جروح شائعة أم إصابات لا تندمل؟ تأثير الصراع في غزة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

Photo of author

By العربية الآن



جروح شائعة أم إصابات لا تندمل؟ تأثير الصراع في غزة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

أحد المتظاهرين يرفع علمي إسرائيل والولايات المتحدة خلال تجمع دعم لإسرائيل خارج مبنى الكابيتول في دنفر، كولورادو، في 15 أكتوبر 2023. (صورة: جيسون كونولي / وكالة فرانس برس)
الأوضاع الحالية بين إسرائيل وأمريكا تحدث في ظروف استثنائية (الفرنسية)
درس باحثان أمريكيان تأثير النزاع في غزة على الروابط الأمريكية الإسرائيلية، وتسائلا إذا كانت التوترات الحالية بين الدولتين ستُحل بالعودة إلى الوضع السابق أم سيحدث تحولًا لم يسبق له مثيل؟

وأكد الكاتبان آرون ديفيد ميلر، كبير الباحثين في “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”، ودانيال سي كورتزر، السفير الأمريكي السابق في مصر وإسرائيل والمدرس بكلية العلاقات العامة والدولية في جامعة برينستون الأمريكية، أن حالات التوتر في العلاقات بين الدولتين لم تكن جديدة، وكانت تنتهي دائمًا بالعودة إلى الوضع السابق، الذي اشتهرا باسم “النظام التقليدي التشغيلي للروابط بين الدولتين”.

اطّلع على المزيد

قائمة تحتوي على 2 عنصر

القائمة 1 من 2

مقال بموقع بريطاني: مستوى نجاح المشروع الإسرائيلي في أزمة وانهيار الدعم له

list 2 of 2

رجال أعمال أميركيون، بينهم مؤسس شركة ستاربكس، دفعوا بالشرطة لقمع حركة الجامعات

end of list

وأكدا أنهما يواجهان ضغوطًا شديدة للاستجابة بشكل مباشر، ومع ذلك يثير القلق لديهما استنتاجات رئيسية من الوضع الحالي.

ظروف استثنائية

وأفادا بأن التوترات الحالية بين إسرائيل والولايات المتحدة تحدث في ظروف غير مسبوقة، وإنه قد تكون مؤقتة أيضًا، إذ من الجهة الأخرى، وجدنا أن النظام التقليدي الذي حافظ على العلاقة بين الجانبين بلا انقطاع، يعمل بشكل مرضٍ منذ هجوم طوفان الأقصى. ولقد كان الرئيس الأميركي جو بايدن أقوى داعم لإسرائيل وأهدافها الحربية من أي رئيس آخر في تاريخ الولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى، يضيف الكتابان، هناك قوى تلعب دورًا تثير تساؤلات جدية بشأن العلاقة بين البلدين في المستقبل، حيث كُرست هذه العلاقة على 3 أركان حيوية مرتبطة وثيقًا: القيم المشتركة والمصالح المشتركة وقاعدة دعم متينة محليًا، واليوم تتعرض هذه الأركان لضغوط أكثر من أي وقت مضى في تاريخ العلاقة.

3 أركان

أولًا، لا تتفاقم القيادة الأميركية والمعظمية الأميركية في التوافق مع الحكومة اليمينية الحالية، التي تعتبر الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، فقد اتبعت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسات تتعارض مع القيم والمصالح الأميركية بشكل خاص، وقد تم تسميتها بـ “الإصلاح القضائي” الذي يُعد محاولة للتقليل بشدة من سلطة القضاء الإسرائيلي، خاصة المحكمة العليا، ويبدو أن طموحات التحالف الحاكم تهدد التزام إسرائيل بالديمقراطية.

ثانيًا، لا يزال الدعم الحزبي في الولايات المتحدة الذي استمر لعقود يظل قويًا، ومع ذلك، فإن الجمهوريين والديمقراطيين مشتتين اليوم أكثر من أي وقت مضى بشأن نوع الدعم الذي يجب تقديمه لإسرائيل، كما أن الديمقراطيين ينقسمون بشكل متزايد، مع تزايد صغير لكن مستمر لمناصري التقدم الذين يرغبون في فرض قيود وتكاليف على حكومة نتنياهو بسبب معاملتها للفلسطينيين.

ثالثًا، على عكس أي حرب عربية إسرائيلية سابقة، وبشكل غير متوقع، فقد أسهم الطابع الفريد للحرب الحالية في غزة في تعميق الانقسام الداخلي في الولايات المتحدة، ويظهر الأمر كأن المتظاهرين نسوا الهجوم الدموي على إسرائيل.

3 مسائل

وأكملا الباحثان بشرح أن هناك 3 مسائل شغلت إسرائيل وإدارة بايدن نتيجة للسياسات والإجراءات الإسرائيلية، وهي: كيفية تنفيذ حملة عسكرية تقلل من الخسائر بين المدنيين، كيفية ضمان تقديم المساعدات الكافية لتجنب الكوارث الإنسانية، وماذا يحدث في اليوم التالي لانتهاء القتال؟

وأوضحا أن على الأرجح، ستجد الإدارة الأميركية الإسرائيلية طريقة للتعامل مع هذه المسائل – خاصة في عام الانتخابات- بدون انقطاع أو انهيار في العلاقة، ولكن ما هي اتجاهات الرأي العام داخل وخارج الولايات المتحدة؟ وإلى أي حد تأثرت صورة إسرائيل وسمعتها نتيجة للطريقة التي تجرى بها الحرب في غزة؟ وهل ستتطور البيئة السياسية في الولايات المتحدة بحيث يبدأ عدد متزايد من الأميركيين الشبان في التساؤل عما إذا كانت إسرائيل تشكل عبئًا أكثر من كونها مفيدة لمصالح الولايات المتحدة؟

وختم الكتابان تحليلهما بالقول إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر صعب، ولا يوجد وسيلة للتنبؤ بأي درجة من اليقين أو الدقة بمسار العلاقات الأميركية الإسرائيلية، ولا يمكن لعنصر واحد أن يكون قاضيًا، إلا أن هناك شيء واحد يبدو واضحًا تمامًا: تغيير القيادة في إسرائيل سيكون نقطة البداية المناسبة، وعلى الإسرائيليين ترك الاعتقاد بأنهم يمكن أن يحققوا السلام والأمان دون مواجهة تبعات الاحتلال، وعلى الفلسطينيين ترك الاعتقاد بأن توجيه الألم لإسرائيل سيحقق، في نهاية المطاف، تقرير المصير والاستقلال الذي يستحقونه.

المصدر : فورين بوليسي



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.