### اكتشافات أثرية في البحرين
كشفت الحملات التنقيبية المستمرة في تلال مدافن البحرين الأثرية عن مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الحلي والمجوهرات التي أُدخلت إلى متحف البحرين الوطني في المنامة. تحتوى هذه المجموعة الرائعة على عدد من العقود المصنوعة من أنواع مختلفة من الأحجار، بالإضافة إلى قطع ذهبية فريدة، مثل زوج من الأقراط المرصعة بالأحجار الكريمة.
#### تاريخ الحلي والمجوهرات
تعود هذه الحلي إلى الفترة التي عُرفت فيها البحرين باسم “تايلوس”، وهو الاسم الذي أطلقه المستكشفون الإغريقيون على الجزيرة في القرن الثالث قبل الميلاد. هذه الفترة، التي استمرت لمدة ستة قرون، شهدت تطورًا ثقافيًا عميقًا للبحرين، وهو ما يظهر جلياً من خلال الاكتشافات الكثيرة التي تخرج من تلال مقابرها الأثرية.
تضم هذه الاكتشافات كميات كبيرة من الأواني الفخارية والزجاجية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الحلي المتنوعة الأشكال والأنواع. ورغم عدم ظهور أي طابع جنائزي واضح على هذه الحلي، فإن موقعها يؤكد أنها كانت جزءًا من دفن أصحابها، حيث أُخذت معهم لتزيينهم في العالم الآخر، وشملت هذه الزينة ليس فقط النساء من الطبقات العليا، بل شملت الرجال والأطفال أيضًا، حسبما أظهرت الدراسات.
#### الأثاث الجنائزي والعقائد الثقافية
تواجدت الأدوات المنزلية بشكل ملحوظ في هذا الأثاث الجنائزي، بالإضافة إلى بعض القطع النقدية، مما يشير إلى أن المعتقدات السائدة في المجتمع كانت تدعم فكرة استمرار الحياة في العالم الآخر. كان يتم دفن الميت بعد إلباسه أفضل الثياب، مع أكفان تم خلالها استخدام كميات كبيرة من الملابس والإبر والدبابيس. كما كان يتم تزيين المتوفى بالحلي، التي تضمنت العقود والأساور والخواتم والأقراط التي استخدمت جميعها أنواع مختلفة من المواد.
شملت هذه التقاليد أيضًا مجموعة من المراهم وأدوات التجميل، بحيث يتمكن الميت من الاستمرار في العناية بمظهره حتى بعد الدفن. احتوت هذه الأدوات على أنابيب الكحل وأمشاط خاصة للنساء. وتعتبر العقود المصنعة من أحجار متعددة، منها الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، من أبرز عناصر هذه الحلي.
#### تنوع الأحجار والمواد
تميزت مجموعة الحلي باحتوائها على أحجار بأنواع متعددة، منها الحجر المعشوق المعروف باسم “الجَمَشْت”، الذي يتميز بلونه البنفسجي، وكذلك الأحجار الأخرى مثل العقيق والجَزْع والأحجار الزجاجية والصابونية. وقد أكد بلينيوس الأكبر في كتابه “التاريخ الطبيعي” أن اللآلئ الناتجة من جزيرة تايلوس تُعتبر من الأجود.
هناك أيضًا تنوع من حيث الطابع، حيث يغلب الطابع التجريدي على الجزء الأكبر من الحلي، بينما يوجد عدد قليل منها يحمل طابعًا تصويريًا مثل الحِرْز المصوغة على شكل عناقيد العنب. تم اكتشاف بعض هذه الحلي من مقبرة “كرانة” وغيرها من مقبرة “سار”، مع الإشارة إلى النمط المعروف الذي يرمز للخصوبة والذي اكتشف أيضًا في أجزاء أخرى من شبه الجزيرة العربية.