ثلاثة عوامل قد تعزز فرص صفقة إطلاق سراح الرهائن في غزة

Photo of author

By العربية الآن

## ثلاثة عوامل قد تسهم في تسهيل صفقة تبادل الرهائن في غزة

### الوضع الحالي لصفقة التهدئة

تتجه الأنظار حاليًا نحو اتفاقية تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي تمت مناقشتها في محادثات غير مباشرة في الدوحة منذ مايو الماضي. لكن ما الذي يثير التفاؤل بشأن إمكانية نجاحها بعد توقفها لمدة ثمانية أشهر بسبب الحرب؟

### العوامل السياسية الجديدة

هناك عدة عوامل تغيرت على الصعيدين السياسي والميداني. أولاً، فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية. حيث هدد ترامب بأنه “سيحدث جحيم كامل” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل توليه المنصب في 20 يناير.

هذا التهديد قد يفهمه قادة حماس كإشارة لرفع القيود الهشة التي فرضتها إدارة بايدن على الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من صعوبة تصور ما يمكن أن يعنيه هذا لإقليم دمرته بالفعل 15 شهرًا من النزاع.

كما تواجه إسرائيل ضغوطًا من الرئيس الأمريكي المنتخب لإنهاء النزاع في غزة، الذي يهدد آمال ترامب في تحقيق صفقة إقليمية أكبر، وصورة رئيس ينهي الحروب.

### الضغوط الداخلية في إسرائيل

من الجهة الأخرى، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا مستمرة من حلفائه في اليمين المتطرف للاستمرار في الحرب. ومع ذلك، قد يكون ترامب أيضًا عنصرًا يساعده في إقناع حلفائه بقبول الصفقة والبقاء في الحكومة، خاصةً أن الرئيس الأمريكي الجديد والسفير الذي اختاره لدية وجهات نظر تؤيد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، الأمر الذي عبَّر عنه وزير المالية اليميني المتطرف بتسليئيل سموتريتش بأنه يرغب في ضمها.

على الرغم من هذا، يبدو أن سموتريتش غير مقتنع بعد اجتماع لنتنياهو، حيث كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الصفقة الحالية “كارثة” على الأمن القومي الإسرائيلي، وأنه لن يدعمها.

ومع ذلك، يعتقد البعض في إسرائيل أن كلًا من سموتريتش وحليفه في اليمين المتطرف، وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، ينظرون إلى دورهم الحالي في الحكومة كأفضل فرصة لترسيخ السيطرة على الضفة الغربية، خاصةً مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وأنهم من غير المرجح أن ينفذوا تهديداتهم بالانسحاب.

رابط المصدر

رويترز مظاهرة ضد فشل الحكومة الإسرائيلية في إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، في تظاهرة بتل أبيب، إسرائيل (11 يناير 2025)رويترز
عائلات الرهائن تحتج ضد فشل الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى صفقة في تل أبيب يوم السبت

هناك تغير آخر وهو زيادة الضغوط على نتنياهو من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

أفادت تقارير واسعة بأن شخصيات بارزة قد تناقشت معه مرارًا بشأن الأهداف العسكرية المتناقصة في الحرب المستمرة، بعد مقتل قادة حماس البارزين وتدمير غزة.

الأسبوع الماضي، قُتل عشرة جنود إسرائيليين في غزة، مما ألقى الضوء مجددًا على تكاليف الحرب لإسرائيل، وعلى السؤال الدائم حول إمكانية تحقيق “النصر الكامل” الذي وعد به نتنياهو ضد حماس.

بعض المحللين يشيرون الآن إلى أن حماس تعيد بناء نفسها بشكل أسرع مما تتمكن إسرائيل من هزيمتها، وبالتالي ينبغي على إسرائيل إعادة النظر في استراتيجيتها.

لذا هناك تحول ثالث – إقليمي – يؤثر على التوقعات هنا أيضًا: ضعف وتآكل حلفاء حماس في محور المقاومة الإيراني، من حزب الله في لبنان إلى بشار الأسد في سوريا، جنبًا إلى جنب مع مقتل قائد حماس يحيى السنوار في غزة.

grey placeholder فرص صفقة إطلاق سراح الرهائن في غزة فرص صفقة إطلاق سراح الرهائن في غزةرويترز فلسطينيون يبحثون عن أغراضهم داخل مدرسة تأوي نازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية، في مدينة غزة، شمال غزة (13 يناير 2025)رويترز
فلسطينيون في غزة، معظمهم من النازحين، يائسون من إنهاء الحرب المدمرة

يمكن اعتبار هذه الفترة أفضل فرصة منذ عدة أشهر لتجسير الهوة بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب.

ومع ذلك، لم تتغير الفجوات بين الطرفين منذ آخر مرة تم فيها التفاوض قبل ثمانية أشهر.

من بين تلك الفجوات النزاع المباشر بين هاجس حماس، التي ترغب في إنهاء الحرب، ومصالح إسرائيل، التي تريد الحفاظ على باب مفتوح لاستئناف النزاع، سواء لأسباب سياسية أو عسكرية.

الصفقة، كما وضحها الرئيس جو بايدن في مايو، مقسمة إلى ثلاث مراحل، حيث لن يبدأ وقف إطلاق النار الدائم إلا في المرحلة الثانية.

النجاح يعتمد على ما إذا كان يمكن العثور على ضمانات لتهدئة مخاوف حماس من أن إسرائيل ستنسحب من الصفقة بعد المرحلة الأولى من الإفراج عن الرهائن.

كما أن الأسئلة حول كيفية إدارة الأراضي التي تنسحب منها إسرائيل لا تزال غامضة في هذه المرحلة.

لكن شبكة الدبلوماسية التي تمتد عبر المنطقة خلال الأسبوع الماضي، وإرسال نتنياهو لرؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى المفاوضات في الدوحة، بالإضافة إلى مستشار سياسي رئيسي، تعد إشارات مشجعة.

كما أن مغادرة منسق المعتقلين الفلسطينيين، قدورة فارس، إلى الدوحة تساهم في هذه الآمال.

الصفقة لم تتم بعد – وقد انهارت المفاوضات سابقًا.

إلا أن هذه الصفقة القديمة تعزز الآمال الجديدة جزئيًا بسبب السياق الإقليمي الجديد، مع ضغوط متزايدة من الداخل ومن حلفاء رئيسيين في الخارج.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.