجتمعات الحديثة.

### إعادة النظر في التنوير اليوم
بينما يظهر بعض المقولات حاليا في أوساط “التنويريين” اليوم تدعو إلى حرية الفرد، إلا أنها ليست معبرة عن الروح الحقيقية للتنوير. هناك مؤشرات على انحراف الخطاب عن القيم الأصيلة التي دعت إلى حرية الإنسان ومقاومة الانظمه القمعية.

#### الحاجة إلى أصالة التنوير
يبدو من الواضح أننا بحاجة إلى التنوير بمعانيه الأصلية، لا المزورة. مما يتطلب مواجهة صريحة للتحريفات التي تتبناها بعض الآراء المعاصرة. يجب أن نبني حركة مجتمعية تركز على المساواة، العدالة، وحقوق الإنسان، مع تفكيك التوجهات الاستبدادية في الدين والسياسة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.