الثقافة العربية في عام 2024
مرت الثقافة العربية بطابع قاسٍ خلال العام الماضي، تطورت فيه الأحداث بشكل مفاجئ ودراماتيكي، مما أدى إلى تصاعد الأوضاع خصوصاً مع الحرب العنيفة التي تشنها إسرائيل على غزة وتأثيراتها في لبنان. وسط مشاهد الدمار والخراب، تسلط “الشرق الأوسط” الضوء على أبرز القراءات الأدبية للمثقفين العرب في عام 2024.
أهمية الرواية في لبنان
في لبنان، تصدرت الرواية اهتمام الكتاب والمثقفين، حيث رأوا فيها تعبيراً عن الشغف بالحياة والذكريات. ورغم تأثير العدوان الإسرائيلي على البلاد، تحولت القراءة إلى فعل مقاومة وزاد معرفي فريد.
إيمان حميدان: “كأن فعل القراءة يغدو مستحيلاً”
تتحدث الروائية إيمان حميدان عن الصعوبات التي واجهتها في القراءة بسبب الأجواء المحيطة بها. تشعر بالغربة حيال سؤال “ماذا قرأت؟”، حيث أصبح التركيز خلال هذه الفترة أمراً معقداً. على الرغم من ذلك، توصلت للقراءة من جديد في كتابها “فجر في غزة”، الذي يعد توثيقاً لما يعيشه الفلسطينيون من قصص أمل وسط الدمار.
حميدان تتذكر لحظة مروعة عند علمها بموت إحدى المشاركات في الكتاب، مما زاد من تأملاتها حول قيمة الحياة والأسئلة التي تؤرقها.
ماري طوق: “روايات تعكس الجوع العتيق”
لفتت انتباها الكاتبة ماري طوق روايتين تسلطان الضوء على المواضيع اللبنانية. الرواية الأولى “أغنيات للعتمة” لإيمان حميدان، والتي تتناول حيوات نساء عائلة الدالي من خلال منظور تاريخ لبنان وأزماته. أما الثانية “قصر موّال” لدومينيك إده، فتقدم قصة إنسانية تمزج بين الحب والمكان.
تعبّر طوق عن إعجابها بجودة الروايات وكيف توفر تجارب إنسانية فريدة، وتعرج على تجربتها في قراءة رواية فرنسية حديثة.
صهيب أيوب: “تطلعات للأدب المترجم”
أبدى الروائي صهيب أيوب تقديره للعديد من الأعمال الأدبية التي طالعها، وخاصة رواية “هند أو أجمل امرأة في العالم” لهدى بركات، التي وُصفت بأنها تحمل عمقاً عدة طبقات من السرد. يرى أيوب أن مثل هذه الأعمال بحاجة إلى أن تُترجم إلى العربية لتصل إلى جمهور كبير وتثري الثقافة الأدبية المحلية.
ختام
تأثرت المشهد الثقافي في لبنان بتحديات عدة، ومع ذلك يظل الروائيون والمثقفون يمسكون بخيوط الأمل عبر الأدب، متطلعين إلى مستقبل يُذكر في ربوع الثقافة العربية.# استعراض الروايات والكتب: رحلة أدبية لمثقفي لبنان
نصوص متعددة وفضاءات غنية
خطة القراءة الأخيرة فتحت لي عوالم جديدة، حيث تنقلت بين مدن وشوارع وروائح، مما أعطى التجربة الأدبية عمقًا وثراءً. تطلبت إحدى الروايات قراءة ثانية للتعمق في الشخصية المعقدة التي تحتوي عليها.
مطالعة في الأديب اللبناني حسن داوود
لقد قرأت رواية “روض الحياة المحزون” للكاتب اللبناني حسن داوود، وأوصي جميع القراء بالعودة إليها نظرًا لباطنيتها، إذ تتطلب قراءة بطيئة للتفاعل مع أسلوب الكاتب.
قراءة هيثم الورداني وديوان فادي العبد الله
اليوم، أود أن أذكر أيضًا كتاب هيثم الورداني “بنات آوى والحروف المفقودة”، الذي يقدم إعادة ذكية للأدب العربي القديم عبر أسلوب تأملي يُظهر العلاقة مع كتاب “كليلة ودمنة”. كما قرأت ديوان الشاعر اللبناني فادي العبد الله “البياض الباقي” الصادر عن “دار الجديد”، وهو عمل شعري رقيق بلغة قوية يمزج بين الشعر القديم والإحساس العميق.
التجربة الأدبية بلغات متعددة
في الأدب الفرنسي، من بين الأعمال التي نالت إعجابي رواية ساندرين كوليت “مادلين قبل الفجر”، وأتمنى لها ترجمة إلى العربية. كما قرأت ديوان الشاعرة نينار اسبر “mes instantanés, beyrouth- paris 1990 -2021″، وهو مجموعة قصائد تتناول مشاعر المنفى والتاريخ الشخصي للكاتبة في ربوع بيروت وباريس.
