“تليغرام: هل هو منصة تواصل للمعذّبين أم واجهة للجريمة؟”

Photo of author

By العربية الآن



تليغرام.. هل هي منصة إجرامية أم وسيلة تواصل للمضطهدين؟

Founder and CEO of Telegram Pavel Durov delivers a keynote speech during the Mobile World Congress in Barcelona, Spain February 23, 2016. REUTERS/Albert Gea
التهم الموجهة إلى دوروف تدور حول كون تليغرام منصة تسهل عمل المجرمين بمختلف أنواعهم (رويترز)

في الآونة الأخيرة، تصدرت منصة “تليغرام” عناوين الأخبار بعد أن تم القبض على مؤسسها والمدير التنفيذي، بافيل دوروف، في فرنسا، وذلك نتيجة لعدد من التهم الموجهة إليه.

تتعلق هذه التهم بكون “تليغرام” تسهم في تسهيل أنشطة المجرمين بمختلف تصنيفاتهم، بالإضافة إلى عدم امتثال إدارة المنصة لأوامر السلطات بإفشاء بيانات المستخدمين في إطار التحقيقات الجارية في عدة قضايا.

تدافع “تليغرام” عن موقفها بالإشارة إلى أن حماية حرية المستخدمين وخصوصيتهم هي الأولوية القصوى، وتعتبر أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ولكن مع ذلك، يتبقى التساؤل: أين تقف “تليغرام” إزاء الجرائم التي تحدث على منصتها؟

صعود “تليغرام” للقمة

تمكنت “تليغرام” من تحقيق شهرة عالمية بفضل ميزاتها الفريدة التي تركز على الخصوصية، حيث تقدم مجموعة من الخيارات التي تعزز حماية المعلومات الشخصية للمستخدمين. على عكس بعض التطبيقات الأخرى، تعتمد “تليغرام” خوارزميات تشفير متقدمة لضمان سرية المحادثات، وتسمح بإنشاء حسابات وهمية بسهولة دون حاجة للكثير من البيانات الشخصية.

هذه الميزات أدت إلى جذب الملايين، حيث تجاوز عدد مستخدمي “تليغرام” 900 مليون مستخدم بحلول عام 2024، بعد أن كان حوالي 45 مليون في عام 2014.

 

مرتع خصب للهيئات الإجرامية

عند تأسيس “تليغرام” عام 2014، كان الهدف هو إنشاء منصة تواصل توفر الأمان بعيدًا عن رقابة الحكومة الروسية. ومع تزايد الانتقادات، أصبحت المنصة تُعرف بأنها ملاذ للأنشطة الإجرامية حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى معلومات غير قانونية بسهولة.

تسهم خصوصية “تليغرام” في جذب المجرمين، بالإضافة إلى كونها منصة لتبادل المعلومات السياسية، مثل استخدام مجموعات مقاومة بشكل فعال لنشر معلومات وأخبار بدون خوف من الرقابة.

SPAIN - 2022/10/17: In this photo illustration, the online chat and communication app Signal Telegram logo seen displayed on a mobile phone and on a laptop. (Photo Illustration by Davide Bonaldo/SOPA Images/LightRocket via Getty Images)
تستخدم “تليغرام” في الأنشطة السياسية أيضًا (غيتي)

ملاذ آمن للمضطهدين

تُظهر الأحداث السابقة أن منصة “تليغرام” قد تكون الملاذ الآمن للمضطهدين، حيث لا تفرض قيودًا على تبادل المعلومات أو بيانات المستخدمين. في حالات متعددة، لم تمتثل المنصة لأوامر قضائية لكشف المعلومات.

تسمح هذه الوضعية للمستخدمين في الدول ذات القيود المشددة بالتعبير عن آرائهم ومشاركة المحتوى بدون خوف. حيث كانت “تليغرام” منصة مهمة لخدمة قضايا المقاومة الفلسطينية واحتجاجات الجماهير ضد الحكومات، كاحتجاجات البرازيل ولندن.

سلاح ذو حدين

مع توجه “تليغرام” لهذا الأسلوب المختلف في إدارة المحتوى، يطرح سؤال حول ما إذا كان يتوجب عليها تغيير سياساتها لتفادي الانتقادات. هل ستتحمل منصة “تليغرام” ما تتلقاه من انتقادات عالمية بسبب سياساتها المرنة تجاه المحتوى، أم تسعى للحفاظ على تعهداتها بحرية التعبير؟ الأيام المقبلة والمحاكمة المرتقبة لدوروف ستكشف الإجابة.

المصدر : مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.