حزب الله يرد بالصواريخ معلناً “معركة مفتوحة” مع إسرائيل

Photo of author

By العربية الآن

الناصرة، إسرائيل (AP) — أطلق حزب الله أكثر من 100 صاروخ في وقت مبكر من صباح الأحد على شمال إسرائيل، حيث سقطت بعض هذه الصواريخ قرب مدينة حيفا، في حين أن إسرائيل شنت مئات الضربات الجوية على لبنان. وقد أعلن أحد قادة حزب الله أن “معركة مفتوحة” قد بدأت، حيث بدا أن الجانبين يتجهان نحو حرب شاملة.

### قصف صاروخي استجابة للغارات الإسرائيلية
جاءت هذه الهجمات الصاروخية في سياق الغارات الإسرائيلية في لبنان، التي أدت إلى مقتل العشرات، بما في ذلك قائد بارز في حزب الله، بالإضافة إلى هجوم غير مسبوق استهدف أجهزة الاتصالات الخاصة بالمجموعة. وقد أثارت صافرات الإنذار في شمال إسرائيل هلع مئات الآلاف من السكان، مما دفعهم للجوء إلى الملاجئ.

سقط أحد الصواريخ بالقرب من مبنى سكني في كيريات بياليك، المدينة القريبة من حيفا، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، وإشعال النيران في مبانٍ ومركبات. وأفادت خدمة إنقاذ “ماغن دافيد أدوم” الإسرائيلية بأن أربعة أشخاص جرحوا جراء الهجمات.

### شهود عيان على الهجمات
أفاد آفي فازانا أنه هرع إلى الملجأ مع زوجته وطفله البالغ من العمر تسعة أشهر قبل أن يسمع انفجار الصاروخ. وعند خروجه لاحقاً للتحقق من وجود إصابات، قال: “ركضت دون حذاء ودون قميص، كنت أرتدي السروال فقط. ركضت إلى هذا المنزل عندما كانت النيران لا تزال مشتعلة لأتحقق ما إذا كان هناك أشخاص آخرون”.

### الضربات الإسرائيلية تسفر عن قتلى في لبنان
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن ثلاثين شخصًا قُتلوا وأُصيب أربعة آخرون في الغارات الإسرائيلية بالقرب من الحدود، دون أن تحدد ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين.

### رد حزب الله على الضغوط المتزايدة
تتبع هجمات الصواريخ غارة جوية إسرائيلية في بيروت يوم الجمعة الماضي أدت إلى مقتل 45 شخصًا على الأقل، من بينهم إبراهيم عقيل أحد أبرز قادة حزب الله، بالإضافة إلى عدد من المقاتلين والنساء والأطفال.

عانى حزب الله من ضغوط متزايدة في أعقاب هجوم معقد أدى إلى **انفجار آلاف أجهزة الإرسال والمشيرات** قبل أيام قليلة. إلا أنه يواجه تحديًا في موازنة قواعد الاشتباك بعمق أكبر في إسرائيل، محاولًا تجنب الهجمات الكبيرة على المناطق المدنية والبنية التحتية، التي قد تؤدي إلى نشوب حرب شاملة يدرك أنه سيتحمل المسؤولية عنها.

وأفاد نائب رئيس حزب الله، نعيم قاسم، بأن الهجمات الصاروخية ليوم الأحد هي مجرد بداية.

المعركة المفتوحة مع إسرائيل

اعترف كاسم في جنازة أكيل بأن “ألمنا كبير، فنحن بشر. لكن بينما نحن نتألم، ستتألمون أيضاً”. وأكد أن حزب الله سيواصل العمليات العسكرية ضد إسرائيل دعماً لقطاع غزة، محذراً من هجمات غير متوقعة تأتي “من خارج الصندوق”، مشيراً إلى صواريخ أُطلقت نحو عمق إسرائيل.

استهداف مواقع عسكرية في إسرائيل

في ساعة متأخرة من الأحد، أعلن حزب الله عن سلسلة من الضربات على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل باستخدام الصواريخ وقذائف المدفعية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان هناك أي إصابات أو أضرار.

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “ستقوم إسرائيل باتخاذ أي إجراء ضروري لاستعادة الأمن في الشمال والسماح للناس بالعودة إلى منازلهم”.

