تقاليد كعكة الزفاف.. من رمز للخصوبة إلى فوضى تلطيخ وجه العروس؟
13/12/2024
–
|
آخر تحديث: 13/12/202410:50 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تُشكل حفلات الزفاف جزءاً كبيراً من التقاليد الثقافية التي تعكس التاريخ والعادات المجتمعية بدءًا من تفاصيل الموقع وحتى أسلوب الاحتفال.
مؤخراً، تم إدخال تقليد جديد يسمى “تحطيم الكعكة”، حيث يقوم العروسان بالتبادل اللطيف أثناء تقطيع الكعكة، وأحيانًا يؤدي ذلك إلى تلطيخ وجه العروس بالكعكة على يد العريس.
ظهرت العديد من مقاطع الفيديو على منصة “تيك توك” تحت وسم #weddingcakesmash، حيث حققت ملايين المشاهدات. بينما يعتبر البعض أن هذا التقليد يظهر بشكل ممتع في الحفلات، يرى آخرون أنه غير ملائم وغير مناسب للمناسبة.
تاريخ كعكة الزفاف
يمكن إرجاع تاريخ كعكة الزفاف إلى العصور القديمة، حيث كان يتم كسر رغيف من الخبز فوق رأس العروس في روما القديمة كرمز للخصوبة والازدهار.
مع قدوم القرن التاسع عشر في إنجلترا الفيكتورية، أصبحت كعكات الزفاف أكثر فخامة بفضل تطور تقنيات الخَبز واستخدام السكر الأبيض، مما جعل الكعكات البيضاء تمثل النقاء والرفاهية. كما تطورت العادة لتشمل كعكات متعددة الطبقات.
وفي العصر الحديث، تُعتبر كعكة الزفاف تعبيراً عن الذوق الشخصي للعروسين، وغالبًا ما تكون مصممة بأشكال وديكورات تعكس أسلوبهما.
من أين جاء تقليد تلطيخ كعكة الزفاف؟
في الماضي، لم يكن تقليد تحطيم كعكة الزفاف يتضمن تلطيخ وجه العروس. فوفقًا لما ذكرته “الغارديان”، كان يتم تفتيت كعك الشعير في حفلات الزفاف الرومانية كرمز للخصوبة.
أما في العصور الوسطى، كانت عادة تبادل إطعام الكعكة بين الزوجين ترمز إلى الاتحاد والترابط، وهو تقليد استمر لسنوات طويلة.
ومع تطور الزمن، ظهرت ممارسات جديدة مثل تلطيخ الوجه بالكعكة، مما أثار جدلاً بين المختصين حول مدى قبول هذه العادة. في حين اعتبرها آخرون وسيلة لإضفاء المرح على الحفل، انتقدها البعض لما يمكن أن تسببه من فوضى وحدوث مشاكل بين الزوجين.
بهجة أم فوضى؟
يتبنى البعض تقليد تحطيم كعكة الزفاف كوسيلة ممتعة للاحتفال بارتباط العروسين. ترى خبيرة الطعام راشيل سويت أن هذه اللحظة تشهد الكثير من الضحك والسعادة، مما يضيف لمسة شخصية للمناسبة، فهي تعكس الجانب المرح للزوجين بعيدا عن الرسمية.
سويت تشير إلى ميزة أخرى لهذا التقليد، وهي أنه يتيح فرصة لالتقاط صور تذكارية استثنائية. فعندما يتم تحطيم الكعكة بأسلوب لطيف، تتشكل مشاهد عفوية تضيف قيمة عاطفية للذكريات التي يحتفظ بها العروسان وضيوفهم، مما يجعلها من أبرز اللحظات التي يتذكرها الجميع بعد الحفل.
سلبيات تقليد تحطيم الكعكة
على الرغم من المتعة التي قد يجلبها تقليد تحطيم كعكة الزفاف، إلا أن لديه عدة سلبيات قد تجعله خياراً غير مناسب للكثير من الأزواج.
أولاً، الفوضى غير المرغوبة. تشير خبيرة الكعك هيذر آن ليفات إلى أن هذا التقليد قد يؤدي إلى فوضى غير مريحة، خاصة إذا لم يكن هناك اتفاق مسبق بين الزوجين. كما يمكن أن يتسبب في إتلاف الكعكة، مما يمثل تبذيراً لمكون حفل الزفاف.
ثانياً، قد يفقد الشعر والمكياج جودتهما. لورين ديكنز، منظمة حفلات الزفاف، تقول إن العرائس يستثمرن كثيراً في يوم الزفاف، وتحطيم الكعكة يمكن أن يدمّر كل ذلك العمل الاحترافي. كما أن الأضرار يمكن أن تلحق بفستان الزفاف الذي يكون مكلفاً، مما يستدعي التنظيف المهني أو حتى يتسبب في تضرره بشكل دائم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعتبر بعض الضيوف، خاصة الأكبر سناً أو من خلفيات ثقافية مختلفة، أن هذا التصرف غير لائق. كما يمكن أن يشكل خطراً صحياً، حيث يمكن أن يتسبب دخول الكريم أو قطع الكعكة في العيون أو الأنف في مضاعفات.
ورغم أن تقطيع الكعكة يعتبر من أهم اللحظات في حفلات الزفاف، فقد ينتج عنه صور ومواقف غير مرغوبة إذا لم يكن الطرفان متفقين على كيفية التعامل مع هذه اللحظة.
كيف يمكن تجنب الأضرار؟
إذا كان هناك رغبة في تنفيذ هذا التقليد، ينبغي أن يتم ذلك بالاتفاق المسبق بين العروسين. يُفضل أيضاً احترام الطريقة التي يتم بها التحطيم، مع استخدام كمية صغيرة من الكعكة لتفادي الفوضى.
يستلزم الأمر تخطيطاً دقيقاً وتفهماً متبادلاً لضمان عدم حدوث مشاعر سلبية أو مواقف غير مريحة.