تعزيز الثقة في بيئة العمل: الإجراءات والحماية
ومع ذلك، فإن الحفاظ على توازن بين الثقة المفرطة والضعيفة يمثل تحدياً كبيراً. حيث يصف الخبراء التعامل مع هذه الثقة كالسير على حبل مشدود، وقد تؤدي أي انزلاقات بسيطة إلى تصنيف الفرد بشكل سلبي كعدواني أو متردد.
الثقة كرحلة
يشدد الخبراء على أن الثقة ليست سمة ثابتة بل يمكن تطويرها بمرور الوقت. توضح مارتينا دوهرتي، المتخصصة في علم النفس التجاري، أن الثقة تُعتبر أكثر من مجرد “حالة عاطفية أو ذهنية”، وإنما هي قدرة يمكن صقلها.
وتشبه دوهرتي الثقة بالعضلة التي تحتاج إلى استخدام مستمر لتقويتها، محذرة من أنه “إذا لم تلتزم ببناء ثقتك من خلال الممارسة، فقد تفقدها مجددًا”.
تتفق إيما دونوفان، الشريكة المؤسسة لشركة “دابر” الاستشارية، مع هذا الرأي، مشددة على أن الثقة هي رحلة مستمرة أكثر مما تكون وجهة.
تؤكد دونوفان على أهمية الاهتمام بالعلامة الشخصية، مشددة على ضرورة الاستفادة من كل تفاعل وإنجاز لتعزيز الثقة تدريجياً. وترى أن الثقة ليست شيئاً يُكتسب أو يُفقد بسهولة، بل هي نتيجة جهد مستمر.
عوامل نظامية تؤثر على الثقة
تتأثر الثقة أيضاً بالأنظمة والبيئات الخارجية. تؤكد سابينا ليو من فريق تداول الأسهم في “إل إس إي جي” على تأثير الأعراف الثقافية وأساليب التواصل على ثقة الأفراد، حيث تدير عملاء من ثقافات متنوعة. تبرز ليو أهمية تقييم التحديات وبناء القوة الذاتية لمواجهة هذه البيئات المختلفة، مما يسهم في تعزيز المساءلة وبناء الثقة مع مرور الوقت.
إيما أوكانسي، رئيسة قسم التنوع والشمول في بنك “بي إن بي باريبا” بالمملكة المتحدة، تضيف أن كونك من أقلية في مكان العمل يمكن أن يقدم تحديات فريدة للحفاظ على الثقة.
تؤكد أوكانسي على أهمية تكوين تحالفات وخلق بيئات نفسية آمنة، حيث يتم تشجيع الجميع على التعبير عن آرائهم وأفكارهم. تدعو القادة إلى تعزيز بيئات تحتفل بتنوع الآراء، مما يقوي الثقة ضمن الفرق.
التحالفات والقيادة
تلعب التحالفات دوراً مهماً في بناء الثقة في بيئة العمل. تشارك جيتنفيف دوزييه، خبيرة التكنولوجيا المالية، تجربتها في تعزيز الثقة من خلال الدفاع عن الآخرين.
توضح دوزييه “الأمر يبدأ بالدفاع عن نفسي وما هو صحيح، ثم أذهب للدفاع عن الآخرين”. تعتقد أن تعزيز معايير الأمان النفسي يجعل الناس أكثر راحة في التعبير والمشاركة.
علي المديرين أيضاً أن يتحملوا مسؤولية دعم ثقة موظفيهم؛ إذ يشير كالوم أكهورست ريان، مهندس الجودة في “آرت لوجيك”، إلى ضرورة تجنب المدراء لعقلية “لقد نجحت بنفسي، لماذا لا تفعل أنت؟”.
بدلاً من ذلك، يجب عليهم الاعتراف بالتحديات التي تواجهها الأقليات والعمل بنشاط على دعمهم، مما يساعد في خلق ثقافة شاملة وثقة في فرقهم.
بناء ثقافة الثقة
في الختام، تتحمل الشركات مسؤولية خلق بيئات تدعم وتمكن موظفيها. الثقة أمر ضروري للنجاح المهني، ومن الواجب على الأفراد والمؤسسات العمل على تنميتها.
كما يشير تقرير فوربس، يمكن تطوير الثقة من خلال الممارسة المستمرة، والتوجيه القوي، وثقافات العمل التي تدعم التنوع وتشجع التواصل المفتوح.
من خلال إدراك أهمية الثقة والعمل بنشاط على بنائها، يمكن لكل من الموظفين ورؤساء العمل خلق بيئة عمل أكثر إنتاجية ونجاحاً.
رابط المصدر