تقنين الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي خلال قمة “ويش” في قطر
الدوحة- شهد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2024″، الذي اختتم فعالياته اليوم في الدوحة، اهتمامًا متزايدًا بقضايا الرعاية الصحية في مناطق النزاع وكذلك التطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
طالب المشاركون في القمة بضرورة إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في أماكن النزاعات، خاصة مع تزايد الهجمات على مقدمي الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، كما أكدوا على أهمية وضع تشريعات لضبط استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لحماية خصوصية بيانات المرضى.
وأعلن في ختام القمة عن تبني قطر مبادرة “كارديو فور سيتيز”، التي تهدف إلى تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية عبر نهج يعتمد على البيانات، مما يجعل قطر مركزًا إقليميًا لتوسيع هذه المبادرة في الشرق الأوسط.
تصاعد الهجمات على المنشآت الصحية
أشار البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، رئيس قسم الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية، إلى أن المؤتمر ركز على الارتفاع المتواصل في الهجمات ضد المنشآت الصحية، والتي تعد انتهاكًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. وطالب بأهمية اتخاذ إجراءات واضحة لحماية الصحة في مناطق النزاعات المسلحة.
وأكد عبد البديع أن القانون الدولي الإنساني يحمي الرعاية الصحية في مناطق النزاع، ويضمن سلامة العاملين في القطاع الصحي والمرافق ووسائل النقل، منوهًا بأن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في وتيرة الهجمات على الأنظمة الصحية، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية والعاملين في هذا المجال في دول مثل السودان وغزة ولبنان وأوكرانيا وغيرها.
وشدد على أهمية التعاون بين وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني مع القطاع الصحي لخلق موقف أكثر قوة تجاه الهجمات التي تستهدف الخدمات الصحية وضمان احترام القانون الدولي الإنساني. كما دعا إلى إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في النزاعات.
من جهة أخرى، أفاد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن منظمة الصحة العالمية وثقت منذ عام 2018 أكثر من 7000 حادثة هجوم على الرعاية الصحية، أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 من عاملي الصحة والمرضى، كما أصيب أكثر من 4600 آخرين في 21 دولة ومنطقة شهدت أزمات إنسانية معقدة.
تطورات هائلة في القطاع الصحي
وفي إطار حديثه عن التطورات الرقمية في المجال الصحي، استعرض سليم سلامة، نائب مدير إدارة التحول الرقمي في وزارة الصحة العامة، التأثيرات الإيجابية المترتبة على استخدام التكنولوجيا في قطاع الصحة. وأوضح أن التحولات الرقمية قد أحدثت تغييرات جذرية في كيفية تقديم الرعاية الصحية، ولكن من الضروري أخذ الاعتبارات الأخلاقية بعين الاعتبار لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
## تحولات جديدة في الرعاية الصحية بفضل الذكاء الاصطناعي
أوضح سليم سلامه، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، خلال حديثه مع الجزيرة نت، أن الابتكارات الرقمية قد أحدثت تحولاً جذرياً في مجال الصحة، مشابهًا لما حدث في قطاعات أخرى. ومع ذلك، يجب أخذ بعض القضايا الأخلاقية بعين الاعتبار.
### تأثيرات الذكاء الاصطناعي
ذكر سلامه أن هذه التطورات، رغم ما تحمله من فوائد، لها أيضًا تأثيرات سلبية، مشددًا على أهمية فهم كيفية تكيفها مع الثقافات الدينية والمحلية. وأكد على الدور الكبير الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص وفعالية العلاجات، مما يعزز الرعاية الصحية وتطوير الأدوية. ومع تقدم هذه التكنولوجيا، بدأت القضايا الأخلاقية المتعلقة بها تحظى باهتمام بالغ من قبل الباحثين وصنّاع السياسات، وهو ما تم التركيز عليه بشكل كبير خلال المؤتمر.
![غالي يؤكد أهمية وضع تشريعات جديدة لحماية بيانات المرضى](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/11/1732326060_404_تنظيم-استخدام-الذكاء-الاصطناعي-في-الطب-خلال-قمة-ويش-في.jpg)
## الأخلاقيات الطبية وتحديات جديدة
أوضح الدكتور محمد غالي، أستاذ الإسلام والأخلاقيات البيولوجية، في تصريحاته للجزيرة نت، أهمية العلاقة بين الطبيب والمريض، مشيرًا إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الطبيب لتحقيق هذه الأخلاقيات. ومع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ هذا التوازن في العلاقة يتأثر، حيث باتت الآلات الذكية قادرة على التعلم واتخاذ قرارات طبية، مما يزيد من تعقيد الأمور.
وأشار غالي إلى الحاجة الملحة لقوانين جديدة من شأنها حماية بيانات المرضى وضمان الأخلاقيات في تقديم الرعاية الصحية.
![أكثر من 200 خبير و3000 مندوب في مجال الصحة من مختلف دول العالم شاركوا في قمة ويش](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/11/1732326060_206_تنظيم-استخدام-الذكاء-الاصطناعي-في-الطب-خلال-قمة-ويش-في.jpg)
## الذكاء الاصطناعي والتنبؤ بالأمراض
رجاء باجي، مديرة التطبيقات الجينومية في معهد قطر للطب الدقيق، تحدثت عن الأثر الكبير للذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الصحية، وخاصة في مجال الطب الدقيق. وأشارت إلى أن هذه التقنيات تسهم في التنبؤ بالأمراض، مما يتيح توفير التدابير الوقائية المناسبة.
وبينت أن التحدي الحقيقي يكمن في حصول هذه الأنظمة الذكية على بيانات دقيقة وشاملة، محذرة من مخاطر انتهاك الخصوصية المرتبطة بجمع واستعمال هذه البيانات.
## المصدر
الجزيرة