تصاعد التهديدات الإسرائيلية
ارتفعت في الأيام الأخيرة التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، مصاحبة لزيادة التصعيد العسكري مع «حزب الله». ويتزامن ذلك مع فشل المفاوضات المتعلقة بهدنة غزة، التي يربطها الحزب بعودة الهدوء إلى جبهة الجنوب، وهو ما ترفضه تل أبيب بحسب تصريحات مسؤوليها المتعددة.
رسائل إسرائيلية إلى بيروت
أوضح وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أن هناك رسالة تم نقلها عبر وسطاء إلى بيروت تفيد بأن تل أبيب غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى هدنة في غزة. وكانت هذه الرسالة قد تم نقلها سابقاً من قبل المبعوث الأميركي آموس هوكستين، مما يثير تساؤلات حول مصير جبهة الجنوب واحتمالية تقدم الحل العسكري على السياسي.
موازين القوى في المنطقة
بينما يتوقع البعض أن تؤدي الهدنة في غزة إلى تصعيد في الجنوب، يشدد آخرون على أن التصعيد العسكري مستبعد. يرى كل من العميد المتقاعد الدكتور خليل الحلو وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عماد سلامة أن الوضع الراهن سيظل كما هو، دون وقف لإطلاق النار أو توسيع للحرب.
احتمالات تصعيد الحرب
يعتقد رياض قهوجي، رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري»، أن فرص توسيع الحرب قد زادت في لبنان بسبب فشل المفاوضات المتعلقة بهدنة غزة. ويقول: «أمام فشل المفاوضات، تتجه الأنظار نحو جبهة جنوب لبنان التي لم تخرج من دائرة الخطر، وزيادة التهديدات الإسرائيلية تعكس احتمالية التوجه للحل العسكري». بينما يلفت الحلو إلى أن إسرائيل لن تتخذ خطوات تضر بمصالح واشنطن، مما قد يحد من احتمالية التصعيد.
وثيقة في خضم الصراع
يصف الدكتور عماد سلامة الوضع الإعلامي والنفسي السائد بأنه يتراوح بين الارتفاع والانخفاض. يعتبر أن التهديدات الإسرائيلية هي جزء من حرب نفسية ولا تعني بالضرورة وجود نوايا للاجتياح. ويرجح استمرار الوضع القائم حتى بعد الانتخابات الأميركية.
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين
وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أشار إلى تحويل الجهود العسكرية نحو الشمال استعدادًا لعملية برية شاملة، مؤكدًا ضرورة الاستعداد لتغيير الوضع الأمني. وقد جاء هذا التصريح بعد توجيهات رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للجيش بالاستعداد لـ”تغيير الوضع في الشمال”.
رؤية حزب الله
يؤكد «حزب الله» على لسان مسؤوليه ارتباط جبهة الجنوب بجبهة غزة، حيث قال النائب حسين الحاج حسن إن الحزب سيستمر بدعم غزة. كذلك، شدد الشيخ علي دعموش، نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، على أن العدو لن ينجح في إعادة المستوطنين إلى منازلهم إلا من خلال وقف الهجوم على غزة.
إدراك واضح للمسؤولية العسكرية
حزب الله يصر على تحميل إسرائيل مسؤولية أي تصعيد، مدعيًا أن المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك. وأوضح دعموش أن “كلما تمادى العدو في اعتداءاته، زادت المقاومة من ردها”.