ردود الفعل الدولية وأعداد الضحايا

أقيمت جنازات أخرى يوم الأحد للضحايا الذين سقطوا في غارة جوية، حيث دُفن سبعة أشخاص، بينهم ثلاث نساء وطفلان، في بلدة ميس الجبل الجنوبية اللبنانية. قال النائب اللبناني ملحم خلف إن إسرائيل “تعتمد على قوانين الغابة بدلاً من الاتفاقيات الدولية، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين”.

وفي سياق متصل، أفاد المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، بأن الولايات المتحدة “مشاركة في دبلوماسية واسعة ونشطة”. أضاف: “نريد التأكد من أننا نستطيع القيام بكل ما في وسعنا لمنع ذلك من التحول إلى حرب شاملة مع حزب الله عبر الحدود اللبنانية”.

إسرائيل تعلن إحباط هجوم كبير من حزب الله

قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف حوالي 400 موقع للمسلحين، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ، في جنوب لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما أحبط هجوماً أكبر.

صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العقيد نداف شوشاني: “تحت مرمى النار مئات الآلاف من المدنيين في شمال إسرائيل. اليوم شهدنا نيراناً أدخلت عمق إسرائيل أكثر من أي وقت مضى”.

كما أعلن الجيش أنه اعترض عدة طائرات مسيرة أُطلقت من اتجاه العراق، بعد أن زعمت جماعات مسلحة مدعومة من إيران هناك عن شن هجوم بطائرة مسيرة على إسرائيل.

تعليق المدارس وإجراءات طبية

أُلغيت المدارس في شمال إسرائيل، وأفادت وزارة الصحة أنه سيتم نقل جميع العمليات في المستشفيات في الشمال إلى مناطق محمية في المراكز الطبية.

في غضون ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بمداهمة مكتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية، والذي حظرته سابقاً، متهمًا إياه بأنه لسان حال الجماعات المسلحة، وهي اتهامات نفتها القناة العربية.

حافة كارثة في المنطقة

تبادلت إسرائيل وحزب الله النيران منذ تصاعد النزاع في غزة قبل عام تقريباً، حيث بدأت الجماعة المسلحة بإطلاق الصواريخ تضامناً مع الفلسطينيين وحلفائها من حماس. وأدى القصف المستمر إلى مقتل العشرات في إسرائيل ومئات في لبنان، ونزوح عشرات الآلاف على كلا الجانبين.

لم يكن أي من الطرفين يسعى حتى وقت قريب إلى حرب شاملة، وتجنبت حزب الله حتى الآن استهداف تل أبيب أو البنية التحتية المدنية الكبرى. ولكن في الأسابيع الأخيرة، تحولت الأنظار الإسرائيلية من غزة إلى لبنان، وأكد حزب الله أنه لن يتوقف عن هجماته إلا إذا انتهت الحرب في غزة، وهو ما يبدو بعيد المنال.

استخدام حزب الله للأسلحة الجديدة

أفاد حزب الله أنه أطلق العشرات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، وهو سلاح جديد لم يستخدمه من قبل، نحو قاعدة راميت دافيد الجوية. وأوضح أن ذلك جاء “رداً على الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف مناطق لبنانية مختلفة وأسفرت عن سقوط العديد من الشهداء المدنيين”.

كما هاجم حزب الله منشآت شركة رافائيل الدفاعية، مقرها في حيفا، باعتبارها انتقاماً لهجمات الأجهزة اللاسلكية. ولم يقدم الحزب أدلة، في حين رفض الجيش الإسرائيلي التعليق.

تعهد حزب الله بالانتقام لتفجيرات موجعة طالت أجهزة الاتصال الخاصة بأعضائه يومي الثلاثاء والأربعاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصاً، بينهم طفلان، وإصابة حوالي 3000 آخرين. واتُهمت إسرائيل على نطاق واسع بالمسؤولية عن الهجمات، لكنها لم تؤكد أو تنف ذلك.

غارة إسرائيلية الجمعة استهدفت مبنى مكوناً من ثمانية طوابق في ضاحية مكتظة في بيروت حيث كان أعضاء حزب الله مجتمعين في القبو، وأسفرت عن مقتل أكيل، قائد وحدة القوات الخاصة في الحزب.

المصادر

كتب كريم شهيب من بيروت، وشارك في التغطية كل من موشي إدري من كريات بيالك، ووفاء شرفا من دير البلح بقطاع غزة، وشلومو مور من تل أبيب.

(تم تصحيح هذا الخبر ليُظهر أن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أدلى بتصريحاته لقناة ABC، وليس لـ”فوكس نيوز”.)

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.