رؤية سليمان بختي حول الأمكنة والسقوط الأخلاقي
قراءة رواية “الأشجار تمشي في الإسكندرية” لعلاء الأسواني كانت تجربة غنية، حيث تأخذنا إلى اسكندرية جمال عبد الناصر وتقدم صورة دقيقة عن الصراعات الاجتماعية والسياسية. أما رواية “أطلال رأس بيروت” لمحمد الحجيري فتناقش علاقة المثقفين بالأماكن والذكريات التي تتركها.
أسرتني أيضًا رواية “قناع بلون السماء” للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، التي تجسد محاولات إعادة كتابة التاريخ الفلسطيني عبر السرد والأسطورة.
الأدب العالمي: من فوسيه إلى هاندكه
لا تفوتني أيضًا المسرحيات الجديدة من الفائزين بجائزة نوبل، مثل “أنا الريح/الأيام تذهب” ليون فوسيه، و”outrage au public” لبيتر هاندكه، التي تقدم رؤى جديدة لنصوص مسرحية تركت أثرًا كبيرًا في الأدب الحديث.
تحليل د. غسان الخازن عن الصهيونية
في سياق مختلف، قرأت عمل الدكتور غسان الخازن “رؤية يوسف الخازن للدولة اليهودية: دراسة تحليلية”، الذي يتناول كتيب الشيخ يوسف الخازن الذي صدر في 1919. يُعتبر هذا الكتيب من البدايات المهمة في الأدبيات اللبنانية حول الصهيونية، حيث يفضح فيه المؤلف المزاعم الصهيونية بأسلوب لطيف وساخر.
قراءة الفلسفة الرواقية
كما استمتعت بكتاب د. إدمون ملحم، “الفلسفة الرواقية من زينون إلى سعادة”، والذي يعمق في فهم الفلسفة الرواقية وأثرها على الهوية اللبنانية.
استكشاف التاريخ العربي عبر جواد علي
وأخيرًا، عدت لقراءة جواد علي وكتابه “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” الذي يغطي تلك الفترة المهمة في التاريخ العربي ويُعد مرجعًا حيويًا لفهم السياق الاجتماعي والسياسي آنذاك.
بينما أوصي أيضًا بكتاب “إحكي جالس” لرمزي علم الدين، والذي يسرد تجاربه الشخصية بطريقة جذابة ومبسطة.
أما رواية حسن داوود “نساء وفواكه وآراء” فهي من بين الأعمال الموصى بها أيضًا والتي تعكس عمق الكتابات الأدبية المكونة لمنظومة الثقافة اللبنانية المعاصرة.### البدايات في كلية التربية
تحكي شخصية “أنطوان” عن تجربته في كلية التربية في “الجامعة اللبنانية” خلال أواخر الستينات. السرد يتميز بأسلوب ممتع وسلس، كما يمتاز بقربه من القلوب، ليصور لنا مرحلة زمنية جميلة.
صراع الشخصيات وتغير المصائر
يدور الحديث حول شخصية محورية تعاني من التردد في قضايا الحب والسياسة والاجتماع. أغلب الشخصيات في الرواية تنحدر من أصول ريفية، حيث انتقلوا من قراهم إلى المدينة ليواجهوا عالمًا جديدًا وقيمًا مختلفة. تأتي الحرب لتفصل بينهم، ومع ذلك تشترك مصائرهم في معاناة شديدة.
رواية “لا طريق إلى الجنة”
قرأت أيضًا رواية أخرى للكاتب القادم من الجنوب، المثقف والمتواضع، بعنوان “لا طريق إلى الجنة”. هذه الرواية لاقَت استحساني أكثر من سابقتها، حيث تتناول قصة شيخ دين شيعي من الجنوب يرث المشيخة عن والده، لكنه غير مقتنع بدوره الجديد في القرية. يعيش صراعًا عميقًا بين مبادئه الدراسية ومواقف حياته اليومية.
صراع الهوية والمشاعر
تمثل الرواية غوصًا في أعماق الشخصية الرئيسية التي فرضت عليها الأقدار دوراً لا يتناسب مع طموحاتها. يعيش الشيخ مع امرأة لا تربطه بها علاقة حب، ولا هي تبادله نفس المشاعر. وفي الوقت ذاته، يشعر بالاعجاب تجاه زوجة أخيه المتوفى، مما يزيد من عقدة الذنب لديه. تنسج الرواية حكاية عاطفية معقدة، تتصاعد مع إصابته بالسرطان ودخوله المستشفى، تاركة النهاية مفتوحة ومليئة بالتساؤلات.