تهديد الجرائم الإلكترونية لمستقبل أبنائنا!

Photo of author

By العربية الآن



الجرائم الإلكترونية تهدد مستقبل أبنائنا!

هذا الصباح- تزايد حالات الابتزاز والتنمر على الإنترنت بلبنان
أحد أخطر أنواع الجرائم الإلكترونية التي تستهدف المراهقين هو الابتزاز الإلكتروني (الجزيرة)

أحمد طالب في الثانوية، لديه شغف بالألعاب الإلكترونية. قام بتحميل لعبة جديدة من موقع غير موثوق وعند محاولته تشغيلها طُلب منه إدخال معلومات حساسة عن بطاقة ائتمانه. دون تفكير، أدخل المعلومات، واكتشف لاحقًا سرقة أموال كبيرة من حسابه البنكي.

تشير الحالات المشابهة إلى مستندات مؤلمة حول الجرائم الإلكترونية وما تسببه من سرقة وابتزاز وتنمر. فما هي الجرائم الإلكترونية؟ ما تأثيرها على المراهقين؟ كيف نحميهم من مخاطرها؟ هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عليها.

من الطرق الشائعة لارتكاب الجرائم هو الاتصال بالضحايا عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، حيث يطلب المجرمون معلومات حساسة مدعين أنهم من مؤسسات موثوقة.

دخلت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بشكل متزايد في حياتنا، مما تسبب في ظهور مخاطر جديدة تهدد أمن وسلامة شبابنا. يقدم الإنترنت معلومات وترفيهًا بلا حدود، لكنه أيضًا بيئة خصبة للجرائم الإلكترونية التي تهاجم حقائق حياتهم.

الجريمة الإلكترونية تشمل أي نشاط إجرامي يتم باستخدام الأجهزة الإلكترونية أو الإنترنت، مثل سرقة المعلومات والاحتيال والتحرش الإلكتروني والابتزاز والقرصنة. تتم هذه الجرائم غالبًا من خلال استغلال نقاط ضعف المستخدمين والحيل المختلفة لخداع الضحايا والحصول على معلوماتهم.

المجرمون يعتمدون أيضًا على إنشاء مواقع ويب مزيفة تشبه المواقع المعروفة لجذب الضحايا. بالإضافة إلى ذلك، يتم إرسال رسائل نصية أو بريد إلكتروني مزيفة تحث المستخدمين على الضغط على روابط محملة بالبرامج الضارة.

يعتبر الابتزاز الإلكتروني من أخطر الجرائم التي تستهدف المراهقين، إذ يستدرج الضحايا لمشاركة صور أو فيديوهات خاصة، ثم يتم تهديدهم بنشرها إذا لم يدفعوا فدية، مما قد يسبب آثارًا نفسية شديدة وقد يقود البعض إلى قرارات متهورة مثل الانتحار.

التعرض للجرائم الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والقلق وصعوبات في تكوين العلاقات الاجتماعية، مما قد يؤدي الأوضاع للبعض لاستغلال المراهقين في القيام بجرائم عبر الإنترنت.

يتعرض المراهقون إلى أنواع متعددة من التحرش الإلكتروني، ومن الضروري أن نكون على علم بذلك، فهذه الأنماط تؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، وقد تؤدي إلى الاكتئاب ومشاكل النوم. كما أن انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يضر بسمعتهم ويؤثر على علاقاتهم.

تستغل المعلومات الشخصية للمراهقين لسرقة هوياتهم، مما يؤثر على مستقبلهم ويدخلهم في مشاكل قانونية ومالية.

تشير الدراسات إلى أن المراهقين هم الأكثر عرضة للجرائم الإلكترونية بسبب خصائصهم النفسية، حيث غالبًا ما يفتقرون إلى الخبرة في التعامل مع الإنترنت ويكونون مفرطين في الثقة بالغرباء.

من المهم أن ندرك عوامل الخطر ونوعي المراهقين بمخاطر الإنترنت، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لحماية أنفسهم. كما يلعب الأهل والمدرسة دورًا أساسيًا في توفير بيئة آمنة.

للأسرة دور كبير في حماية المراهقين؛ فهي خط الدفاع الأول من خلال اتخاذ التدابير اللازمة، مع ضرورة إدراك الأهل أن الهدف هو حماية أبنائهم وليس تقييدهم.

للوقاية، ينبغي على المراهقين التعامل بحذر مع الإنترنت، من خلال تجنب الضغط على الروابط المشبوهة أو فتح مرفقات من مصادر مجهولة، وكذلك استخدام شبكات الواي فاي العامة بحذر.

تحديث برامج الحماية واستخدام كلمات مرور قوية لكل حساب يستمر تماسكه في تحقيق الأمان، مع ضرورة التأكد من صحة عنوان URL قبل إدخال المعلومات الشخصية.

للأسرة دور رئيسي في حماية أبنائها، حيث يجب أن يسود توازن بين الحماية ومنح الحرية. العلاقات بين الأهل والأبناء ينبغي أن تستند إلى الثقة والاحترام.

من جهة أخرى، لا يمكننا تجاهل دور المؤسسات التعليمية والقانونية في مواجهة الجرائم الإلكترونية رغم التحديات الناتجة عن سرعة تطور التكنولوجيا.

في الختام، يجب أن نتحرك قبل أن يتحول أبناؤنا إلى ضحايا للجرائم الإلكترونية. علينا اتخاذ إجراءات وقائية وتعلم أوجه الاحتيال الإلكتروني لنحمي أنفسنا وعائلاتنا، ولنعمل سويًا لبناء مجتمع أكثر وعيًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.