تليغرام.. هل هي منصة إجرامية أم وسيلة تواصل للمضطهدين؟
في الآونة الأخيرة، تصدرت منصة “تليغرام” عناوين الأخبار بعد أن تم القبض على مؤسسها والمدير التنفيذي، بافيل دوروف، في فرنسا، وذلك نتيجة لعدد من التهم الموجهة إليه.
تتعلق هذه التهم بكون “تليغرام” تسهم في تسهيل أنشطة المجرمين بمختلف تصنيفاتهم، بالإضافة إلى عدم امتثال إدارة المنصة لأوامر السلطات بإفشاء بيانات المستخدمين في إطار التحقيقات الجارية في عدة قضايا.
تدافع “تليغرام” عن موقفها بالإشارة إلى أن حماية حرية المستخدمين وخصوصيتهم هي الأولوية القصوى، وتعتبر أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ولكن مع ذلك، يتبقى التساؤل: أين تقف “تليغرام” إزاء الجرائم التي تحدث على منصتها؟
صعود “تليغرام” للقمة
تمكنت “تليغرام” من تحقيق شهرة عالمية بفضل ميزاتها الفريدة التي تركز على الخصوصية، حيث تقدم مجموعة من الخيارات التي تعزز حماية المعلومات الشخصية للمستخدمين. على عكس بعض التطبيقات الأخرى، تعتمد “تليغرام” خوارزميات تشفير متقدمة لضمان سرية المحادثات، وتسمح بإنشاء حسابات وهمية بسهولة دون حاجة للكثير من البيانات الشخصية.
هذه الميزات أدت إلى جذب الملايين، حيث تجاوز عدد مستخدمي “تليغرام” 900 مليون مستخدم بحلول عام 2024، بعد أن كان حوالي 45 مليون في عام 2014.
Active Telegram Users
2024 – 900 million
2023 – 800 million
2022 – 700 million
2021 – 500 million
2020 – 400 million
2019 – 300 million
2018 – 200 million
2017 – 150 million
2016 – 80 million
2015 – 50 million
2014 – 35 million— World of Statistics (@stats_feed) August 25, 2024
مرتع خصب للهيئات الإجرامية
عند تأسيس “تليغرام” عام 2014، كان الهدف هو إنشاء منصة تواصل توفر الأمان بعيدًا عن رقابة الحكومة الروسية. ومع تزايد الانتقادات، أصبحت المنصة تُعرف بأنها ملاذ للأنشطة الإجرامية حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى معلومات غير قانونية بسهولة.
تسهم خصوصية “تليغرام” في جذب المجرمين، بالإضافة إلى كونها منصة لتبادل المعلومات السياسية، مثل استخدام مجموعات مقاومة بشكل فعال لنشر معلومات وأخبار بدون خوف من الرقابة.
ملاذ آمن للمضطهدين
تُظهر الأحداث السابقة أن منصة “تليغرام” قد تكون الملاذ الآمن للمضطهدين، حيث لا تفرض قيودًا على تبادل المعلومات أو بيانات المستخدمين. في حالات متعددة، لم تمتثل المنصة لأوامر قضائية لكشف المعلومات.
تسمح هذه الوضعية للمستخدمين في الدول ذات القيود المشددة بالتعبير عن آرائهم ومشاركة المحتوى بدون خوف. حيث كانت “تليغرام” منصة مهمة لخدمة قضايا المقاومة الفلسطينية واحتجاجات الجماهير ضد الحكومات، كاحتجاجات البرازيل ولندن.
سلاح ذو حدين
مع توجه “تليغرام” لهذا الأسلوب المختلف في إدارة المحتوى، يطرح سؤال حول ما إذا كان يتوجب عليها تغيير سياساتها لتفادي الانتقادات. هل ستتحمل منصة “تليغرام” ما تتلقاه من انتقادات عالمية بسبب سياساتها المرنة تجاه المحتوى، أم تسعى للحفاظ على تعهداتها بحرية التعبير؟ الأيام المقبلة والمحاكمة المرتقبة لدوروف ستكشف الإجابة.
رابط المصدر