تجدد القتال في العاصمة السودانية مع تفشي وباء الكوليرا
القصف الجوي والهجمات بالطائرات بدون طيار
عادت معارك جديدة لتضرب العاصمة السودانية الخرطوم يوم الخميس، حيث شهدت المنطقة غارات جوية وهجمات بالطائرات بدون طيار، في وقت تفاقم فيه تفشي وباء الكوليرا، وفقاً لتصريحات المسؤولين.
أطلق الجيش السوداني عملية في الساعات الأولى من صباح الخميس، بهدف السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، العدو الرئيسي. وذكرت وسائل الإعلام السودانية زيادة التحركات العسكرية والغارات الجوية في مناطق الخرطوم وأم درمان، حيث كانت هذه الغارات هي الأكثر كثافة في المدينة خلال أشهر.
تصريحات المتحدث العسكري
أكد متحدث عسكري أن العملية جارية، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. وتتزامن هذه التصعيدات مع توقع أن يتحدث قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس.
أرقام الضحايا بسبب النزاع
من جانبها، أفادت جيريمي لورانس، متحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، في بيان لوكالة الأسوشيتد برس يوم الخميس بأن ما لا يقل عن 78 مدنياً قد قُتلوا نتيجة قصف المدفعية والغارات الجوية منذ بداية سبتمبر في منطقة الخرطوم. وأعربت عن قلقها العاجل بشأن رفاه المدنيين والزيادة المحتملة في التهجير وأضرار للبنية التحتية المدنية.
تأزم الوضع الأمني في الفاشر
في الوقت نفسه، تعتبر مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من أكثر المناطق تأثراً بالقتال منذ شهور، إذ تحاصر قوات الدعم السريع المدينة منذ مايو. يوم الخميس، صرح فولكر تورك، رئيس حقوق الإنسان بالمنظمة الدولية، أن قصف مدفعي على سوق داخل المدينة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً في 20 و21 سبتمبر.
تفشي الكوليرا وزيادة عدد الضحايا
وفي سياق متصل، ارتفعت حصيلة الوفيات بسبب تفشي الكوليرا في السودان بنحو 100 حالة، أي ما يقارب 20% خلال يومين فقط، مما يعد علامة مقلقة على سرعة انتشار المرض. وأفادت وزارة الصحة السودانية بأن 473 شخصاً قد لقوا حتفهم بسبب الكوليرا منذ بدء موسم الأمطار قبل شهرين.
وأشارت الوزارة في تحديث يوم الأربعاء على فيسبوك إلى وجود 14,944 حالة كوليرا عبر 10 ولايات، مع تسجيل 386 حالة جديدة. وأكدت تقارير وفاة ستة أشخاص يوم الثلاثاء فقط في ست ولايات مختلفة.
حملات التطعيم ضد الكوليرا
تم الإبلاغ عن معظم حالات الكوليرا في ولاية كسلا، حيث تتعاون اليونيسف مع الوزارة ومنظمة الصحة العالمية لتنفيذ جولة ثانية من حملة التطعيم الفموية ضد الكوليرا التي بدأت الأسبوع الماضي. وقد قامت اليونيسف بتسليم 404,000 جرعة من اللقاح إلى السودان في 9 سبتمبر. ومن المتوقع أن تنطلق المزيد من حملات التطعيم في ولايات أخرى متضررة.
وتم إعلان تفشي الكوليرا رسمياً من قبل وزارة الصحة في 12 أغسطس بعد تسجيل موجة جديدة من الحالات بدءًا من 22 يوليو. المرض ينتشر في مناطق تضررت بشدة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، خاصة في شرق السودان حيث يتواجد ملايين الأشخاص المهجرين جراء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
المخاطر الصحية للأطفال
الكوليرا هو مرض شديد العدوى يؤدي إلى الإسهال، مما يسبب الجفاف الشديد وقد يكون مميتًا إذا لم يتم علاجه على الفور. وهو ينتقل عبر تناول الطعام أو الماء الملوث. وحسب الوزارة، تأثرت أكثر من 900 منطقة في 11 ولاية بين يونيو و24 سبتمبر، وكانت الولاية الشمالية الأكثر تضرراً.
وأشارت اليونيسف في بيان لها الأسبوع الماضي إلى أن حوالي 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر كبير بسبب الأوبئة. الحرب في السودان خلقت بيئات غير مناسبة لانتشار الأمراض، مما أثر على ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي والنزوح. وقد أدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت في أبريل من العام 2023 إلى هذا النزاع الشديد.
وتعاون مراسل وكالة الأسوشيتد برس في جنيف، جيمي كيتن، في إعداد هذا التقرير.