### تأثير الصداقات الرقمية على الصحة النفسية
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن جودة الصداقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساهم في تقليل الشعور بالوحدة وتعزيز احترام الذات وثقة الأفراد بأنفسهم، مما يخفض من مخاطر الاكتئاب.
### النتائج العلمية والمشاركة
أعد الباحثون في جامعة أركنساس هذه الدراسة، التي نشرت في دورية “Telematics and Informatics”، حيث أظهرت أن هذه الصداقات الرقمية قد تنجح في كسر الحواجز الاجتماعية وتحفيز التفاعل الاجتماعي الحقيقي. رغم الانتقادات التي تعتبر العلاقات الافتراضية أقل عمقًا من العلاقات الواقعية، أكدت الدراسة أن الصداقات المبنية على الاهتمامات المشتركة والدعم المتبادل لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية.
قام الباحثون بمسح آراء 1500 مشارك، وتم متابعة أكثر من نصفهم لمدة ستة أسابيع. كانت الغاية من الدراسة تقييم تأثير جودة الصداقات على تقدير الذات الدائم وكذلك الشعور بالوحدة، مع التمييز بين تقدير الذات المستقر والمتحول الذي يتأثر بالمواقف.
### مشاعر الصداقة وتأثيرها
تم الطلب من المشاركين تقييم عبارات مثل “أنا شخص ذو قيمة” و”أعتقد أن لدي صفات جيدة” على مقياس من خمس نقاط، إضافة إلى استبيانات حول شعورهم بالعزلة أو الاستبعاد.
أظهرت النتائج أن الأفراد الذين شعروا بالقرب من أصدقائهم عبر الشبكات الاجتماعية شهدوا زيادة ملحوظة في احترامهم لذاتهم، مما ساهم في تقليل مستويات وحدتهم. استمر هذا التحسن بعد ستة أسابيع، وكان ذلك أكثر ظهورًا في الفئات العمرية بين 18 و39 عامًا، بينما كانت التأثيرات أقل وضوحًا لدى الأفراد الأكبر من 50 عامًا.
### الاستنتاجات والدعوات
أكد الباحثون أن الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، الموجه نحو بناء علاقات ذات جودة، يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة الاجتماعية، مما يسهم في تقليل خطر الانتحار. وشجعوا على الانضمام إلى مجموعات رقمية تهتم بمواضيع غير سياسية قائمة على الاهتمامات المشتركة، مثل دعم فريق رياضي أو ممارسة هوايات معينة، حيث يمكن أن تُساعد هذه الأنشطة في توسيع الروابط الاجتماعية وتعزيز التفاعل الواقعي.
تجدر الإشارة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة العديد من الأشخاص نظرًا لما تقدمه من وسائل تواصل فعالة وبناء علاقات اجتماعية، على الرغم من المسافات الجغرافية.